خبر : فرصة ذهبية، ليس زعيما بل مقامرا \ بقلم: أوري مسغاف \ هآرتس

الأربعاء 03 ديسمبر 2014 01:06 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

          استغل رئيس حكومة اسرائيل لقاءً صحفيا رسميا من اجل اطلاق حملة حزبية. وبدلا من مخاطبة الأمة من الغرفة المستديرة بث دعايته الانتخابية من الغرفة التركوازية اللون. كانت اللهجة مصيرية، والكلمات دراماتيكية. تحدث نتنياهو عن خطر شخصي ويبدو أنه كان يقصد المقامرة الانتخابية التي اضطر اليها من خلال تقديم موعد الانتخابات.

 

          من الغريب أن من اعتبر في السابق كمحنك سياسي يكشف اليوم عن جهل بالمقامرة الكبيرة فعليا: بنى نتنياهو لنفسه في الايام الاخيرة شيئا لم يكن موجودا، معارضة حقيقية لسلطته. أراد اهانة وتقزيم لبيد ولفني لكنه فعل العكس تماما. لم يحلم الاثنان بهدية كبيرة كهذه. من كانوا حتى أمس وأول أمس شركاء خاضعين لحكومة يمينية كلاسيكية بقيادة نتنياهو – بينيت – ليبرمان تحولوا فجأة بفضله الى مقدسين ومعذبين، معارضة محاربة حقيقية. يجب أن نتذكر في الاشهر القادمة أن هذين المحاربين قد أُقيلا ولم يفكرا بالمبادرة الى الاستقالة.

 

          لفني ولبيد، لبيد ولفني، قال ذلك نتنياهو مرة تلو الاخرى دافعا إياهما الى أذرع بعضهما البعض وخالقا بغبائه مشهد حزبي ظهر فجأة وكأنه منطقي جدا. سواء أرادا في نهاية المطاف الذهاب معا الى الانتخابات أم لا فانهما ملزمان بتقديم الشكر له. يكفي أن نرى كيف عادت لهما صحتهما في الايام الاخيرة بعد أن كانا مثل الأوز منتوف الريش. لكن مقامرة نتنياهو لم تقف عند هذا الحد. صحيح أن لفني ولبيد أثبتا أن كل شيء ممكن عندما تم تشكيل الحكومة الاخيرة، إلا أن اقالتهما واهانتهما العلنية قد قامت بمسحهما من قائمة الشركاء في الائتلاف القادم مع نتنياهو وبذلك فقد ساهم نتنياهو في اقامة جسم وسط – يسار لم تنجح اقامته حتى الآن. إن هذه خبرة حقيقية.

 

          يقامر نتنياهو في ذهابه الى خيار واحد ووحيد على شكل حكومة يمين – حريديين. وفي الانتخابات الاخيرة كان حجم هذا الجسم 61 مقعدا. يبدو أن نتنياهو ينوي، هذا اذا افترضنا أنه يستطيع التخطيط ولم ينجر وراء الاحداث، ينوي ضم موشيه كحلون وحزبه الخفي – هذا الحزب الذي سيعتمد على خائبي الأمل من الليكود وشاس. هذه ليست وصفة واعدة للنجاح الساحق. حتى وإن نجح في تشكيل الحكومة الضيقة بهذه الطريقة، فستكون بالضبط عكس الحكومة الموسعة والموحدة والقادرة على الحكم، التي تحدث عنها نتنياهو أمس. معسكر وسط – يسار حصل أمس على فرصة ذهبية لأجل التوحد حول هدف واحد ووحيد: فقط ليس بيبي. ما هذا إن لم يكن قدرة قيادية نادرة.