خبر : أيها العالم، إنهم يغيرون جيناتنا، شهد العفيفي .. الشاهد والضحية

الأحد 28 ديسمبر 2014 11:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أيها العالم،  إنهم يغيرون جيناتنا، شهد العفيفي .. الشاهد والضحية



غزة/ خاص سما/ شهد .. ذات الستة أعوام هي شاهد حي وأصيل على النظرية العلمية الجديدة التي حدثنا بها أحد علماء الجينات الأمريكيين قبل عشرة أيام فقط والتي قال فيها بأن الحرب القادمة ستشمل تغيير جينات الشعوب.

ويبدو أن غزة كما هو قدرها الدائم سباقة لتجارب الغير وهندسة الجينات والجرثومات وهو ما بدأ يظهر على مواليدها الجدد وحتى حيواناتها التي تظهر الآن برأسين وثلاثة  في ظاهرة غريبة لم يشهد لها القطاع مثيل.

شهد العفيفي هي الشاهد والضحية على الاجرام الاسرائيلي في عدوان "الرصاص المصبوب" عام 2008-2009 حيث استشهد والدها قبل أن ترى النور..بينما استشنقت والدتها الفسفور الابيض في قصف الاحتلال الشهير لمنطقة بيت حانون شمال قطاع غزة والذي سجله وشاهده العالم بأسره، لتولد شهد بتشوهات جينية عميقة لا علاج لها ولتبقى وحيدة يتيمة الشهادة والتشرد ولتعيش في كنف جدها وجدتها العجوزين.

المأساة المستمرة لشهد تعني بالتفاصيل الاحتياجات الضخمة والمتوالية من الأدوية التي تفوق قدرات عائلة فقيرة متعثرة الحال لا معيل لها ولتكتمل فصول مأساة تلك العائلة بتدمير بيتها البسيط في عدوان الجرف الصامد الاسرائيلي قبل ثلاثة أشهر والذي جرف ودمر أحلام مئات الالاف من الغزيين بلا رحمة وبقسوة متناهية. شهد واسرتها مشردة الان في بيت مستأجر لا يملكون ثمن ايجاره وينتظرون وكالة الغوث أن تدفع لهم بدل ايجار حتى يتمكنوا من مواصلة الحياة بأبسط مقوماتها.

أحلام شهد البسيطة لا تتجاوز "دمية عروس" وقطعة شوكلاته وأمنية جارفة بالذهاب لرؤية البحر او لحديقة عامة، فيما تتخوف العائلة من ذلك وتشعر باحراج شديد نظرا للفظ المجتمع لهذه الطفلة البرئية الطاهرة التي أصبحت ضحية ثلاثة حروب وحرب رابعة متواصلة يشنها المجتمع عليها كل يوم.

زرت شهد الحبيبة ويا إلهي كم كان التعب نفسيا وجسديا لهذا المشهد الدامي والذي يشوه الفطرة وكأنه تعد صارخ على قدرات الخالق في ابداع أبهى صور للبشر.

نظرت إلي شهد بخوف وقلق شديدين لأنها اعتادت على نفور الناس منها، لذنب لم تقترفه وجريمة هي كانت ضحيتها وعار يلاحق القتلة ومغيري جينات البشر إلى يوم يبعثون، ولكن خوفها تراجع وارتباكها تلاشى بعد أن سألتها عن الهدية التي ترغب في ان احضرها لها، لتبتسم شهد ابتسامة خجول مبدية رغبتها في دمية تلهو معها وتقضي وقتها الوحيد مع من لا ينفر منها ولا يسمع ولا يرى!!

الحديث عن شهد ومأساتها يطول ويطول، عن ماذا احدثكم؟ عن جسدها الذي يتلاشى، ام عن خوفها اللامتناهي، ام عن ظروف مرضها القاسية التي تحطمها.. كثيرة كثيرة هي الاشياء.

أيها الفلسطينيون.. أيها الغزيون.. أيها السادة محترفو السياسة والوطن.. هي شهد، هي هناك..بلا عنوان.. تطلب مساعدتكم، الوصول إليها أسهل من الوصول إلى مقاعد مكاتبكم وأبواب سياراتكم وابتساماتكم في وجه أطفالكم.... فهل من مجيب!!!

علا محمود - سما 

للاتصال: [email protected]

تليفون: 0097082881361