خبر : معاقو الحرب في غزة .. “رياضيون”

الأربعاء 31 ديسمبر 2014 07:52 ص / بتوقيت القدس +2GMT
معاقو الحرب في غزة .. “رياضيون”



غزة/الاناضول/على مساحة خضراء واسعة، في نادٍ رياضي وسط مدينة غزة، يبدو الحماس، واضحا على وجوه لاعبين لم تمنعهم “الإعاقة الحركية”، من تسجيل الأهداف في مختلف رياضات “ألعاب القوى”.
ويقول حسان العماوي، المدرب في نادي الجزيرة الفلسطيني، إنّ معظم هؤلاء اللاعبين هم من “ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة”.
ويُضيف العماوي لوكالة الأناضول، إنّ اللاعبين يمارسون في النادي رياضات مختلفة من بين ألعاب القوى، (كرة الطائرة الأرضية، كرة الهدف، رمي الرمح)، وهدفهم أن يتعافوا من آثار ما خلّفه العدوان الإسرائيلي، وأن يمثلوا فلسطين في المحافل الدولية.
ويضم نادي الجزيرة، منتخبا خاصا بألعاب القوى، من ذوي الاحتياجات الخاصة شارك على مدار سنوات ماضية، في محافل عربية ودولية، وفاز كما يؤكد العماوي بجوائز فضية وبرونزية وذهبية.
واليوم يحتضن النادي، 50 لاعبا من معاقي الحرب الإسرائيلية الأخيرة، على قطاع غزة، بهدف تأهليهم، نفسيا وبدنيا، وضمهم إلى منتخب “ألعاب القوى” وفق العماوي.
وفي النادي، ينقسم اللاعبون إلى مجموعات، حسب كل رياضة يشرف عليها مدربون مختصون، فيما يحاول آخرون التدرب على المشي بأطرافهم الصناعية المركبّة حديثا.
وعلى كرسي متحرك، يبدو الشاب محمد أبو بيض، (24 عاما) متحمسا لرمي كرة تتجاوز مكانه عدة أمتار.
ورغم أن ساق أبو بيض اليمنى مبتورة، إلا أن همته، تبدو قوية، وهو يمارس كرة الطائرة الأرضية.
ويقول أبو بيض لوكالة الأناضول، إنّه كان لاعبا لكرة القدم، وبعد أن بُترت قدمه، جراء إصابته بشظايا القنابل الإسرائيلية في العدوان الأخير، انضم إلى نادي الجزيرة، بحثا عن التأهيل والإعداد الرياضي.
وتابع:” النادي يضم لاعبين، قاموا بتركيب أطراف صناعية، وبات باستطاعتهم لعب كرة القدم، أنا فقدت ساقي، ومع التدريب هنا على الرياضات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، سأتمكن إكمال مشواري الرياضي”.
وبعد أن يقوم رائد جندية، بتمارين التهيئة الجسدية، يصوب كرة، نحو شباك صغيرة، وينجح في إصابة هدفة بدقة.
ولا تقف قدم الشاب (26 عاما) المبتورة حائلا، أمام مهاراته في مختلف رياضات ألعاب القوي.
ويقول جندية لوكالة الأناضول، إنّه يطمح لرفع علم بلاده عاليا في المحافل العربية، والدولية، والفوز بالبطولات.
ويؤكد أن فريق “نادي الجزيرة” المكون من أصحاب الاحتياجات الخاصة، احتل المراكز الأولى محليا, وقام مؤخرا بتنظيم مباراة ضد فريق من الأصحاء في إطار دمج المعاقين في المجتمع.
وبحسب إحصائية لـ”الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني” (حكومي، ومقره الضفة الغربية)، فإن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة البالغين أكثر من 18عاماً يصل لنحو 27 ألفا، منهم 17 ألفا يعانون من إعاقة حركية.
وكانت إحصائيات حقوقية فلسطينية، قدّرت أن أكثر من ألف جريح، أصيبوا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة، سيعانون من إعاقة دائمة.
وبدوره قدر الاتحاد العام للمعاقين في غـزة بأنّ أكثر من (40%) من جرحى العدوان الإسرائيلي الأخير أصيبوا بإعاقات دائمة (سمعية وبصرية، وحركية).
وشنت إسرائيل على قطاع غزة، في السابع من يوليو/تموز حربا دامت 51 يوماً؛ ما تسبب بمقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وجرح أكثر من 11 ألفا آخرين، وتدمير آلاف المنازل، بحسب أرقام فلسطينية.