خبر : من قتل خالد وعمر في غزة؟ : عائلة الضحايا تنفي رواية الدفاع المدني وتهدد بالتصعيد

الإثنين 05 يناير 2015 01:15 م / بتوقيت القدس +2GMT
من قتل خالد وعمر في غزة؟ : عائلة الضحايا تنفي رواية الدفاع المدني وتهدد بالتصعيد




غزة - بعد أن دقت الساعة السابعة من مساء يوم السبت الماضي، لم يكن الطفلان عمر وخالد الهبيل "4-"6 سنوات، يدركان أنها الساعة الأخيرة لحياتهما، وإنهما سيكونان الضحية التالية للتجاذبات والخلافات السياسية القائمة بين غزة والضفة الغربية، والتي طالما دفع المواطن الغزي الثمن الباهظ لها ووصلت لحد الموت.

وآخر فاتورة دُفعت لتلك الخلافات السياسية التي لم تنته رغم الدماء الفلسطينية التي تسيل على الأرض، ما جرى لعائلة "الهبيل" من سكان مخيم الشاطئ غرب مدينة، بعد فقدان اثنين من أطفالها وإصابة والدهم بجراح حرجة، بسبب النيران التي أشعلت في المنزل ليروا فيها حنكة الظلام الدامس التي نتجت عن خلافات بين غزة والضفة في توريد الوقود اللازم لمحطة التوليد. رحيل الطفلين "عمر وخالد" الوحيدين لأهلهما، عن الحياة في حادثة مؤسفة ومؤلمة لم تكن الأولى ولا الأخيرة بعد حرق منزلهم، بعد محاولة إشعال شمعة بسبب الأزمة المتفاقمة الكهرباء في غزة، ولجوء المواطنين لطرق بديلة غالباً ما تكون استخدام "الشمع" التي لها ذكريات مؤلمة خلال الفترة الأخيرة راح ضحيتها عشرات المواطنين حرقاً وخنقاً .

كارثة مؤلمة وحزن كبير وألم وفاجعة في مخيم الشاطئ، تنتقل إلي كل أرجاء الوطن ، فيبكي الوطن حزنا وألما ، طفلان بريئان يحترقان في منزلهم ، فمن المسئول ؟؟؟ من الذي تسبب بهذه الفاجعة التي لم تكن الأولي بل سبقها الكثير ، ومازال صمت المسئولين واستهتارهم سيد الموقف ، وأعلنت مصادر طبية،مساء السبت، عن وفاة الطفلين الشقيقين عمرو وخالد محمد الهبيل (3 و6 سنوات)، وأصيب ثلاثة آخرون أحدهم بحال الخطر إثر حريق نشب بمنزلهم الكائن في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
تفاصيل الحادثة

ويروي هنا أحد أقارب الضحيتين تفاصيل الحادث :" في تمام الساعة السابعة من مساء السبت انقطع التيار الكهربائي عن المنطقة ودخل والد الطفلين للاستحمام وكان عمر وخالد يغطان في نوم عميق، وفجأة صرخ الوالد وهو داخل المنزل على زوجته التي توجهت للطابق الأسفل لجلب بعض الحاجيات، في حين هرع الجيران ومن بداخل المنزل لإخماد الحريق الذي نشب في شقة ابنه "محمد " .

وأضاف:" حين اشتعلت النيران توجهنا برفقة الجيران للطابق الثالث مكان اشتعال الحريق وحاولنا إخماده مؤكدا أن الحريق سببه تكرار وصل وانقطاع التيار الكهربائي خلال فترة زمنية عدة مرات، موضحاً أن :" الجيران حاولوا إنقاذ من بداخل المنزل، فيما تسبب تأخر وصول طواقم الإنقاذ لـ 40 دقيقة بعد الاستنجاد بهم لتفاقم الوضع داخل المنزل مما ساعد على ارتفاع ألسنه اللهب وصعوبة الوصول لمن بداخل المنزل".

وتابع:" بعد أن تم إخماد النيران ودخلنا للمنزل وجدنا خالد ملقى على الأرض فيما كان عمر مختبئاً داخل خزانته ظنا منه أنها ستحميه من لهب النيران التي شبت في سرير نومه". ورواية أقارب الضحيتين، تنفي ما جاء على لسان الدفاع المدني، حين أكد أن الحريق نجم عن عبث الأطفال بولاعة، محملةً الدفاع المدني مسؤولية بسبب التقصير وعدم الحضور لمكان الحريق بالسرعة المطلوبة، مهددا بالتوجه للقضاء في حال لم تفصح عن الأسباب الحقيقية وراء الحادث المؤسف.

ولم تكن عائلة "الهبيل" الضحية الوحيدة لأزمة الكهرباء في غزة، فقد سبقها في الأول من كانون الثاني / أبريل العام 2012م نشوب حريق في منزل لعائلة "شبير" مما أدى الى وفاة ثلاثة أطفال حرقاً نتيجة انقطاع التيار الكهربائي على منطقة سكناهم بغزة، وفي كانون الثاني لعام 2013 اشتعلت النيران في منزل لعائلة "ضهير" في حي الشجاعية مما أدى الى وفاة ستة من عائلة "ضهير" حرقاً وخنقاً أيضاً، دون أن يحرك أحد ساكناً، أو يعلن المسئولون حلاً جذرياً لملف انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة .

ومنذ بداية أزمة الكهرباء في 2006 توفي نتيجة الحرائق الناتجة عن إشعال المواطنين لبدائل عن الكهرباء ما يقارب 20 مواطنا معظمهم من الأطفال.
رواية الدفاع المدني

وأوضح العميد د.سعيد السعودي مدير عام مديرية الدفاع المدني، أن التحقيقات -الأولية- تُشير إلى أن الحريق نشب بفعل عبث الأطفال في ولاعة وإشعال النار من خلالها في الملابس المتواجدة في أحد الخزانات، مما أدى لاحتراق الغرفة التي يتواجدون بها بشكلٍ كامل.

ولفت السعودي أن والد الطفلين حاول إخماد النار قبل وصول طواقم الدفاع المدني التي هرعت إلى المكان بسرعة، إلا أن محاولته باءت بالفشل، فيما تمكنت الطواقم من السيطرة على الحريق بعد أن تم إخلاء كافة أفراد العائلة من المنزل. وناشد مدير عام مديرية الدفاع المدني كافة المواطنين إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر في التعامل مع أدوات الاشتعال والتدفئة، لا سيما في ظل تعرض مناطق القطاع لمنخفض شديد البرودة خلال هذا الأسبوع.

يُذكر أن قطاع غزة يُعاني من انقطاع في التيار الكهربي لفترات طويلة تتجاوز 20 ساعة وذلك نظراً لتوقف شركة الكهرباء عن أداء عملها فيما يتم وصل التيار لمدة 4 ساعات فقط.
استنكار وغضب كبير

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن:" الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ليس ألعوبة بيد احد وان على الجميع أن يقفوا أمام مسؤولياتهم الحقيقية في مواجهة المأساة التي يواجهها شعبنا".

وقالت الجهاد في بيان لها ،:" لقد تابعنا بأسف الحادث المرير الذي أودى بحياة طفلين من عائلة الهبيل، وإصابة والديهما مساء السبت، في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة" موضحة "إن هذا الحادث الأليم ينكأ جرح الحصار المفتوح الذي تسبب بمعاناة مستدامة لشعبنا وأهلنا، ويُحتم على دوائر الاختصاص المختلفة، النهوض بمسؤولياتها وواجباتها لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي المفجعة؛ لاسيما وأننا في بداية موسم الشتاء".

وأضاف البيان "إن الجهات المسئولة والمتنفذين ليسوا بمعزل عن هذه المسؤولية، ولا ينبغي التذرع بأية حجج يمكن أن يسوقها البعض لتكون مبررًا لإزهاق أرواح الناس، الأمر الذي يحتم عليهم اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون تكرار هذه الحادثة الأليمة".

واكد البيان "على الجميع أن يقفوا أمام مسؤولياتهم الحقيقية، وأن يتقوا الله في أبناء شعبهم، فشعبنا ليس ألعوبةً بيد أحد، وليس رهينةً لسجالات السياسة بين هذا الفريق أو ذاك" داعية لانتظام عمل التيار الكهربائي، ونرى أن تقليص ساعات وصله مؤخرًا في قطاع غزة، لا تعدو كونها سياسة لإدامة الحصار، يدفع ثمنها يوميًا مواطنون أبرياء.
عباس المسؤول!

من جانبه، حمّل النائب فرج الغول رئيس كتلة حماس البرلمانية، رئيس السلطة محمود عباس المسئولية عن المشاكل والأزمات التي يتعرض لها قطاع غزة، وكان آخرها الفاجعة التي أودت بحياة طفلين من عائلة الهبيل.

ودعا الغول لمحاكمة رامي الحمد الله رئيس حكومة التوافق ورئيس سلطة الطاقة والمتسببين بالكارثة التي أودت بحياة الطفلين، مطالباً الحكومة بتحمل مسئولياتها فورًا تجاه هذه الأزمات الكبيرة التي يتعرض لها قطاع غزة، وقال إن السلطة تتحمل المسئولية الكاملة عن كل ما يتعلق بغزة.
أزمة مفتعلة

بدورها قالت الجبهة الشعبية في بيانٍ لها تعقيبًا على مصرع طفلين أمس بحريق منزل غرب غزة إن:" أزمة الكهرباء أزمة مفتعلة يدفع ثمنها شعبنا الفلسطيني، وإن حل هذه المشكلة يكمن بالتمرد على الواقع، وبضغط جماهيري علي طرفي الانقسام".

ودعا بيان الجبهة الجهات المسئولة عن الكهرباء (سلطة الطاقة، شركة الكهرباء، البلديات) إلى معالجة الأزمة من خلال توفير كميات السولار المستخدمة في محطة توليد الكهرباء بعيداً عن التجاذبات.

كما طالبت بضرورة جاهزية الجهات المسئولة لحل الإشكاليات الناتجة عن المنخفضات الجوية، من أجل منع تكرار حوادث غرق عدد كبير من المنازل، خاصة وأن القطاع على أعتاب منخفض جوي قاسٍ.
الطاقة توضح

وأعلنت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، عن تشغيل مولد واحد فقط بمحطة التوليد أمس الأحد، لتدعيم برنامج التوزيع الحالي بواقع (6 ساعات وصل)، والذي يتضرر كثيرا وتتقلص ساعاته مع الأجواء الشتوية الباردة هذه الأيام.

وتقول سلطة الطاقة في غزة، إن:" ما تمّ توريده هو كمية محدودة لا تكفي إلا لتشغيل يوم واحد فقط، وأنها تعتزم الاستفادة من هذه الكمية المحدودة بشكل مقنّن بما يضمن الاستفادة القصوى منها في تشغيل المحطة.

وتضيف، أنها تبذل قصارى جهدها لتوفير ما يمكن توفيره من وقود لتشغيل محطة توليد كهرباء غزة، في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة التي يعيشها القطاع والانخفاض الحادّ في نِسب التحصيل. وهنا تطرح صحيفة "الاستقلال"..السؤال الذي يدور في أذهان سكان القطاع المغلوبين: من الضحية التالية ومن المسئول عن القتل بغزة ؟

عن الاستقلال