غزة سما اقترح رئيس مركز الدراسات السياسية والتنموية سابقا بغزة الدكتور محمود الحرثاني بان تعلن حركة حماس عن حل نفسها للتخلص من المأزق الحالي الذي تعيشه الحركة.
وقال الحرثاني في تدوينه له على الفيسبوك ان" حماس جزء أصيل من الشعب الفلسطيني ومساهم رئيس في أحداثه منذ ولدت عام 1989 وتجلى ذلك في فوز مستحق في انتخابات 2006" مستدركا "لم يقبل "العالم المتحضر" بنتائج الانتخابات، فعاقب الشعب وحاصر حماس ولا زال وسيظل هذا الحال ما دامت حماس في المشهد، حتى لو بذلت كل ما في وسعها من أجل أي تسوية".
وواضاف "ليس لهذا الحال أن يستمر لأنه مهلكة لحماس وللشعب، إذ عجلة سير الزمن "الدولي" لا تسير لصالح القضية الوطنية الآن وهذا يستدعي أفكارًا خلاقة للتخلص من "الخنقة" التي وقعت حماس فيها، وارتهن الشعب ومصالحه لاستراتيجيات حماس التي لم تجدِ الكثير سواء عليها أو على مصالح الشعب".
وقال "بما ان الحركة عالقة داخليًا مع الشعب الذي انتخبها ولم تلبي له العديد من احتياجاته اليومية، فضلًا عن تحقيق أمانيه الوطنية أو بعضها، التي وعدته بها يوم انتخبها وهي مرفوضةٌ إقليميًا وتحديدًا من دول مهمة مثل مصر والسعودية، ولا يتوقع أن تنفرج الأمور تجاهها في المستقبل المنظور".
واوضح "الحركة تعاني على الساحة الدولية من العزلة الرسمية التهميش العلني والضغط، خفيه وجليه، من أجل مزيد من التنازلات التي لا تجني حماس منها سوى مزيد التجاهل والضغط".
واوضح "إن ارتباط حماس بجماعة الإخوان المسلمين قد ألحق بها الكثير من الأذى، رغم أنها صرحت مرارًا أن لا علاقة تنظيمية بين الطرفين، ولكن الدول ليست غافلة، ولن تقبل من حماس بغير فك الارتباط الكامل".
وتابع "يمكن أن يكون الحل الخلاق هو: إعلان حماس حل نفسها والخروج من المشهد بصيغتها الحالية والتفكير بتشكيل جديد يتوائم مع الواقع ولا ينفصل عنه تحت ذرائع الأيديولوجيا وضغط ما ظنه الفكر السياسي الإسلامي ثوابت وتبين له أنه ليس كذلك على مدار القرن الماضي".
وقال "أما الحل، فقد حصل من قبل في دولٍ عدة فالحزب والحركة أداة أو مركبة، إن عجزت عن توصيلك إلى نقطتك النهائية، استبدلها وغير الطريق ونوع في الاستراتيجيات وابتعد عن قيود الأيديولوجيا التي لا تغني عنك كثيرًا في عالم كهذا" مضيفا "تجربة الأتراك ملهمة في هذا السبيل ولا أريد أن أستشهد باليهود الذين يؤسسون كل يوم حزب جديد بل شخصيات كبيرة منهم تركت أحزابها بعد أن أسستها وأنشأت أحزاب جديدة تفي بالغرض بعد أن رأت هذه الشخصيات أن الحزب/الوسيلة قد استنفد أغراضه فـ "بن غوريون ترك حزبه (أو طرد منه) وأسس حزب جديد وكذلك شارون".
واوضح "أما منافع الحل فهي عديدة، إذ يتخلص التشكيل الجديد من آصار كثيرة ليس أقلها تهمة الإرهاب، وعقبة الميثاق الذي كتب في لحظة تاريخية ولا زال يلقي بظلاله الكثيفة على صورة الحركة بمناسبة وبغير مناسبة" موضحا "إن المجتمع الدولي يهمه أن يجد أناس ذو ثقل في مجتمعاتهم ولديهم القدرة على البناء ولن يمانع في وجود تشكيل جديد فاعل يحافظ على المصالح الوطنية، قدر الإمكان، في ضوء برنامج وطني خالص بعيدًا عن الارتباطات الإقليمية والإيديولوجية. والله أعلم".


