خبر : من المخيف ­أن نفكر فيما كان سيحدث لو انسحبنا من الجولان \ بقلم: ياريف لفين \اسرائيل اليوم

الأربعاء 10 سبتمبر 2014 02:12 م / بتوقيت القدس +2GMT



          استيقظنا في الايام الاخيرة لنشهد واقعا جديدا. فقد رفعت راية الجهاد السوداء على طول حدود اسرائيل كلها مع سوريا، واصبح الاسلام المتطرف القاتل يطرق ابوابنا في جبهة اخرى، فهذه لحظة مناسبة لنتساءل كيف كان سيكون وضع اسرائيل لو استمعنا لنصيحة اليساريين الذين طلبوا على مر السنين أن نتخلى عن هضبة الجولان من اجل رؤيا مثالية لاتفاق سلام مع سوريا.

          قبل عدة سنوات فقط في كانون الاول 2006، تظاهر نشطاء "سلام الآن" أمام مكتب رئيس الوزراء آنذاك اهود اولمرت ليدفع السلام مع سوريا قدما، وكتب النشطاء في اللافتات التي رفعت: "يا اولمرت، الاسد ينتظر أن تتصل" أو "الاسد ينتظر اولمرت". واراد النشطاء الدفع قدما بتخلي اسرائيلي عن هضبة الجولان مقابل اتفاق مع الطاغية السوري، وانضم الى الجوقة سريعا جدا ايضا جنرالات متقاعدون، ومحللون سياسيون وأمنيون آخرون قالوا فوق كل منصة: "اذا لم نصنع سلاما مع سوريا سريعا فسيحاول بشار الاسد أن يحرر هضبة الجولان بالحرب لا بالسلام".

          وانضم رئيس الوزراء اولمرت سريعا جدا الى الجوقة، وتحدث قبيل اعتزاله بحرارة عن فكرة السلام مع الرئيس السوري. وكان يرى آنذاك أننا لو تنازلنا عن الجولان فقط لمنح السلام اسرائيل الامن المطلوب.

          جاءنا ساسة ومنظمات من اليسار يدعمها محللون منحازون، جاءونا باتفاقات اوسلو قبل عشرين سنة وبالانفصال قبل تسع سنوات. ولم ينجحوا لحسن الحظ في أن يقرنوا بسلسلة الاخفاقات هذه انسحابا كارثيا من الجولان. إن اولئك الاشخاص فضلا عن انهم لا يعترفون بخطئهم ولا يتوقفون لحظة واحدة للتفكير، ما زالوا ينطلقون نحو الهاوية، وينطلقون هذه المرة نحو ذراعي رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، القاتلتين، وأصبحنا نسمع مرة اخرى نفس الكلام على انسحاب من يهودا والسامرة والأمن الذي سيأتي به هذا الانسحاب، وهذا عدم مسؤولية لا يزيد عليه شيء.

          لا يمنحنا اولئك الاشخاص نصائح سيئة فقط بتنفيذ انسحابات بل في جعبتهم ايضا حل سحري يضمن تنفيذ الاتفاقات مع أبو مازن وهو وضع قوات اجنبية تحت الحدود. واصبحنا نرى في الآونة الاخيرة قوات الامم المتحدة على الحدود السورية مشغولة بالفرار الى داخل اسرائيل خوفا من المجاهدين أو يقعون في الأسر بلا قتال. وأصبحت الدول المختلفة المشاركة في قوة الامم المتحدة تعلن بأنها ستعيد جنودها الى الديار. وثبت مرة اخرى أنه لا أحد مستعد في الحقيقة لتعريض جنوده للخطر للحفاظ على أمن اسرائيل وحدودها وأننا نحن فقط قادرون على ذلك ويجب علينا فعله.

          والاستنتاج المطلوب من الاحداث الاخيرة على الحدود السورية وفي قطاع غزة هو أن الاستيطان باعتباره مبدأ اساسيا للصهيونية كان وما زال، مفتاح الامن ايضا، وأنه في المكان الذي يوجد فيه استيطان ويسيطر عليه الجيش الاسرائيلي، وضعنا افضل كثيرا منه في تلك الاماكن التي انسحبنا منها ودخلها الارهاب الاسلامي فورا. ومع ذلك وبازاء احداث الايام الاخيرة على الخصوص، يحسن أن نذكر انفسنا أنه مع كل اهمية الحاجات الامنية فان حقنا في ارض اسرائيل هو الاساس العادل والاخلاقي لوجودنا.

          إن تقوية الاستيطان والتمسك المصمم بارض اسرائيل كلها هما الطريقة الوحيدة لتقوية اسرائيل من جهة اخلاقية وامنية ايضا.