القاهرة /وكالات/هناك شركات مملوكة لأفراد من الجماعة ويعتبر المالكون لها من المصادر المهمة لإمدادها بالمال
• للمرشد مكانة كبيرة فى قلوب وعقول الإخوان وكلامه «قرآن» من المستحيل مناقشته أو الاعتراض عليه
• لم تحاول الجماعة توفيق أوضاعها حتى لا يتم التعرف على أفرادها لحمايتهم من الملاحقة الأمنية
• الجماعة فى الثمانينيات تحولت إلى كتلة شبه صماء تحركها القيادة كيفما تشاء وفى أى اتجاه تريد
• الوضع المالى للإخوان كان سرًا لا يطلع عليه أحد باعتباره أحد الأسباب الرئيسية لوجود التنظيم
• أمين الجماعة أربكها بتدخله فى كل صغيرة وكبيرة و«سرق» السلطة من «الإرشاد» بنقل المعلومات ومراسلة إخوان الخارج دون علم «المكتب»
• أبلغت المرشد «عاكف» عن مخالفات نسيبه وحذرت من خطورته على الجماعة.. فتصور أن الأمر شخصى وكان تعليقه «حبيب وضع عزت فى رأسه»
• كيف أسس عزت التنظيم السرى من أعضاء «الشورى» والمكاتب الإدارية؟
قضى 40 عاما داخل صفوف جماعة الإخوان منها 25 عاما عضوا بمكتب إرشادها الذى التحق به عام 1985، وخرج منه مطلع 2010 بعد «إسقاطه» فى انتخابات داخلية أثارت عاصفة من الجدل نهاية 2009.
بحكم موقعه باعتباره نائبًا أول لمرشد الجماعة أطلع الدكتور محمد السيد حبيب على أدق تفاصيل واسرار التنظيم، من علاقة الإخوان بنظام مبارك إلى اتصالاتهم مع الأمريكان، كما وقف على مصادر تمويل الجماعة، التى وصفها بأنها سر لا يجوز حتى للأعضاء الاطلاع عليه.
اطيح بحبيب فى انتخابات داخلية جرت نهاية عام 2009، ووصفها عدد من قيادات الجماعة بأنه «مزورة»، كما «أسقط» فيها رفيقه فى الصف الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح الرئاسى السابق، والتى اعتبرها البعض بداية نهاية الجماعة، حيث تمكن فيها «القطبيون» من السيطرة على مفاصل التنظيم.
رصد حبيب صعود وهبوط الجماعة، دون فى قصاصات محاضر اجتماعات مكتب الإرشاد الذى كان يترأسه قبل أن يتولى مرشد الجماعة الحالى محمد بديع مهامه مرشدًا ثامنًا ثامن للإخوان نهاية عام 2009. جمع محمد حبيب تلك القصاصات ووثق عشرات الروايات التى تحكى كيف «صعدت الجماعة إلى الهاوية»، فى مذكرات تعرضها «الشروق» فى حلقات. النائب السابق لمرشد الجماعة فتح فى تلك المذكرات خزائن أسراره وكشف المستور الذى لم يكن يطلع عليه أحد إلا الصف الأول من القيادات، بمن فيهم أعضاء مجلس شورى الإخوان، ومسئولو المكاتب الإدارية للجماعة فى المحافظات. عدد من خوارج الجماعة كتبوا عن التنظيم وآلياته، لكنه لم يتح لهم كل الحقيقة، فالتنظيم الحديدى للجماعة لم يكن يسمح للأعضاء أيا كان ترتيبهم بالمعرفة، أما حبيب فقد ظل الرجل الثانى فى الجماعة لمدة 6 سنوات مرت من تحت يديه كل القرارات، وحضر كل الاجتماعات ورصد الصفقات والاتفاقات، لذا فمذكراته تختلف لأنه كان فى بؤرة دائرة اتخاذ القرار داخل الجماعة.
يقول حبيب فى افتتاحية مذكراته: إن المسارعة إلى كتابة تاريخ الجماعة، خاصة من هؤلاء الذين عايشوا أحداثه، هى أهم وسيلة للمحافظة على ذاكرة الشعب المصرى والشعوب العربية والإسلامية تجاه الجماعة.. وكى تكون رصيدا تستفيد منه الأجيال القادمة.. من هنا كان حرصى على كتابة تاريخ الأحداث والوقائع؛ خاصة تلك الفترة من عام 1985 حتى عام 2010، وهى فترة مهمة فى حياة الجماعة، وقد عايشتها وكنت شاهدا عليها، بل كنت إحدى مفرداتها ومكوناتها.. يدفعنى إلى ذلك حرصى على تسجيل الأحداث بكل تفاصيلها وقبل أن يسقط من الذاكرة بعض أجزائها.
فى الفصل الاول من المذكرات تناول نائب المرشد السابق بإيجاز «البناء الداخلى للجماعة» فكرا وتنظيما، و«الشروق» تعرض البناء التنظيمى ليتعرف القارئ على ترتيب الهرم الداخلى للجماعة.
البناء التنظيمى والإدارى
يقول حبيب: قام مؤسس الجماعة الاستاذ حسن البنا بتشكيل تنظيم هرمى، يبدأ بالأسرة، فالشعبة، فالمنطقة، فالمكتب الإدارى على مستوى المحافظة، وانتهاء بمكتب الارشاد على مستوى مصر.. وقد حدث بعد ذلك تطوير فى هذا البناء، فتم إضافة القطاع ليشمل عدة محافظات.. وفى نهاية السبعينيات تم وضع اسس التنظيم الدولى.. وفى منتصف الثمانينيات تم تحويل اسم مكتب الإرشاد فى مصر إلى مكتب تنفيذى، أسوة بما هو متبع فى بقية الدول، حتى يبقى الاسم مقصودا به مكتب الإرشاد الدولى فقط، إلا أنه تم العدول عن ذلك.
الأسرة الإخوانية
هى الوحدة البنائية الأولى فى الإخوان، وتتكون من خمسة أفراد ولهم مسئول يطلق عليه «النقيب».. وقد يكون أفراد الأسرة من الإخوان العاملين، أو المنتظمين أو المنتسبين او المؤيدين.. إلخ.
ومن مهام الاسرة: الدعوة الفردية لضم أفراد جدد للجماعة، تنفيذ التكليفات التى تصلها من قياداتها العليا والوسيطة، الاشتراك فى العمل العام، وإمداد قيادة الجماعة بكل ما يجرى حولها من أحداث ووقائع.
الشعبة
وتتكون من ثمانية أسر إخوانية، (لا يقل عدد افرادها عن ٤٠)، ويقوم هؤلاء الأربعون ــ الذين يمثلون الجمعية العمومية للشعبة ــ بانتخاب مجلس إدارة لها من بينهم، (كما يختارون عددا معينا لتمثيلهم فى مجلس شورى المنطقة).. وتتسمى الشعبة باسم الحى الموجودة به.. ويناط بالشعبة كل الأنشطة والفاعليات والبرامج الإخوانية على مستوى الحى.
المنطقة
وتتكون من شعبتين فأكثر، ويتم اختيار مجلس إدارة لها بالانتخاب من الجمعية العمومية للشعب، وتتسمى باسم المنطقة الموجودة بها.. كما تقوم الجمعية العمومية لكل منطقة باختيار عدد معين من أعضائها لتمثيلها فى مجلس شورى المحافظة.