أكثر من أربعمائة يوم من الاغلاق اليومي شبه المتواصل لمعبر رفح البري الحدودي الرابط بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة و لعلها تكون المرة الاولى الاطول إغلاقا في تاريخ معبر رفح ، منذ انشائه عام 1982 عقب اتفاقية كامب ديفيد 1982 .
فى 21/10/2014 تم مهاجمة نقاط تفتيش تابعة للجيش المصري في قرية ( كرم القواديس) – التى تبعد 20 كم عن مدينة العريش المصرية - و التي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجنود المصريين .
والمفارقة أن تنظيم داعش فى سيناء أعلن مسؤوليته الكاملة عن هذه العملية بل وأعلن عن هوية الانتحاري المصرى الذى قام بتنفيذ العملية ، الا أن بعض الاجهزة السيادية فى مصر والمعادية للقضية الفلسطينية - عملت على الإستغلال السيئ لهذا الحادث واتخذته كذريعة واهية للضغط على السلطات المصرية لكيل الاتهامات الزائفة للفلسطينيين الإعلان عن اغلاق معبر رفح .
والمؤلم أن معبر رفح أضحى عنوانا للعذاب والمعاناة والالم لدى المواطن الفلسطينى وهو من المفترض ان يكون معبر دوليا بين دولتين تُنظمه بالأساس قواعد دولية تسمو علي أية اتفاقيات ثنائية و تكفل حقوقا اساسية مثل الحق فى التنقل والسفر والعودة والمرور.
والاكثر ايلاماً أنه وحسب احصائيات رسمية فإن معبر رفح (الدولى) لم يتم فتحه خلال اكثر من 400 يوم سوى 25 يوماً فقط تخللها 6 أيام للاموات فقط من أجل السماح بادخال جثت لمرضى وجرحى توفوا أثناء تلقيهم العلاج في المشافي المصرية و العربية.
ليس غريبا أن يستمر الاحتلال الإسرائيلي فى التضييق على الفلسطينيين وإغلاق المعابر الخمسة المتصلة جغرافيا بقطاع غزة للسنة التاسعة على التوالى دون أن يكون هناك أدنى حراك عربى ودولى لإجباره على فتح معابره المغلقة حسب القانون الدولى والانسانى على إعتبار انه سلطة احتلال قائمة .
ولكن الغريب والمؤلم والحزين ان يتم إغلاق معبر رفح (العربى والمسلم ) وبأيدي عربية فى وجه ما يزيد على 25000 حالة إنسانية موجودة فى قطاع غزة و تنتظر السفر منذ أكثر من عام بينهم المئات من الموظفين الفلسطينيين - فى دول الخليج العربى وشمال افريقيا وبعض الدول الاوربية - والذين تقطعت بهم السبل وفقدوا إقاماتهم وفرص عملهم التى تحصلوا عليها بمشقة بالغة وأصبحوا الان يبحثون عما يسدون به رمقهم ويمكنهم من الصمود امام متطلبات الحياة الصعبة.
والاكثر غرابة أن يتم العبث بحاضر ومستقبل الاجيال القادمة عبر منع المئات من الطلاب من الالتحاق بجامعاتهم بعد ان تحصلوا- وبصعوبة بالغة - على قبولات ومنح جامعية فى عشرات الجامعات العربية والاسلامية بل وفى أوربا وامريكا .
والاشد غرابة الا يتم السماح لمئات الجرحى الغزيين والذين استهدفهم الاحتلال الاسرائيلى عبر صواريخه وطائراته الهجومية فى حروبه الثلاث المدمرة على قطاع غزة والتى استهدفت البشر عدا عن اكثر من 3000 حالة مرضية تحوى بينها حالات مرضية معقدة مثل مرضى السرطان والتى يستعصى علاجها فى غزة المحاصرة والتى تتساقط كل يوم لتنضم الى قافلة الشهداء الذين حال إغلاق المعبر دون علاجهم.
عدا عن عشرات قصص المعاناة الانسانية التي ينفطر لها الحجر تبدأ بتقسيم بعض الاسر الى نصفين الاول جاء لزيارة اهله فى غزة ودعم صمودهم ولم يتمكن من السفر منذ أكثر من عام والجزء الثانى آثر البقاء مع النصف الثانى فى المهجر وليس أخرا حالات الطلاق ودمار المئات من البيوت والناتجة عن احتجاز الزوجة فى غزة بسبب إغلاق المعبر وعدم تمكنها من السفر والالتحاق بزوجها ..وغيرها وغيرها.
عدا عن توقف كامل لحركة الوفود الطبية التى كانت تصل الى قطاع غزة لاجراء سلسلة من العمليات الجراحية النوعية التى تعمل على تخفيف معاناة المرضى وأسرهم وتغنيهم عن السفر والمعاناة فى ظل إغلاق المعبر
وايضا توقف كامل لحركة القوافل والوفود التضامنية التى كانت تصل الى قطاع غزة بهدف كسر الحصار ومساعدة اهل غزة على الصمود عبر إيصال المساعدات الانسانية والغذائية لقطاعات وشرائح عديدة فى المجتمع الغزى بدءا بالفقراء ومرورا بالطلاب وليس أخرا أصحاب الاحتياجات الخاصة.
وأمام هذا الواقع السيء والمهين فانه يتوجب على الجميع ان يتحمل مسؤولياته العربية والاسلامية من أجل الضغط على النظام المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل ان يتخذ قرارا جريئا ولمرة واحدة بفتح معبر رفح بشكل فورى وعاجل قبل ان تختنق غزة .
كما انه مطلوب من منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ورئيسها السيد نبيل العربى تحمل مسؤولياتهم التاريخية من اجل المحافظة ودعم صمود وثبات الفلسطينيين وتحديدا فى قطاع غزة.


