توطئة خاصة من اطلس للدراسات
"الأطفال الفلسطينيون سلاح استراتيجي" عنوان ضخم يوحي لمن يقرأ بأسلحة الدمار الشامل والقنبلة النووية، ويرتبط الأمر في المخيلة ببرنامج إيران النووي.
خُيل إلينا أثناء ترجمة هذا المقال ان قيامة اسرائيل قد قامت بحجارة الأطفال الفلسطينيين وزجاجاتهم الحارقة التي تعتبرها الكاتبة سلاحاً استراتيجياً يهدد هدوء ونوم أطفالهم أثناء مرورهم داخل أراضينا المحتلة في الطريق الى المغتصبات التي يسكنونها، من وجهة نظرها ليس من حق الانسان الفلسطيني الذي وصمته بالإرهاب ان يحتج على محتل أرضه ومغتصب أقصاه وقاتل المئات من أطفاله بدم بارد على مدار سنين الاحتلال، ليس من حق الفلسطيني ان يحتج، حتى وإن كان طفلاً يرمي إبليسهم بحجر، والا فإنها تطالب بتقديم السن القانونية الى تسع سنوات ليتناسب ذلك مع رغبة أطفالها بالنوم الهانئ في أحضان أراضينا المحتلة، والى المقال.
طفل فلسطيني صغير لم يكد يبلغ التاسعة أو العاشرة من عمره يلقي الحجارة على الناس والسيارات، ادال ذات الأربعة سنوات أصيبت بجروح غاية في الخطورة جراء إلقاء الحجارة أثناء سفرها بسيارة غير محصنة، حقيقة واقعة، وهي ان غالبية الأطفال الإسرائيليين يصابون أثناء تواجدهم في البيوت أو وهم غافون في المقعد الخلفي في سيارة العائلة أو في عربة الاطفال أو في الحافلة لقاء العدد الكبير من الأطفال الفلسطينيين المشاركين في الأعمال الإرهابية.
هل هي مجرد صدفة وجود هؤلاء الأولاد هناك؟ إذا كانوا سلبيين (غير مشاركين في الاحداث) فإنهم يلعبون لعبة الدفاع عن الملثمين المسلحين من حولهم، وإذا كانوا ايجابيين في إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، والأكيد أن هذا الأمر ليس تكتيكاً، فالأولاد على الجبهة هم سلاح استراتيجي.
تعرف التنظيمات الإرهابية قواعد الدول الديمقراطية بشكل عام، وقواعد الجيش الاسرائيلي بشكل خاص، لا يستعجلون بإطلاق النار على ولد صغير، جندي إسرائيلي اعترف بالصدمة التي أصابته عندما أطلق النار فوق رأس بنت فلسطينية كانت مهرولة تجاهه أثناء اقتحام منزلها، نظرتها إليه عند سماعها الطلقة أصابته بالذهول، الارهابيون يبنون على مثل هذه المشاعر.
وأكثر من ذلك فإن ولداً، وبطبيعة الحال، لا يبدو مشتبهاً، لذلك فإن بالإمكان استخدامه في نقل العبوات المتفجرة أو جمع المعلومات، وأيضاً في تنفيذ العمليات، ففي العام 2012 كان الأطفال هم الأداة القتالية التي تسببت بإصابة 19 شخصاً في عملية إلقاء حجارة وزجاجات حارقة، بالإضافة الى 12 عملية طعن، وفي الـ 2013 أصيب 34 شخص بالحجارة والزجاجات الحارقة و6 أشخاص بالطعنات، وقتلى حوادث الطرق التي كان سببها القاء الحجارة لا يمكن حصرها، إنجاز لا بأس به أبداً ان يكون أحد الأهداف المهمة هو تشويش حياة العدو.
البعض منهم يفعل ذلك من أجل المال الذي يعانون جداً من قلة توفره في منازلهم، وبعضهم حقيقةً مشحون بعقيدة الشهادة التي يشحنهم بها الاعلام منذ نعومة أظفارهم والمدارس والمساجد وطريقة التبني والتكريم لمن يستعد للموت من أجل قتل اليهود، وما زلنا لم نتحدث عن مكاسب الإرهابيين في الاعلام العالمي في حال اعتقال هؤلاء الصغار أو اصابتهم أو مقتلهم أثناء عمليات الجيش الاسرائيلي التي تستهدف إفشالهم، انظر الى حادثة محمد الدرة لن تسمح أي وسيلة اعلام للحقيقة ان تشوش عليها سبق صحفي كبير، الإرهاب يحقق أرباحاً عندما يكون اطفاله على الجبهة.
لكي نوقف دوامة القتل الدموية تلك نحتاج الى العصا والجزرة؛ العصا على هيئة تجديد تقديم السن القانونية الى 9 سنوات، فلا خيار آخر أمامنا، فعندما يُلقى حجر فيصيب رأس أحد أطفالنا فإن الحجر سيشج رأسه، حتى وان كان ملقي الحجر في التاسعة من العمر (وكذلك سيردع حالياً أيضاً الجامحين ومثيري العنف في مؤسساتنا التعليمية ومدارسنا)، إقرار العقوبة الصارمة بدءًا بالمؤسسات التعليمية للشباب الجامح والسجن والعمل في الخدمة الاجتماعية ومعالجة المسنين والمساعدة في تنظيف المستشفيات.
والجزرة على هيئة السيطرة على بنى التعليم التحتية والترفيه، وعدم التنازل عن التدخل الواسع في المدارس أو عن إضافة نشاطات كثيرة للشباب العاطلين في ساعات بعد الظهر، يجب ايجاد وضع تجتذبهم فيه المنافسات الرياضية أكثر من القاء الحجارة الفوز بالنقاط، الارهاب الفلسطيني لن يرغب في ذلك.
اطلس للدراسات