خبر : أيالون: عدم استخدام واشنطن الفيتو في مجلس الأمن مَنَع تآكل التحالف الدوليّ ضد داعش

الأحد 04 يناير 2015 08:01 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أيالون: عدم استخدام واشنطن الفيتو في مجلس الأمن مَنَع تآكل التحالف الدوليّ ضد داعش



القدس المحتلة /سما/رأى نائب وزير الخارجيّة الإسرائيليّ السابق، داني أيالون، أنّ فشل مشروع القرار العربيّ-الفلسطينيّ الذي تمّ تقديمه إلى مجلس الأمن الدوليّ لإنهاء الاحتلال، والإعلان عن دولة فلسطينيّة في حدود ما قبل عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967، هو انتصار للدبلوماسيّة الأمريكيّة، التي استطاعت إحباط مشروع القرار، دون اللجوء إلى استعمل حقّ النقض (الفيتو)، وشدّدّ على أنّ الإدعاءات الإسرائيليّة الرسميّة القائلة إنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، بأنّهما بذلا جهودًا جبارّة من أجل إقناع الدول بعدم التصويت لصالح القرار، هي ادعاءات عارية عن الصحة، لافتًا إلى أنّ الخارجية الإسرائيليّة لم تُكلّف نفسها عناء إبقاء مندوب تل أبيب في الأمم المتحدّة، رون بروسأور، حاضرًا في الجلسة، إنمّا كان في تل أبيب، على حدّ قوله.

وأضاف أيلون، الذي شغل في السابق سفير تل أبيب في واشنطن، أضاف قائلاً إنّ الولايات المتحدّة الأمريكيّة، وفي الفترة الأخيرة من حكم الرئيس باراك أوباما، عادت لثبت للجميع بأنّها كانت وما زالت وربّما ستبقى دولة عظمى، ملتزمة بسياسة حازمة وصارمة، على حدّ وصفه. أمّا فيما يتعلّق بالمصالح الأمريكيّة التي دفعت واشنطن إلى انتهاج هذه السياسة، فقال أيالون في المقال الذي نشره في موقع (WALLA) العبريّ الإخباريّ، إنّ واشنطن أرادت من وراء إفشال مشروع القرار توجيه رسالة إلى الجميع بأنّ ما يُطلق عليها العملية السلميّة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي من اختصاص الإدارة الأمريكيّة فقط، وعدم السماح للأمم المتحدّة باتخاذ قرارات تؤثر سلبًا على هذه السياسة الحصريّة، التي قد تؤدّي إلى إضعاف موقف أمريكا في منطقة الشرق الأوسط.

كما أنّ عدم استخدام الفيتو الأمريكيّ، تابع أيالون، نابعٌ أيضًا من احتياجات أمريكيّة داخليّة، وليس فقط من منطلق التعهد بالمحافظة على أمن واستقرار إسرائيل، ذلك لأنّ استخدام هذا الحق، كان سيُبرك الأمريكيين وسيُصعب عليهم مواصلة التحالف الدوليّ الذي أنشئوه من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلاميّة، وبالتالي من أجل منع الفيتو، قامت الإدارة الأمريكيّة بممارسة نفوذها على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وتمكّنت من بلورة كتلة مانعة في مجلس الأمن ترفض مشروع القرار العربيّ-الفلسطينيّ دون الحاجة إلى الفيتو، لافتًا إلى أنّه لو اضطرت أمريكا إلى استخدام حقّ النقض لكانت وجدت نفسها معزولة في الساحة الدوليّة، على حدّ قول أيالون.

وتابع نائب وزير الخارجية الإسرائيليّ السابق قائلاً إنّ النجاح الأمريكيّ لا يعني بأيّ حالٍ من الأحوال أنْ تبقيا تل أبيب وواشنطن على حالهما، ذلك أنّ التهديد السياسيّ الفلسطينيّ ما زال قائمًا، ومن غير المستبعد بالمرّة أنْ يقوم الفلسطينيون في السنة القادمة بإعادة طرح المشروع مرّة أخرى، علمًا بأنّ تركيبة مجلس الأمن الدوليّ في العام الجاري ستتغيّر، حيث ستحلّ دولاً معادية لإسرائيل ولأمريكا مكان الدول الصديقة لهما، وعندها سيكون الأمر صعبًا بالنسبة للولايات المتحدّة الأمريكيّة لإحباط مشروع القرار، الأمر الذي سيضطرها إلى استخدام الفيتو.

وبرأي أيالون، فإنّ استخدام الفيتو من قبل واشنطن في هذه المسألة العينيّة يتعارض مع المصلحة الإسرائيليّة، ذلك لأنّ واشنطن ستُقدم على هذه الخطوة من منطلق (مكره أخاك لا بطل)، الأمر الذي سيدفعها إلى ممارسة المزيد من الضغوطات على إسرائيل من ناحية، ومن الناحية الأخرى، ستؤدّي هذه الخطوة إلى تردّي العلاقات الثنائيّة بين واشنطن وتل أبيب، على حدّ قو أيالون.

وخلُص المسؤول الإسرائيليّ السابق إلى القول إنّه من أجل التخلّص من الهجوم الدبلوماسيّ الفلسطينيّ في المحافل الدوليّة، بما في ذلك اللجوء إلى المحكمة الدوليّة لجرائم الحرب في لاهاي، ومن أجل منع زيادة عزلة إسرائيل، ومن أجل منع الخسائر الاقتصاديّة التي تتكبدها نتيجة المقاطعة، يتحتّم على صنّاع القرار في تل أبيب الانتقال من مرحلة الشلل في السياسة الخارجيّة الإسرائيليّة والمبادرة إلى طرح خطوات دبلوماسيّة خلاقّة، وهذا الأمر يجب أنْ يكون على رأس سُلّم الأولويات للحكومة الإسرائيليّة القادمة، قال أيالون.

يُشار إلى أنّ الآراء في الساحة الإسرائيليّة اختلفت على مستوى مؤسسات القرار، وفي وسائل الإعلام، وخاصة في تفسير أسباب الإخفاق الفلسطيني، والمرجعية التي يعود إليها الفضل في ذلك، إذْ ساد وزارة الخارجية الإسرائيلية رأي مفاده أنّ الفلسطينيين أرادوا الإخفاق كي لا يُلزموا واشنطن على استخدام الفيتو، وهو ما كانت تحرص على تجنّبه في هذه المرحلة، فضلاً عن حرصها على تجنب إمكانية خسارة المساعدات الأمريكيّة.

علاوة على ذلك، أوضح دبلوماسيون في تل أبيب أن وزير الخارجية الأمريكيّ، جون كيري، مارس ضغوطاً مكثفة على السلطة الفلسطينيّة كي تطرح المشروع قبل التغيير داخل مجلس الأمن. وقال مسؤول رفيع في الخارجية الإسرائيلية إنّ واشنطن كانت على استعداد لاستخدام حق النقض وقد عملت جنبًا إلى جنب مع إسرائيل لمنع تمرير مشروع القرار، ولم تكتف بالقول إنّها ستعارض المشروع. ووفق مصادر أخرى، فإنّ مساعي كيري هدفت إلى إيصال رسالة إلى فرنسا مفادها أنّها بالغت في موقفها، إذ تنظر الولايات المتحدة إلى رغبة الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، في عقد مؤتمر دوليّ بخصوص الشرق الأوسط، على أنّها محاولة من فرنسا لاحتلال مكان البيت الأبيض.