لقد راعني كمواطن ما جرى لمواطن من بلدي أقدم على الانتحار بعد أن سدت أمامه كل مجالات الحياة، حيث منع من سعيه للرزق وتم مصادرة أشيائه البسيطة -ولا أسميها معدات- والتي كان يستخدمها في غلي وشوي الذرة وبيعها للمواطنين .
لا شك أنه ليس الوحيد ممن امتهنوا عملية بيع الذرة وغيرها على شاطئ بحر غزة ، فهناك العشرات غيره والذين لم تصادر أشياؤهم البسيطة وما زالوا يبيعون الذرة على شاطئ بحر غزة والتي تباع في كل مكان في غزة ، ولكنها على شاطئ البحر لها طعم آخر !! كما أن هناك العديد ممن يبيعون مواد أخرى مثل الترمس والفول والبطاطا الحلوة في نفس المكان.
أنا لست ممن يدافعون عن الفوضى وعدم الالتزام بالقوانين واللوائح، ولكن هذه القوانين واللوائح وضعت ليتم تنفيذها من قبل الجميع وعلى الجميع ... وإلا فإنه يصبح من الضروري تعديلها ليكون بالإمكان تطبيقها بشكل يحفظ حق المواطن و من وضع هذه القوانين واللوائح من اجل مصلحة المواطنين.
أضم صوتي لصوت الأخ د. أحمد يوسف وغيره ممن استهجنوا عمل بلدية غزة وحول ضرورة بحث هذا الموضوع على أعلى المستويات والتحقيق فيما جرى بحيث يكون هناك أعضاء في اللجنة من المختصين ومن غير موظفي الحكومة ، لا سيما وأن الجميع على علم بالعلاقة الغير جيدة بين بلدية غزة بالذات ووزارة الحكم المحلي التي قامت بتشكيل اللجنة ، ووضع التوصيات اللازمة لعدم تكرار ماحدث من خلال اتخاذ إجراءات جديدة تحفظ الحق العام وتحافظ على مواطن يريد أن يعمل بشرف في ظل وضع اقتصادي يعرفه الجميع ( هناك مثل عندنا يقول أن اللقمة اصبحت مغموسة بالدم !! ).
المطلوب حاليا من البلدية تنظيم عمل أولئك البائعين ( كما حدث في سوق البسطات بالشجاعية وسوق اليرموك وسوق الشيخ عجلين ) بحيث يتم تحديد أماكن مخصصة للبسطات على ساحل البحر في موسم الصيف , ضمن شروط معقولة ومقبولة من الجميع ، و لربما كانت حادثة محاولة انتحار صاحب بسطة بيع الذرة ( روتس الغلابة ) سببا مباشرا لاعادة النظر .
مع العلم بأن هناك العديد من المخالفات التي تشغل كل الرصيف وليس جزءا منه بل وربما قامت بعض المحلات بوضع مظلات تغطي كامل الرصيف أمام محلاتهم ومثبتة بأعمدة على الرصيف نفسه ..
وربما تكون هذه الحادثة قد فتحت الباب أمام علاقة بلدية غزة مع باقي المواطنين في المدينة الذين يشتكون من معاملة موظفي البلدية في مجالات اخرى!
وكمواطن فانني لا أطالب بتحسين هذه العلاقة فقط بين المواطن وموظف البلدية إلا أنني أطالب بتشكيل مجالس بلدية فنية من المستقلين في كافة بلديات القطاع بالتوافق بين طرفي الصراع الفلسطيني , فقد تم التوافق على تشكيل حكومة بالتوافق بين حماس وفتح , لذا فإنني أرى انه من الممكن تشكيل مجالس بلدية بالتوافق يكون الغرض منها تحسين خدمة المواطن والتجهيز لانتخابات بلدية حتى وان كان من الصعب اقامة انتخابات للمجلس الوطني وانتخابات رئاسية وبرلمانية ، لاسيما وأن غالبية الدول المانحة تتحاشى التعامل مع البلديات المعينة في قطاع غزة ، وأعتقد جازماً أنه لو كانت مجالس تلك البلديات من الفنيين المستقلين فإنها ستستطيع الحصول على الكثير من المعونات والدعم الذي يساهم في تخفيف الضغط على المواطن وموظف البلدية في آن واحد..... فهل من مجيب !!!
م. علي ابوشهلا
25/ 8/ 2015
