خبر : قدس الأسفل : طار القطار \ بقلم: جلعاد شارون \ يديعوت

الأحد 19 أكتوبر 2014 09:34 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

          "بين الجبال وبين الصخور طار القطار". كلمات القصيدة لم تصف أبدا بدقة كهذه تجربة سفر أي قطار، مثلما تصف هذه تجربة السفر في القطاع الخفيف في القدس. نجتاز معا كلمات القصيدة، مثلما كانت تفعل روت، معلمتي في الادب. القدس جبال حولها، وهذا واضح. والصخور، هذه ترشق على المقطورات وتمنحها مظهر بيجو 404 مخبوطة ومضروبة في احدى مدن الضفة. الحجارة تتطاير والقطر يسافر، العرب يرشقون والقطار يمر. ولكن ما الذي ظنه من خطط لان يمر القطار المقدسي في شعفاط؟ ماذا مر في رأس اولئك الذين اقروا المسار؟ هل يتفاجأ احد ما بان القطار يرجم دون انقطاع؟ هل هذه مؤامرة محلات زجاج القطار؟ عاملو تصليح جسم القطار؟ متى سينقلون المسار من مفترق التلة الفرنسية مباشرة الى بسغات زئيف ويتجاوزوا شعفاط.

 

          في القدس سهل حقا ترسيم المسار السليم لجدار الفصل حول المدينة. على الجدار ان يبقى خارج كل الاماكن المعروف بانه اذا مر فيها القطار فسيرجم بالحجارة. اختبار الحجر ليس مناسبا لكل مكان، ولكن القدس ليست "كل مكان"، وفيها ايضا يدور الحديث فقط عن ضواحي المدينة، وهناك نجد أن هذا الاختبار دقيقا جدا. فهو سيبقي في الخارج بيت حنينا، شعفاط، جبل المكبر، صور باهر وام طوبا. وربما ايضا العيساوية وبضعة اماكن اخرى.

 

          ماذا سخسر القدس اذا ما أخرجنا منها القرى التي ضمت اليها بشكل مصطنع؟ لا شيء. ستكسب فقط. هل شعر احد ما بنقص ابو ديس وما يسمى مخيم اللاجئين شعفاط الذي يفصلهما عن المدينة جدار فاصل؟ حقا لا.

 

          في خطوة واحدة يمكننا أن نخرج عظماء في العالم، فننقل القرى والاحياء من هوامش القدس ونجعلها مناطق ب بسيطرة مدنية فلسطينية ونصنع ايضا جميلا كبيرا للمدينة فننقذها من كل المخربين السفلة على انواعهم ومن عدد من السكان يصل الى مئات الاف الفلسطينيين، الذين من جهة لا يرون مثلنا رؤساء عاصمتنا المقدسة الى أبد الآبدين وما شابه، ومن جهة اخرى يحبون بالذات التأمين الوطني، صندوق المرضى، بدل البطالة وما شابه.

 

          ان اخراج عرب سكان القدس واحيائهم من مجال الدولة وسحب الحقوق التي تمنحها لهم ليست فكرة جديدة. فهي تظهر في مبادرة جنيف وفي اقتراحات براك واولمرت على الفلسطينيين. الصيغة المقترحة هنا ستسحب اقامة عدد أقل من العرب. ودرء للخطأ، فان الفلسطينيين يرشقون الحجارة، يكرهوننا ويمكنهم أن يقولوا ما يريدون، ولكن الامر الاخير الذي يريدونه هو أن يفقدوا بطاقة الهوية الزرقاء. اما نحن فعلينا أن نفعل ما هو خير وصحيح لنا.

 

          البلدة القديمة (وهي بالاجمال اقل من كيلو متر مربع واحد) يجب ان نحفظها لانفسنا الى الابد. وهكذا ايضا الاحياء الملاصقة لها. ولكن ينبغي التخلص من الهوامش المثقلة، وحسن ساعة مبكرة اكثر.

 

          وبشأن شهوة الشباب لرشق قطار ما، لماذا لا نكتفي فقط بمقطع قصير في شعفاط؟ يمكن ان نزيده كثيرا – فليشق الفلسطينيون لهم قطار نقي من اليهود المحتلين، يطير بين القرى المحررة – كل الطريق من بيت حنينا وحتى ام طوبا. وليرجموه كما يشاءون