لا بد بداية من عرض بعض المعلومات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنين الانروا.
هي هيئة دولية تأسست بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة عقب نكبة العام 1948 وقد اعلن عنها في العام 1949 وبدأت عملها رسميا في العام 1950.
تقدم الانروا اليوم الخدمات التعليمية لحوالي نصف مليون طالب من اللاجئين الفلسطنين ولديها كادر تعليمي مشكل من 22 الف شخص موزعين على مناطق عملها الضفة الغربية والقدس الشرقية و قطاع غزة والاردن وسوريا و لبنان.
وفي ظل نقص مواردها من الدول المانحة فهي اليوم مهدده بأيقاف خدماتها التعليمية.
في ظل هذا الحدث الجلل لا بد من اعمال خطاب العقل وتغليب مصلحة اللاجئين الفلسطنين على اي مصلحة سياسية.
البعض يرى القصة مجرد تلويح دولي ضد الفلسطنين لتمرير قرار صهيوني بحرمان اللاجئين الفلسطنين من حق العودة ويبني موقفه على اساس هذه الفكره.
الانروا ليست خصم سياسي ولم تكن يوم صاحبة توجه سياسي هي جهة تمارس خدمات فقط دون التدخل بأي شأن سياسي عبر تاريخها كله.
ان الواجب علينا اليوم كفلسطنين نملك كيان سياسي وطني العمل مع الانروا لانهاء الازمة الحالية وذالك من منظور المصلحة الفلسطنية.
حيث ان توقف خدمات وكالة الغوث يعني انهاء دخل 22 الف اسرة فلسطنية وتشريد اكثر من 400 الف طالب فلسطيني سوف يفقدون حقهم في التعليم وبتالي فنحن امام موجه كبرى من التجهيل ومنح اطراف الجهل فرصة كبرى لاستقطاب اعداد هائلة من الفلسطنين الجاهزين لتعبئة والناقمين على المجتمع بسبب حرمانهم من ابسط حقوقهم.
ولا بد هنا ان ندرك ان هذه النتائج هي بضرورة تخدم المشروع الاستعماري للحركة الصهيونية في فلسطين وهي ليست بعيدا عن دائرة الفعل.
ان الواجب الوطني الفلسطيني اليوم هو اسناد الانروا والعمل على توفير جهات مانحة جديدة من اصدقاء الشعب الفلسطيني حتى لا تتحول الازمة المالية الى ورقة ضغط من القوى الدولية ضد صانع القرار الفلسطيني.
خلال الايام الماضية قد دعا بعض المعلمين الوطنين من موظفين الانروا الى بداية العام الدراسي حتى لو لم تكن هناك مخصصات وهنا علينا ان نقدر موقف هولاء المعلمين الذي دفعهم شعورهم الوطني لهذه المبادرة. مستحضرين تراث الانتفاضة الفلسطنية الاولى حينما منعت قوى الاستعمار الصهيوني الفلسطينين من التعلم وفرضت حظر التجوال واغلاق المدارس وحينها قررت منظمة التحرير الفلسطنية الرد على قرار الاستعمار الصهيوني بتوفير التعليم لكل طالب فلسطيني من خلال عقد حلقات التدريس في بيوت المعلمين و ازقة المخيمات والقرى
ان هذا الجهد مبارك ومحمود ولكن المرحلة قد تغيرت فلو باشر المعلمين بهذه الفكره سوف يتم الترويج دوليا بأن الفلسطنين قادرين على تحمل مسوؤلية اللاجئين وبتالي فليس هناك ضرورة لاستمرار دعم الانروا او حتى بقائها في المنطقة وسوف يعمل على انهائها
اذا فنحن اليوم امام معضله كبرى علينا فيها دعم الانروا وابقائها كجهة خدماتية فقط وتوفير حاضنة وطنية لدعهما وفتح قنوات اتصال بينها وبين اصدقاء الشعب الفلسطيني في العالم.
وليس المطلوب منا اليوم تحويل الانروا الى خصم لجمهور الشعب الفلسطيني بل كحليف للشعب الفلسطيني يوفر خدمات انسانية للاجئين الفلسطنين والابقاء عليها حتى انهاء الغاية التي أسست لها وهي انهاء اللجوء وعودة الانسان الفلسطيني الى القرى والمناطق التي هجرو منها قصرا عام 1948.


