تتراود الاخبار الان عن قرار وكالة الامم المتحده لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لتقليص خدماتها في قطاع غزه. تعقيبا على ذلك، انا شخصيا لم اتأثر بقرارها هذا لانني لم استفد باي خدمه منها ولو كوبونه واحده مع انني عشت طيلة عمري لاجئه من لاجئين ال 67 خارج فلسطين.
ولدت في دولة دوله خليجيه وقد كان والدي من نازحي 1967 ابعد من قطاع غزه عنوة على اثر نكبة 1967. بما ان والدي كان مواطنا اصليا من قطاع غزه مصنف من نازحي 1967 (أي لا يحمل كرت مؤن) لم يتم اعطاءنا أي امتيازات من الوكالة اونروا كما هو الحال مع لاجئين 1948 وكنت دائما اتساءل من هو المسئول عن لاجئين 1967 وهم مبعدين عن الوطن ويعيشون مشردين حول العالم حياة قاسيه بدون هويه.
عدت ارض الوطن في عام 1998 لدى حصول والدي على الهوية وكنت احمل درجة الماجيستير في الهندسه الكهربيه. تقدمت للعمل في الوكاله عام 1998 ولكن لم يتاح لي المجال وكان هذا مستغرب لقلة حملة شهادات الماجيستير في غزه. كان ردهم على استبعادي من العمل ولو على بند البطاله ان الوكاله لا تتكفل الا بتوظيف لاجئين عام 1948الذين يحملون كرت مؤن.
غادرت عام 2000 لدراسة القطاع الدكتوراه في الهندسة الكهربائية وحصلت عليها عام 2003 ، كما درست معظم المواد الخاصه بهندسة الاتصالات والكمبيوتر في معظم المراحل الدراسيه
تقدمت مره اخرى للتوظيف في الوكاله ولكن كان طلبي لا يقبل بحجة ان الوكاله اونروا لا تتكفل الا بتوظيف لاجئين عام 1948. جادلتهم كثيرا انني عشت كنازحه من نازحين عام 1967 ويفترض ان لي نفس حقوق لاجئي ال 48 ولكن لم يبالوا.
تسائلت كثيرا كيف للاجين ال 48 بقطاع غزه وهم يحملون هويه فلسطينيه ويتقاسمون مع اهل غزه الاصليين كافة الحقوق في السفر والتعليم والتملك والعمل في كافة المؤسسات الحكوميه والاهليه، ان يحتكروا وظائف الوكاله من دون نازحي ال 67 الذين لا يحملون هويه والمواطنين الاصليين للقطاع. هذا قمة التمييز العنصري بين لاجئين ال 48 والمواطنين الاصليين للقطاع ونسبه كبيره منهم مشرده حول العالم ولا يملكون هويه للعوده ويندرجون تحت مسمى نازحين ال 67. لماذا لا تتعامل الوكاله مع جميع مواطني القطاع سواسيه لان جميعهم تحت الاحتلال بل من مواطني القطاع الاصليين (نازحي ال 67 )من لا يحمل هويه بينما جميع لاجئين ال 48 في القطاع لديهم هوايا تمكنهم الاستمتاع بكافة الحقوق. هذا ناهيك عن احتكار لاجئين ال 48 للخدمات التموينيه والتعليميه والصحيه واعادة الاعمار للوكاله من دون المواطنين الاصليين للقطاع.
عملت بعد ذلك في العديد من المجالات الخاصة بهندسة الكمبيوتر والاتصالات والكهرباء ولدي دورات متقدمة في مجال الكمبيوتر، كما عملت بجامعات خارج قطاع غزة وفلسطين وقمت بتدريس كم كبير من المواد نظرا لا نه كان المجال موصد امامي في التدريس بالقطاع ولدي اوراق عمل كثيرة في مختلف المجلات العلمية والمؤتمرات ولكن للاسف كل هذه الخبرات لم تؤثر على سياسة الوكالة في تهميش اي طلب توظيف لي.
رفعت كتاب للتقدم للعمل مره اخرى عام 2014 لمدير الوكاله بعد ان سمعت ان سياسة الوكاله اونروا تحسنت قليلا وصارت تقبل طلبات المواطنين الاصليين للقطاع، فوردني رد واهي جدا ان الوكاله اونروا لاتوظف الا لاجئي عام 1948 في وظائف العمال، بينما الوظائف الاخرى يتوجب علي ان اتقدم من خلال اعلانات الوكاله.
صرت اتقدم للكثير من اعلانات الوكاله فلا يتم ترشيحي لاي مقابله، ومن هنا فهمت ان الطاقم العامل بشئون التوظيف غير مؤهل اطلاقا في تقييم طلبات المتقدمين للوظائف او ان ترشيح المقابلات تتم بناء على الواسطه والمحسوبيه.
تقدمت لوظائف مدرسي الوكاله اونروا هذا العام ووضعت في الطلب ان تخصصي دكتوراه هندسة كهرباء واتصالات وكمبيوتر بما انني غطيت كل هذه المواد في دراستي. طلبت توظيفي كمدرسة حاسوب او فيزياء او رياضيات او علوم، فتفاجأت انه لم يتم ترشيحي لاي امتحان. كتبت اعتراض لشئون التوظيف، فبرروا سبب تهميش طلبي انني حاصله على دكتوراه هندسه كهرباء مع تغطية كافة مواد الاتصالات والكمبيوتر وذلك لا يؤهلني للتدريس كمدرسه باي قسم، ثم انني انني غير حاصله على مؤهل تربوي.
جادلتهم كثيرا انني قد غطيت معظم مواد الكمبيوتر في دراستي الجامعية، وعملت كثيرا في مجال تكنلوجيا المعلومات واداره شبكات الكمبيوتر لسنوات وحصلت على دورات جدا متقدمة وقمت بالتدريس حوالي سبع سنوات بجامعات كبرى خارج القطاع، وتلك الخبره الاكاديميه تعفيني من المؤهل التربوي ولكن شئون التوظيف لم يتراجع عن تهميش طلبي للتوظيف كمدرسة في الوكالة اونروا. وهذا اكد لي ان الطاقم العامل بشئون التوظيف ويتولى فرز طلبات التوظيف غير مؤهل اطلاقا لتقييم الطلبات ويتعامل بسياسة الاستغباء والعنصريه مع الشعب الفلسطيني ليبرر تهميشه لطلبات اكثر الاشخاص المؤهلين فيهم.
وحتى ابان الحروب على غزه، تقول الوكاله اونروا صراحة انهم غير معنيين بمساعدة او اعادة اعمار اصحاب البيوت المدمره للمواطنين الاصليين في القطاع وانهم فقط مسئولون عن لاجئين ال 48، وهذا منتهى العنصريه.
ومن هنا اوجه اسألتي لوكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين:
• لماذا استبعدت من امتحانات مدرسين الوكاله اونروا ووظائف اخرى وانا خبراتي العمليه والاكاديميه جدا عاليه وتؤهلني في العمل بجميع الوطائف التي تقدمت لها؟؟ لماذا يتعامل الطاقم العامل بشئون التوظيف بمنتهى الاستغباء في فرز طلبات المتقدمين للعمل فيستبعد اكثر الاشخاص المؤهلين منهم ؟؟
• من هو المسئول عن لاجئين 1967 حول العالم وهم مبعدون عن ارض الوطن؟؟ لماذا ترفع الاونروا يدها عنهم ؟؟ لماذا لم اتمكن ان احصل على كوبونه واحده طيلة حياتي او احصل على اي خدمه منها وانا من نازحي عام 1967؟
• الى متى يبقى مواطنوا غزه الاصليون محرومون من خدمات الانروا في التموين والتوظيف والتعليم والصحه وحتى اعادة الاعمار سواء في داخل فلسطين او الشتات؟؟؟ متى يتم مساواتهم مع لاجئين ال 48 ؟؟
اطالب وكالة الامم المتحده لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالكف عن سياسة الاستغباء والتمييز العنصري. عليها ان تعيد النظر في الطاقم الاداري العامل بشئون التوظيف الذي يتولى فرز طلبات التوظيف وتدرس تظلم من تم اسبعادهم من الترشيح لوظائف الوكاله اونروا من خلال لجنة من المختصين العاليي المستوى في التأهيل الاكاديمي والعملي. كما اطالبها بمساواة نازحي ال 67 ومواطني غزه الاصليين مع لاجئي ال 48 في كافة الخدمات المقدمه بالوكاله: تعليم وصحه وتموين واعادة اعمار وتوظيف، خاصه ان لاجئي ال 48 يحضون بمساواه كامله مع المواطنين الاصليين في كافة مؤسسات القطاع الحكوميه والاهليه.
مراسلتي على الايميل sohilaps69@outlook.com


