خبر : شظية في مقعدة العالم : وزير الاقتصاد يهدد \ بقلم: كوبي رايختر \ يديعوت

الأربعاء 24 ديسمبر 2014 12:02 م / بتوقيت القدس +2GMT




في منتدى سبان هدد وزير الاقتصاد بينيت العالم من فرض مقاطعة على اسرائيل: "اذا ما توقفت عن استخدام المنتجات الاسرائيلية لن تستيقظ في الصباح، لان الشريحة الاسرائيلية في هاتفك الخلوي لن تعمل. لن تصل الى العمل، لانه لن يكون لديك برنامج "WAZE" يدلك على الطريق. وقد تتعرض لسكتة قلبية لان ضابط النبض من انتاج اسرائيلي المركب في قلبك لن يعمل. والخضار التي تأكلها ستكون بائسة لانه لم تكن لك شبكة ري التنقيط. وحساب بنكك سيقتحمه القراصنة الالكترونيين.
"انا المطور والمنتج في القدس لتلك الضوابط التي تهدد العالم بمنعها عن المرضى. ولعلمك فقط، يا سيد بينيت، في كل العالم ستستبدل شركات اخرى الضوابط بنجاح. فسياسة اليمين منفلت العقال تسبب منذ الان بافساد رائحتنا في العالم وجعلتنا لا ننجح في منع خرق الابتكارات في اوروبا، لان الهيئات القضائية هناك تميل ضدنا كاسرائيليين.
ما اعتبر قبل عقد من السنين كميزة للاصالة والتصميم الاسرائيلي، اصبح نقيصة العدوانية والاعتباطية الاسرائيلية. ومن دولة ناجحة ونموذج للاقتداء بالحداثة تحولنا لنصبح دولة منبوذة بسبب قوميتنا وعدوانيتنا. والضوابط ستستبدل بضوابط امريكية، والشرائح ستستبدل بكورية وصينية. وخريطة "WAZE"ستحل محلها ميكروسوفت.
ميزة الحداثة الاسرائيلية هامة لنا نحن الاسرائيليين كمصدرين اكثر مما هي هامة للعالم كمستهلكين. هذه حداثة يمكنها أن تسمح برفع قدرة التصدير بعشرات مليارات الشواكل في السنة لتشكل علاوة مالية تسمح بحل لمشاكل غلاء المعيشة، الصحة والتعليم. وعلى المستوى الخاص للعائلة في العشرية الدنيا، فان القسم الذي سيكرس للرفاه سيجد تعبيره بالاف الشواكل في السنة.
غير أن هذه لا تخلو من الشوك (او من ناحية بينيت، مقعدة فيها شظية): من اجل استغلال هذه القدرة الكامنة هناك حاجة الى سوق ترغب في شراء بضاعتنا الحديثة. ومثل هذه السوق لن تتطور، بل وستنغلق، كرد فعل من العالم على استمرار الاحتلال والنزاع. وتهديدات بينيت لا تدفع امم العالم الى عدم النوم في الليل، ولكنها تدفعني وتدفع المصدرين مثلي للشعور باشمئزاز عميق.
ان من طبيعة المنظومات الهجومية كالصواريخ والمنظومات الدفاعية كالقبة الحديدية هي انه مع تطورها تكون النسبة بين ثمن الدفاع وثمن الهجوم ترتفع. فثمن اعتراض الصاروخ في حملة "الجرف الصامد" كان أعلى بعشرين ضعف فأكثر من ثمن الصاروخ نفسه. وهذه النسبة لن تنخفض بل سترتفع فقط. ثمن "ادارة النزاع" كما يسمي نتنياهو هذا، غير قابل للتغطية على مدى الزمن. فالدول العربية، ومنهم الفلسطينيون، سيتغلبون علينا في اقتصاد الحرب، حتى لو لم يصلوا الينا أبدا في تطوير المنظومات التي نبتدعها.
ان المواطن الاسرائيلي مطالب بان يقرر بتصويته بين استمرار الاحتلال ومعه استمرار تدهور الاقتصاد الوطني والشخصي، تعاظم المقاطعة الدولية وفي نهاية المطاف الانهيار الاقتصادي او التنازلات القاسية فقط بعد اغلاق دائرة المقاطعة؛ بين انهاء الاحتلال ومعه التنازل عن مناطق لم تكن حرجة لنا في 48 او 67 وهي ليست هكذا اليوم ايضا، انهاء المقاطعة الدولية وأمل حقيقي بالتعاون يجعل اسرائيل مع دول المنطقة قوة اقتصادية عالمية، تنافس الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
لا معنى من التصويت في صندوق الاقتراع على غلاء المعيشة والاقتصاد بدلا من التصويت لحكومة تؤدي الى انهاء الاحتلال واتفاقات سلام. طريق بينيت تحسن لنحو 300 الف مستوطن على حسابنا، وهم سيدعمونه في صندوق الاقتراع. اما طريق السلام وانهاء الاحتلال فستحسن لنحو 6 مليون يهودي ونحو 1.7 مليون عربي وآخرين يعيشون داخل خطوط 1967. علينا أن ندعم بتصويتنا، من يمكنه أن يحقق هذه الطريق.