حدثت حادثة مخجلة لشبكة البيع "أمازون": استُدعي مستخدِمو الانترنت لشراء مجلة "دابك". ولم يكن لدى مديري "أمازون" أي توقع للبئر السوداء التي يدخلون اليها حينما قدموا "دابك" مقابل 12 دولارا للنشرة، باللغة الانجليزية، الالمانية، الفرنسية والاسبانية. في نهاية الاسبوع وفي أعقاب عدد من الشكاوى، قامت "امازون" بمحو هذا المنتج بدون تفصيل الاسباب.
"دابك" هي منطقة في شمال سوريا. التقليد الذي تبنته تنظيمات الارهاب الاسلامية يُصر على أن الآخِرة ستحدث هناك، حيث تكون المحطة الاخيرة في الطريق الى الخلافة. من هنا يأتي اسم المجلة الشهرية التي يصدرها داعش. وقد صدرت حتى اليوم تسعة أعداد، كل عدد مخصص لموضوع يخدم القتلة باسم الاسلام.
اليكم بعض الحقائق: رغم أن المجلة تترجم لخمس لغات، إلا أنها غير موجهة للقاريء الغربي، ومعدوها لا يجلسون أمام الحاسوب من اجل تجميل صورتهم. "دابك" تهدف الى اقناع المترددين والتجنيد في الخليج الفارسي وشمال افريقيا والجاليات الاسلامية في الولايات المتحدة واوروبا. طواقم الكتابة والاصدار موجودة بعيدا عن ميدان حرب داعش. فهم يجلسون براحة أمام الحاسوب ويعرفون كيفية التواصل دون الانكشاف، يطلبون مقالات وتقارير من الميدان، ينشرون الصور بطباعة مهنية باهظة الثمن، لأنه لا توجد قيود على الميزانية.
في العددين الأخيرين تحدثت آلاف الكلمات عن ظاهرة النساء اللواتي تم أسرهن في أيدي داعش وتحولن الى مومسات للمقاتلين. هل هؤلاء المسكينات مومسات، ألم يكن في استطاعتهن الخلاص لو كُن غيرن ايمانهن؟ وعن قصد قاموا باختيار النساء اللواتي يعرفن الكتابة. وبمساعدة الآيات القرآنية يحاولن اثبات أن مئات النساء التي تم اختطافهن من بيوتهم حصلن على "العقاب الملائم" بعد رفض أزواجهن الانتقال الى "الاسلام الصحيح".
المرأة في نهاية المطاف هي مجرد أداة، ووظيفتها انتاج الجيل القادم من المقاتلين والحفاظ على القيم العائلية. واذا تبين أن سلوكها "غير صحيح" فانها تُترك لمصيرها، ويوصى ببيعها لتكون عبدة وتحويلها الى "دمية جنسية"، بل والتخلص منها، حيث أن سعرها في السوق يكون أقل من قيمة سعر الدينار العراقي. وعلى ذكر الدينار فان ميشيل اوباما تتعرض للاهانة في المجلة، حيث أنهم في أفضل الاحوال سيوافقون على دفع ثلث دينار ثمنا لها، "وهذا أكثر من اللازم".
هناك مقالة لـ جون كانتلي، المصور البريطاني الذي اختطف وتم اطلاق سراحه واختطف مرة اخرى من داعش وهو محتجز تحت اسم "مراسل المناطق" لـ "دابك". هذه الضمانة المؤقتة له. ولسوء الحظ فان مقالته لا تظهر في العدد الأخير، الذي يُذكر دائما في نهايته أن "رغم أنني أسير، فانهم يعاملونني بطريقة جيدة، وأنا أحظى بمعاملة أفضل بكثير مما لو كنت أسيرا لدى الامريكيين".
لا تعطي "دابك" ارشادات في القتال أو قطع رؤوس الأسرى. والصور المزعزعة هي عن طلاب مدرسة اعدادية تم استدعاءهم للمشاركة "بعقاب"، حصلوا على مسدسات وأوامر لقتل أسرى تم إلباسهم الملابس القاتمة. ولم يكلف القائمون على "دابك" أنفسهم عناء ازالة صور الاولاد وهم مترددون، حيث أنهم سيتعلمون كما وعدوا في التفسير.
هذا الأمر ينجح. الآن فقط انتبهوا لتركيا حول ضرورة اغلاق طريق انتقال الشباب الذين يصلون الى اسطنبول متجهين الى سوريا والعراق. إنهم لا يحتاجون الى "أمازون" من اجل قراءة "دابك". في العدد الاخير يقترحون عليهم الخدمات الصحية بالمجان على مستوى عالمي، برامج تعليم عالٍ وراتب عالٍ وحياة ممتازة على حساب "النبي الذي يستطيع احباط المؤامرات ضده، وأمر باقامة عاصمة الخلافة الاسلامية في دابك، في الطريق الى السيطرة على عالم الكُفار


