غزة / سما / عادت صورة مأساة مخلفات المرضى تعج في أقسام مستشفى الشفاء الطبي الرئيسي لقطاع غزة، بعد أن أوقفت أمس شركات النظافة خدماتها بشكل كامل وسحبت جميع العاملين التابعين لها، علما انها كانت نفذت مسبقا إضرابات جزئية تخوفا على أوضاع المستشفيات الصحية في ظل عدم صرف رواتبهم للشهر السابع على التوالي.
وامتلأت أقسام المستشفى بالقاذورات المدممة وغيرها من القمامة التي يخلفها المرضى الذين يحتاجون لرعاية صحية وبيئية دائمة تحافظ على صحتهم وتنهي معاناتهم بدلا من أن تفاقمها.
وناشد المرضى وعائلاتهم بمجمع الشفاء الطبي حكومة التوافق ضرورة تحمل مسؤولياتها اتجاه مرضى قطاع غزة والعمل على إنهاء هذه المعاناة، وقال وليد سليم زوج إحدى السيدات التي تتلقى علاجا للفشل الكلوي بغسيل الكلى مرتين أسبوعيا في المستشفى، أن الوضع كارثي وصعب في ظل انعدام الحماية البيئية والصحية للمرضى.
وأوضح سليم أن روائح كريهة جدا تنبعث من المستشفى تؤثر على المرضى نفسيا وجسديا، متسائلا "أين المسؤولين مما يجري، أليس لهؤلاء المرضى حق عليهم؟".
في مستشفى الشفاء
وتقول وزارة الصحة في قطاع غزة أنها أجلت العمليات الجراحية الغير الطارئة نتيجةً للظروف القاهرة التي يمر بها القطاع الصحي، مناشدةً كافة الجهات المسؤولة بالتحرك الجاد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل التخوف من إمكانية أن يؤدي الوضع الحالي لفقدان حياة بعض المرضى الذين هم بحاجة لرعاية مستمرة وتنظيف مخلفات احتياجاتهم الطبية وغيرها.
وقال مدير عام مستشفى الشفاء، الدكتور نصر التتر، ان الوضع كارثي جدا ولا بد من تحمل حكومة الوفاق الوطني لمسؤولياتها تجاه ما يجري. محذرا من تدهور الأوضاع أكثر في حال استمر إضراب شركات النظافة لوقت أطول دون إيجاد حلول سريعة.
وأوضح أن القطاع الصحي دخل فعليا في أزمة خطيرة في ظل تراكم كميات كبيرة من النفايات الطبية داخل الأقسام الحيوية للمستشفى، مشيرا إلى أن ذلك ينتج عنه تلوث بيئي سيطال كافة الأقسام ما يصعب عمل الأطباء والممرضين.
ولفت إلى ان الأطباء والممرضين وبمساعدة من المواطنين وذوي المرضى يجتهدون لتنظيف الأقسام من القمامة تخوفا من انتشار الأمراض والميكروبات بين المرضى.
في مستشفى الشفاء
بدوره دعا الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، كل أصحاب الضمائر الحية لإنقاذ الخدمات الصحية في المستشفيات وجميع المراكز الصحية، مشيرا لتوقف خدمات النظافة والطعام ونقص في الوقود والأدوية.
وأشار إلى أن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي مهدد بالتوقف عن العمل جراء تراكم القاذورات المدممة رغم محاولة الطواقم الطبية منذ أمس للتخفيف منها لتتمكن من مداواة المرضى، مبينا أن أكواما من تلك القاذورات تغلق جزءا كبيرا من قسم الاستقبال والطوارئ ولا يوجد مكان لأي مريض فيه.
من جانبه أرجع الناطق باسم الوزارة في رام الله، أسامة النجار، أسباب الأزمة الحالية مع شركات النظافة بأنها ناتجة عن قيام الوزارة بغزة بتحصيل أموال من المواطنين تصل إلى نحو مليون شيكل شهريا ولا يتم تحويلها للوزارة كي يتم دفع مستحقات تلك الشركات.
وأوضح أن الوزارة لا تعلم حجم المديونية لتلك الشركات ولا تعرف تفاصيل العقود المبرمة، ولا تعلم مصير الأموال التي يتم تحصيلها من المرضى بغزة، مشيرا إلى أن هناك جهودا تبذل من قبل الوزارة للإطلاع على تلك التفاصيل أكثر وإيجاد حلول سريعة.
"القدس "
