برعاية الامم المتحدة وسكرتيرها العام تم الاعلان بالامس 12/12/2015 عن نتائج مؤتمر قمة المناخ الذي عقد في باريس بحضور العديد من المسئولين على مستوى العالم بما فيهم رئيس فرنسا ورئيس المؤتمر ووزير خارجية الدولة المضيفة والذي يعتبر الاول من نوعه في حضور الغالبية العظمى من دول العالم حيث حضره 196 دولة وكانت قراراته ملزمة قانونيا لكل الدول التي حضرت ووقعت على البيان الختامي للمؤتمر ، حيث اعتبرت هذه القرارات عادلة ومنصفة ومستدامة ومتوازنة وملزمة قانونيا من اجل الحد من ارتفاع درحة حرارة الارض .
وحتى يتم الحد من ارتفاع درجة حرارة الارض تم عقد هذا المؤتمر حيث من المتوقع حتى العام 2100 ان ترتفع درجة حرارة الارض بمقدار درجتين مئويتين مما يؤدي الى ذوبان الجليد وبالتالي ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات والتي ستؤدي الى اغراق مساحات واسعة من الاراضي في معظم دول العالم كما ستؤدي الى حدوث فيضانات لا حصر لها بالاضافة الى حدوث جفاف في بعض المناطق وتراجع المحاصيل الزراعية وتآكل السواحل وازياد حمى الطفيليات التي تؤثر على صحة البشر .
لقد جاء البيان الختامي للمؤتمر بعد محادثات مستفيضة تفاوتت بين النجاح والفشل الى ان تم التوصل بين الدول الكبرى التي تساهم في رفع درجة حرارة الارض من خلال استخدام الوقود والفحم الحجري والحمامات الزراعية التي تعمل على انطلاق غازات الكربون والحرارة التي تعمل على زيادة حرارة الارض والدول الفقيرة من العالم الثالث التي تحتاج الى الدعم المالي لانجاح ماجاء في قرارات المؤتمر.
التزمت الدول الكبرى بتامين مبلغ 100 مليار دولار اعتبارا من العام 2020 لدعم الدول الفقيرة من اجل الحد من انبعاث الغازات والحرارة من خلال استخدام الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية –طاقة الرياح- الامواج...وغيرها ) وقد وعدت فرنسا بالتبرع بمبلغ 2 مليار دورر لتطوير الطاقة المتجددة في دول افريقيا الفقيرة اعتبارا من العام 2020 , وذلك للوصول الى زيادة درجة حرارة الارض بمقدار 1.5 درجة فقط وليس درجتان ؟!.
فهل نحن مشمولون بهذا الدعم ام لا؟
اننا في فلسطين نعاني من استيراد الطاقة الغير كافية وخاصة في قطاع غزة ..فهل سيكون لنا دور مهما صغر حجمه في حماية الارض وهل سيكون لنا حصة في الدعم المقرر من الدول الكبرى للقيام بهذا الدور .
وهل سنشهد تطورا في هذا المجال عند تقديم التقرير القادم في العام 2020 كما جاء في نتائج المؤتمر حيث سيتم تقديم تقرير للامم المتحدة كل 5 سنوات .
اعتقد ان هناك فرصة الآن للتوجه الى الامم المتحدة (قائد المؤتمر) للضغط على اسرائيل للسماح لنا وخاصة في قطاع غزة باستخدام الطاقة الشمسية والسماح بادخال المعدات اللازمة لهذا الغرض والتي مازالت اسرائيل تمنع دخولها بحجة وجودها ضمن القائمة المسماة "ثنائية الاستخدام التي تحتاج الى تنسيق خاص " لاسيما ان اسرائيل وقعت على البيان الختامي للمؤتمر وهي تسعى لان تكون نسبة الطاقة المتجددة لديها في حدود 18% حتى العام 2020 .
من منطلق ان الحفاظ على هذا الكون هو مسئولية الجميع بلا استثناء فانني ادعو المسئولين في السلطة الفلسطينية وخاصة سلطة الطاقة بعمل كل ما يلزم لنشر ثقافة المحافظة على درجة حرارة الارض من خلال استخدام الطاقة النظيفة والعمل على ادخال معدات الطاقة الشمسية الى قطاع غزة دون اي قيود.
غزة 13 ديسمبر 2015
