يقول الخبر إن الفصائل الفلسطينية تبارك العملية (....)، وتدعو (شعبنا) إلى تصعيد المواجهة مع العدو والتصدي لقطعان المستوطنين.
في مكان آخر، غير بعيد عن الخبر الأول، يتحدث "الناطق" حول "... إن العملية جاءت كرد طبيعي على استفزازات وجرائم المستوطنين".
تأتي فكرة "المباركة" من عادة من مكان آخر، مكان أكثر ارتفاعا وقداسة من المكان الذي شهد "الحدث"، وتصدر، عادة، عن أشخاص يتمتعون بقداسة تمنحهم حصانة خارج الجماعة، والارتفاع عن العامة، وحكمة المعرفة والحكم على الأشياء والسلوك البشري، وقداسة تمنحهم ميزة منح البركة أو حجبها.
ثمة شيء كثير من التعالي في فكرة المباركة نفسها، القادمة من "البركة" المحملة بالرضا، من الصفات الإلهية بعد أدلجتها وتحويلها إلى إحدى مزايا الفصيل بحيث يمكن تفكيكها على نحو مختلف مثل:
"إن الفصائل راضية عنكم أنتم أيها "الشعب"
كما نرى، من موقعنا الذي منحه لنا الله، انكم تسيرون في الاتجاه الصحيح ونطالبكم بالمضي بنفس الطريقة مع ضرورة تحديد أهدافكم التي ذكرناها في بيان المباركة".
أود أن أتذكر هنا إبراهيم طوقان:
أنـتــم المخـلـصـون للـوطـنـيـــة أنتم الحامـلـون عـبء القـضـيـــة
أنتم العـامـلـون مـن غـيـر قـــولٍ بــــارك اللــه في الـزنـود القويــة
وبيـــــانٌ منــكـم يعادل جيشـــاً بمعــدات زحـفـــه الـحـربــيـــــــة
واجتمـــاع مـنـكـم يــرد عـلـيـنــا غابـر الـمجــد من فتــــوح أمــيــة
وخلاص البلاد صار عـلـى الــبـــــا ب وجــــاءت أعيــاده الــورديــــة
ما جحدنـا أفضــالـكـم غيــر أنَّـــا لم تــزل في نفـوســــنــا أمـنـيــة
في يـديـنـــا بـقـيـة مــن بـــــلادٍ فاستريحوا كيـلا تطيـر البـقـيـــة


