كاللازمة المتكررة درج وزير الخارجية الامريكي جون كيري على القول في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني انه "لا يمكنه أن يبقى على حاله". غريب، فهو لا يقول هذا عن النزاع في سوريا، الذي تجاوز حتى الان 200 الف قتيل، ممن يذبحون، وقاطعي الرؤوس والموتى باشكال مختلفة، في الطريق الى رفع مليون قتيل؛ وهو لا يقول هذا عن 4 مليون لاجيء من سوريا و 10 مليون نازح؛ وهو لا يقول هذا عن دولة داعش التي تقطع الرؤوس وتذبح الاقليات؛ وهو لا يقول هذا عن العراق الذي تحطم الى شظايا، او عن مطار بغداد الذي يوشك على أن يسقط في ايدي الجهاد الارهابي؛ وهو ايضا لا يقول هذا عن ليبيا، الدولة التي يسيطر عليها تحالف منظمات جهادية مجنونة، على حافة اوروبا. ولا يقول هذا ايضا عن اليمن الذي يموت، وتسيطر عليه قبائل منفلتة العقاب توجهها ايران "المبتسمة" من خلف الكواليس؛ ولا يقول هذا ايضا عن تخصيب اليورانيوم الذي لا يطاق لدى طهران، والتي تلفه هو والغرب حول اصبعها.
لا يقول هذا ايضا عن روسيا التي ليس فقط احتلت شرق اوكرانيا بل وضمت ايضا اقليم القرم الهائل لنفسها. فهذا ليس "احتلالا"، هذا فقط في اسرائيل؛ وهو لا يقول هذا عن تركيا التي بشكل وحشي احتلت ثلث جزيرة قبرص ولا تزال تسيطر هناك؛ ولا يقول هذا عن الصين التي رويدا رويدا تجعل التيبت منطقة مأهولة بالصينيين؛ ولا يقول هذا عن حزب الله الذي يجمع عشرات الاف الصواريخ على حدود اسرائيل. ولا يقول هذا عن اصدقائه القطريين الذين بدهائهم يمولون الارهاب الذي تقاتل الولايات المتحدة نفسها ضده؛ وهو لا يقول هذا عن حماس، التي اعلنت بفخار بانها عادت الى حفر الانفاق الارهابية نحو الاراضي الاسرائيلية.
هو يقول هذا فقط عن اسرائيل، المكان الآمن، المستقر، الديمقراطي، الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في الشرق الاوسط. فقط عندنا "الوضع لا يمكن أن يبقى على حاله". فقط للتذكير بان جون كيري الذي كان الصديق الشخصي لبشار الاسد، والتقاه مرات عديدة في لقاءات حميمة. كان جون كيري بمنصبه السابق كرئيس للجنة الخارجية في مجلس الشيوخ هو الذي عمل على اعادة السفير الامريكي الى دمشق وممارسة الضغط على اسرائيل حين كان الثمن بالطبع هو الجولان. في حينه ايضا "الوضع ما كان يمكن ان يبقى على حاله"، واي حظ هو أنه بقي على حاله.
يطرح السؤال لماذا يميز كل مرة اسرائيل وحدها من بين كل امم العالم؟ لعل يؤلمه أن تكون اسرائيل آمنة ومزدهرة، ولهذا فملح له أن يضعفه؟ ان يبيعها لعصبة فلسطينية هدفها الوحيد هو اضعاف اسرائيل، وعندها استئناف القتال ضدها عندما تكون مفككة؟ الا يسمع ان زعيم هذه العصبة، ابو مازن، يسمي اليهود "أدناس" وذلك لانهم يدنسون الحرم عندما يحجون الى هناك؟ الا يرى القانون الذي يفرض عقوبة الموت على الفلسطيني الذي يتجرأ على بيع بيت ليهودي؟ الم يضف ابو مازن بانه الان سيشدد العقاب على بائعي المنازل لليهود، ولكن كيف يمكن تشديد عقوبة الاعدام؟ "الوضع لا يمكن ان يبقى على حاله". فليتفضل وزير الخارجية الامريكي جون كيري ليشرح لنا لماذا هنا فقط يستخدم هذا التعبير. لماذا يميز اسرائيل واليهود من بين كل الشعوب.
*


