خبر : ديسكين: لدى نتنياهو إحساس عميق بأنّه أمير سليل عائلة ملكيّة من القدس

الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 04:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
ديسكين: لدى نتنياهو إحساس عميق بأنّه أمير سليل عائلة ملكيّة من القدس



القدس المحتلة / سما / وجّه رئيس جهاز الأمن العام السابق (الشاباك الإسرائيليّ) يوفال ديسكين، انتقادات حادّة لرئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، على ضوء مصادقته على (قانون القوميّة) الأحد حلال جلسة الحكومة الإسرائيليّة الأسبوعيّة.


وبرأي ديسكين، المعروف بمواقفه المناهضة لنتنياهو، فإنّ هناك خطوط تشابه كبيرة وبارزة، حسب أقواله، بين مشروع نتنياهو، الذي يبدو فيه تفضيل للجانب اليهوديّ في دولة إسرائيل على الجانب الديمقراطي فيها، وبين محاولة الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي الفاشلة بأنْ يفرض الإسلام كدين للدولة. علاوة على ذلك، اقتبس ديسكين البند الثاني من مشروع القانون المصريّ الذي طرحه مُرسي، والذي جاء فيه: الإسلام هو دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع. هناك ثلاثة عناصر شبيهة موجودة في مشروع القانون الذي صادقت عليه الحكومة الإسرائيليّة يوم الأحد: فقد جاء في القانون أنّ إسرائيل هي دولة الشعب اليهوديّ، وأنّ اللغة العبرية هي اللغة الرسمية والشريعة اليهودية هي مصدر القانون والقضاء الإسرائيلي.


يُشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيليّ نتنياهو لا يّريد للدين اليهودي أن يكون هو دين دولة إسرائيل، إلا أنّه يشدد على أن إسرائيل هي الوطن القومي لليهود. لكن، حسب أقوال ديسكين، فإنّ البند الثاني من الدستور المصريّ مثله مثل قانون القوميّة، لم يجلب أي شيء جديد وكان معتدلاً، حتى مقارنة بمطالب الحزب السلفيّ. ولا يُخفي ديسكين إلى أنّه يُلمح بهذا إلى أنّه كما أنّ مرسي وقع تحت طائل ضغوطات كبيرة من المتطرفين السلفيين، هكذا حال نتنياهو مع أحزاب اليمين المتطرف أمثال (البيت اليهوديّ)، بزعامة المتطرّف، نفتالي بينيت، وزير الاقتصاد.


وأكثر من ذلك، فإنّ رئيس الشاباك السابق، ديسكين، يدّعي أن الإخوان المسلمين يحملون الصفات ذاتها التي تحملها الأحزاب الدينيّة في إسرائيل، والصفة البارزة من تلك الصفات هي تلك التي تمثلت بالبند 219 من الدستور والذي نص على: مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة.

 وفي هذا السياق قال ديسكين إنّ الكثير من المثقفين المصريين ادّعوا أنّ هذه الأشياء لا تدفع نحو تحقيق المساواة بالحقوق بل إنها تناقضها تمامًا، وساق ديسكين قائلاً إنّ هذا هو شعور الكثير من الإسرائيليين فيما يخص (قانون القومية) الذي أقره نتنياهو. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ ديسكين على قناعة بأنّ النقاش حول الدستور المصري هو الذي قاد في نهاية المطاف إلى سقوط الرئيس محمد مُرسي، مُلمحًا بهذا إلى أنّ نتنياهو قد يسقط لذات الأسباب.


ومن الجدير بالذكر، أنّ رئيس الشاباك السابق، يُذكّر بأنّ الرئيس المصري الحاليّ، المُشير عبد الفتاح السيسي، ترك البند الثاني من الدستور كما هو، وقام بإلغاء البند 219 وقام بتعديل هذه البنود ببنود أُخرى وتصريحات تتعلق بترجيح مبادئ الديمقراطية والمساواة. ويشرح قائلاً: أوضحت لجنة الدستور، التي عينها السيسي، للشعب المصري بأنها ترى بالدستور أداة لتحقيق العدل الاجتماعي، كرامة الإنسان، الحرية والديمقراطية، الأسس التي قامت عليها الثورة. تعليقًا على ذلك قال ديسكين: “يا ليت”، أْي، ليت نتنياهو يُعدل “قانون القومية” المُقترح من خلاله دعمه للديمقراطية.


وخلُص رئيس الشاباك الإسرائيليّ السابق إلى القول إنّ نتنياهو ووزرائه قد يستفيدون إنْ تأملوا التجربة المصرية، وإنْ طبّقوا ما ذكره فيما يخص القانون الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره. يُشار في هذا السياق إلى أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي يقوم فيها ديسكين بتوجيه انتقادات حادّة لنتنياهو، فقد قال مؤخرًا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، شخص متقلب وضعيف، وأضاف ديسكين في حوار مع صحيفة (يديعوت أحرونوت) قائلاً إنّه لدى نتنياهو إحساس عميق بأنه أمير سليل عائلة ملكيّة من القدس، وفي نفس الوقت يشعر بعدم الأمان وبخوف عميق من تحمل المسؤولية، على حدّ تعبيره.


وأضاف رئيس (الشاباك) السابق، الذي أنهى مهام منصبه في العام 2010، أنّ الجمهور الإسرائيلي لا يُمكنه أنْ يثق بنتنياهو في أوقات الأزمات، وقال إنّه لا يمتلك جوهرًا قويًا يدفعك لأنْ تقول، في المواقف الصعبة والأزمات، يمكنني أن أتبعه أوْ أنْ أثق به.


ووصف ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ نتنياهو تصريحات ديسكين بالسخيفة، واتهم ديسكين بأنه يتصرّف بدوافع سياسيّة بسبب عدم تعيينه رئيسًا للموساد بعد انتهاء عمله في الشاباك، كما جاء في التعقيب الرسميّ لديون نتنياهو.