خبر : حرب الخيار \ بقلم: أوري سفير \ معاريف

الإثنين 17 نوفمبر 2014 08:42 م / بتوقيت القدس +2GMT




العنوان على الحائط، او الأدق على الجدار. الاشهر القريبة، إن لم تكن السنوات القريبة، ستكون مليئة بالعنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين. من الصعب ان نعرف مسبقا بالضبط ماذا سيكون طابعه. ولكن على ما يبدو العنوان معروف: انتفاضة ثالثة.
كسابقتها، فإن هذه خليط من الانفجارات العفوية الشعبية والتوجيه من فوق. فالعنف ينفجر بسبب انعدام البديل السياسي. وهو مسجل في العالم ليس على اسم ابو مازن، بل على اسم المستوطنات. فافشال المسيرة السلمية من خلال اقامة 14 الف وحدة سكن في الضفة الغربية أقنع آخر الفلسطينيين بان ليس لهم شريك في القدس. وتوسيع البناء المكثف يستهدف منع قيام دولة فلسطينية. من يؤمن بالحكومة عن حق وحقيق في أن اكثر من مليوني فلسطيني سيوافقون على التسليم بهدوء بالسيطرة الاسرائيلية على حياتهم، بالاهانة اليومية وبالخنق الاقتصادي، يهذى بالاحلام المسيحانية او ببساطة يريد للمستوطنين ان ينتخبوه.
هذه الانتفاضة يمكن منعها. من ناحية اسرائيل هذه ستكون حرب خيارية. فيكفي تجميد البناء في المستوطنات كاساس للمفاوضات من اجل منع اندلاع العنف، ناهيك عما كان سينبع لاسرائيل جراء ذلك اقتصاديا وبالعلاقات مع الولايات المتحدة واوروبا. اما نتنياهو، الذي اختار بينيت، فمسؤول بقدر كبير عن الوضع الحالي.
لمثل هذه الانتفاضة ستكون آثار بعيدة المدى: حماس وشركاؤها المتطرفون سيتحدون للتنافس مع فتح من خلال الارهاب. وعندنا ايضا الاكثر تطرفا سيتعززون وعلى رأسهم بينيت. وفي فتح ستنشأ قيادة متطرفة أكثر من الشباب على حساب البراغماتيين، وسيكون الضرر الاقتصادي هائلا، وسيكف السياح عن المجيء. وستكون اتفاقات السلام مع مصر والاردن عرضة للخطر. اسرائيل ستعزل دوليا أكثر فأكثر، واساس العطف سيكون للفلسطينيين. اما الردع العسكري لاسرائيل فسيتآكل، إذ ليس للجيش الاسرائيلي حلول للانتفاضة الشعبية. والعنف، بسبب العنصر الشرق مقدسي من شأنه أن ينتقل ليصبح حربا دينية اقليمية.
ستؤثر المواجهة المرتقبة على الحملة الانتخابية المتوقعة لها أغلب الظن في 2015. وينبغي للسؤال في نظر الناخب ان يكون ما العمل في اليوم التالي. والجواب واضح: بعد سفك الدماء يجب أن يأتي فصل سياسي. لا لمسيرة سلمية من أجل المسيرة بعد اليوم، بل من اجل اتخاذ قرارات تاريخية تفصل بين الشعبين حسب صيغة الحرية لفلسطين والامن لاسرائيل في ظل تعاون الدول العربية البراغماتية في المسيرة.
وسيكون الحسم ذا معنى تاريخيا وسيقرر من يسيطر في اسرائيل: هل ستكون هذه قيادة مسيحانية دينية اصولية تجر الدولة الى نزاع ذي طابع ديني في كل الشرق الاوسط، أم قيادة براغماتية تعرف كيف تربط اسرائيل بالعالم؟
هذا هو الاختيار الاساس الذي سنقف امامه في اعقاب موجة العنف الحالية. اسرائيل الى اين؟ هذا هو سؤال وجودي ويتعلق بالهوية. اسرائيل سوية العقل، العلمانية والبراغماتية يجب أن تنتفض هي الاخرى وان تعيد الدولة الى مسار سواء العقل السياسي.