لندن - كشف أسامة سعيد، المسئول السابق للإعلام والعلاقات العامة بشبكة الجزيرة، فى مقال بصحيفة "الجارديان" البريطانية تحت عنوان "ماذا كانت أخطاء قناة الجزيرة وكيف تصححها؟"، عن رؤيته لسقطات القناة القطرية، التى إعتبرتها الشعوب العربية أهم قناة لرصد ثورات الربيع العربى، وذلك بعد أيام من مغادرة منصبه فى يناير الماضى.
أوضح سعيد، أن رؤية قدامى الإعلاميين بالقناة كانت تدور حول نقل الخبر فقط وليس صناعته، إلا أن سياسة القناة جعلتها فى موضع إتهام فى عدة دول من المنطقة، حتى أنها حملت نتيجة أعمال الفوضى والعنف التى صاحبت المظاهرات ولكنه رأى أن حالة عدم الاستقرار كانت ثمنا طبيعيا كحصاد لسنوات الطغيان التى عانى منها الشعوب.
من أوائل الأسباب التى أفقدت الجزيرة مصداقيتها، أنها كانت تحصر تغطيتها من خلال منظور ضيق الأفق وحزبى, حتى أن عداء تربى بينها وبين الأنظمة فى دول مثل مصر وسوريا.
أشار سعيد الى أن قطر قد تلجأ فى الفترة المقبلة إلى تقليص حجم الإنفاق على الشبكة، بسبب إنخفاض أسعار النفط، كسبب ظاهرى ولكن السبب الحقيقى يكمن فى رغبة قطر بإنهاء المشكلات الدبلوماسية التى تسبب فيها القناة مع دول الجوار، وبالفعل قررت القناة وقف "الجزيرة أمريكا" في إبريل المقبل، بعد عامين فقط من انطلاقها باستثمار بلغ قيمته 2 بليون دولار أمريكي ما أصاب فريق عمل القناة بإحباط كبير، بعد آمال وطموحات كبيرة بمنافسة الشبكات العالمية كـCNN وBBC .
وأضاف سعيد إلى أن الوضع تغير بالشبكة عما سبق، خاصة بعد أن ترك وضاح خنفر مدير عام قنوات الشبكة، حيث بدت أكثر إبتعادا عن الأحداث، مما أدى إلى تراجع أعداد السياسيين المرموقين الذين اعتادوا المشاركة بها.
رأى سعيد، أن حالة الخمول الحالية بالشبكة تؤثر على تاريخها السابق، ونصح بأن السبيل للخروج من الأزمة هو العمل وفقا للوضع الحالى وان تتوقف عن الإعتماد على أمجاد الماضى وتبهر العالم بأمجاد جديدة مع تحمل المسؤوليات فى الفترة القادمة.
هناك الكثير على المحك. يجب على الجزيرة أن تدرك أكثر الموقف، وتتوقف عن العيش بمفردها في الماضي، وتبدأ في إثارة العالم مرة أخرى بأفكارها وشغفها. وحتى مع وجودها في بركة ضحلة، تبقى المؤسسة الأكثر تقدمية في العالم العربي. يجب أن تدرك هذا الأمر وتعبر عن قوتها بشكل أفضل. بمجرد أن تفعل، ستجد الأشخاص يتطلعون إليها من جديد.
*أسامة سعيد: رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة بشبكة الجزيرة سابقا
