خبر : أين تريد مني الوصول؟ : أُخرج في مسيرة والله سيُريك الطريق \ بقلم: نافو زيف\ يديعوت

السبت 06 سبتمبر 2014 10:13 ص / بتوقيت القدس +2GMT



 
حتى قبل أن أنضم لمنظمة داعش أوكلوا إلي مهمة انتحارية.
"أنا اسرائيلي، خدمت في الجيش، هل استطيع الانضمام لداعش؟ هل تعرف كيف؟"، سألت هذا الاسبوع شخص اسمه غازي، أحد النشطاء في "الدولة الاسلامية" في سوريا، والذي وصلت اليه عن طريق قائمة الاسئلة والاجوبة في موقع "إسأل". كان ذلك قبل نشر الفيلم الفظيع بيوم واحد، والذي قطعوا فيه رأس الصحفي اليهودي الاسرائيلي، ستيفن سوتلوف.
جواب غازي لم يتأخر، فقد حاول الامساك بعصفورين بضربة واحدة – تجنيدي للمنظمة وقتل كافر آخر. "إستل سلاحك واقتلك نفسك"، قال لي. وأظن أنه لم تكن فكرة جيدة أن أحدثه عن ماضيّ العسكري.
في الاسابيع الاخيرة تجولت في الشبكات الاجتماعية من اجل مراسلة نشطاء منظمة الارهاب داعش. هذه الجملة لم يكن لها أن تُكتب بأي نقطة اخرى في تاريخ منظمات الارهاب، لكن داعش هي منظمة مختلفة، متطرفة، وحشية، شوفينية غير انسانية وغير اخلاقية – ولكنها غير منفصلة على الأقل عن الانترنت.
في أكثر الحالات لم أُعرف نفسي كيهودي وكاسرائيلي، ولكن هذا لا يعني نشطاء المنظمة كثيرا. فهم منشغلون بأنفسهم، بنشر فكرة اقامة الخلافة الاسلامية وقتل الكفار الذين يعيقون ذلك. الاسرائيليون ليسوا على سلم أولوياتهم لقطع الرؤوس. وهذا لا يعني أنهم يريدون أن نكون أصدقاء. حول سؤال "ماذا كانت التجربة الافضل لك كمحارب في داعش". يجيب المحارب المتوحد: "لم أجرب بعد قطع رأس جندي اسرائيلي".
مع الجهادي عمر لم أغامر وقدمت نفسي كمواطن بريطاني، وكان ذلك أفضل. "الأمة الاسلامية تحتاج دائما لرجال يحاربون من اجل حقوقها"، كتب لي. "لا تضيع الوقت، حاول أن تكون أحد بُناة الخلافة الاسلامية. نحن سنقيم خلافة اسلامية بقانون الشريعة ونحرر الاراضي الاسلامية من الكفار".
كيف سأنضم لبناء الخلافة الاسلامية؟ أين يجب علي الذهاب؟
"عليك فقط القيام بالخطوة الاولى وسنكافئك على نواياك، حتى وإن اعتقلت في الطريق إعتمد على الله، عليك الوصول الى مناطق يسيطر عليها المجاهدون".
هل يمكن الاتصال بالبيت من هناك؟
"هذا متعلق بالاوضاع والظروف، أحيانا تستطيع، ولكن يجب الحذر لأن اجهزة الامن ستصل الى عائلتك".
هل قاموا بمضايقة عائلتك لهذا السبب؟
"نعم، ولكن ماذا يستطيعون أن يفعلوا؟ عائلتي لم تفعل شيئا بسبب انضمامي للجهاد، عائلتي أرادت أن أبقى في الولايات المتحدة وأن أستمر في التعليم، ولكنني هربت بدون موافقتهم أو إذنهم. كل هذا بمساعدة من الله".
أريد شخصا كضمانة.
"نعم، ما زلت تستطيع الانضمام لكن هذه عملية أطول".
هل تقبلون ايضا نصارى؟
"بالطبع، النصارى يستطيعون الوصول الى الدولة الاسلامية، أن يتعلموا الاسلام وبعدها يقررون – الاسلام والعيش كمسلمين، أو دفع الجزية ويكون مسيحي. لا يوجد إكراه في الاسلام، لا يوجد من قُتل ظلما في الخلافة الاسلامية. إن شاء الله سيدافعون عن الجميع تحت قوانين الشريعة، واليهود من ضمنهم".
هل هناك حاجة لقدرة قتالية؟ ماذا لو كنت ألبس النظارات؟
"لا توجد مشكلة، يمكن أن تكون من المجاهدين ومع النظارات. هناك الكثير من المجاهدين مع نظارات، ويوجد ايضا مكفوفين. لا تخف من كسرها أو ضياعها، واذا حدث ذلك سيحضرون لك نظارات جديدة إن شاء الله".
مع الرفاق والشعلة
يتضح أن الاتصال مع المجاهدين الاسلاميين المتطرفين ليس أمرا معقدا. في احدى المرات كان يجب علينا الذهاب الى افغانستان من اجل فهم ماذا يريدون في القاعدة، مع من يعيشون على أكل التين. لم يكن ذلك مريحا، ولكن ايضا ليس مخيفا. وعندها قامت في العراق داعش، وهي منظمة ارهابية انضمت الى القاعدة وتحولت الى ذراعها في الدولة. في هذه السنة وبسبب الخلافات انفصلت عن القاعدة وهي اليوم تحارب قوات الاسد.
المنظمة غيرت اسمها الى "الدولة الاسلامية"، وهي تسيطر على ثلث اراضي العراق وسوريا. وفي الآونة الاخيرة أعلنت الخلافة الاسلامية في هذه المناطق. وهي تخطط في المستقبل القريب الى فتح فروع ارهاب لها في باقي دول العالم.
حاليا يتم ذلك عبر الانترنت، نشطاء المنظمة استوعبوا الانتقاد على الطريقة القديمة، واليوم يهتمون بالشبكات الاجتماعية ليس أقل من اهتمامهم بالارهاب. لنشطاء كثيرين توجد حسابات في الشبكات وهم يتصلون بالغرباء وليس فقط بالمسلمين، الذين يتوجهون إليهم. هذه حياة نشطاء الارهاب الجدد، شبان معظمهم يصلون من الغرب ويحاولون تجنيد اصدقاءهم الذين في البيت.
مثال، الأخوين البريطانيين وهما المواجير البريطاني وخطاب المواجير، الموجودان الآن في سوريا، ويردان على الاسئلة في موقع "إسأل" بطول نفس، بما في ذلك سؤال "هل يمكن الحصول على حربة جيدة في سوريا؟"، "نعم ممكن"، "كم شخص قتلتم؟"، "من الصعب أن نعرف، هذه ليست معركة وجها لوجه"، "كيف يمكنكم استخدام الانترنت طول الوقت؟"، "هذا ليس التقاط جيد يناسب الافلام"، "هل تملّون احيانا؟"، "معظم الايام مشغولين جدا"، "ما هي المعركة الافضل بالنسبة لك؟"، "الاولى".
ساعدني، كيف يمكن أن أكشف الأمر أمام عائلتي؟
"هذا يتطلب وقتا"، أجابني خطاب. "عليك أن تعلمهم القرآن والسنة وكتب العلماء، وسوف أحاول اعطاءك كتب حول الموضوع".
هذه الحوارات المحببة حينما تتم بطريقة شخص مقابل شخص تتحول الى تهديد عند الحديث عن استراتيجية الاتصال في داعش. فهموا في هذه المنظمة أن جثة أخرى أو عشرين فلن يكون هناك فرق، ولكن أشرطة الفيديو لقطع الرؤوس والتي ستنشر على الشبكات الاجتماعية ستزيد من الشعور بالخوف وسيستمر الشبان، ولا سيما المسلمين من جميع أنحاء العالم، في الشعور بالقوة.
وهذا ينجح. حسب تقديرات اجهزة الامن في اوروبا، أكثر من 700 مواطن فرنسي انضموا للجهاد في سوريا، 300 من ألمانيا، 250 من بلجيكا، 250 من استراليا، 100 من امريكا، 50 من اسبانيا ونحو 500 من بريطانيا. معظم الجهاديون انضموا لداعش. لماذا؟ لأن هذه منظمة الارهاب الأنسب الآن، وهي موجودة على الفيس بوك، تويتر، الانستغرام واليو تيوب. ويظهر أنهم ينتصرون والعالم كله يتحدث عنهم.
الشباب الاوروبيون الذين انضموا الى داعش يتحدثون الانجليزية وكبروا في الشبكات الاجتماعية، وليس مهما اذا سافروا الى رحلة في الهند أو انضموا لمنظمة ارهابية شرق اوسطية، ويستمرون بالحديث في محيطهم: ماذا كتبت عنهم الـ "سي.إن.إن"، ماذا قال اوباما، كيف ردت عائلة الصحفي جيمس بولي على قطع رأسه (كتب عنه الجهادي أبو تراب في الفيس بوك: "الأخ الذي قطع رأس جيمس بولي يجب أن يكون سوبر مان الجديد).
ويتحدثون ايضا عن تقدم القوات المقاتلة. في 24 آب قال الجهادي أبو المثنى في تويتر: "الاشتباكات على السيطرة على مطار طبقة العسكري انتهت. الدولة الاسلامية تسيطر على الموقع. الحمد لله". واضافة الى ذلك يتحدث الشبان عن الايمان الآخذ في الازدياد وعن الحياة في ظل الخلافة الاسلامية التي يبنونها بأيديهم، "كلهم يتزوجون" ويكثرون من الاستهزاء بأمريكا، "كلهم يعرفون أن الجيش الامريكي عبارة عن مجرمين ومتسللين من المدارس وبدون مستقبل، وتجندوا كي لا يعملوا بالهامبورغر في ماكدونالدز" كما كتب أبو تراب. وايضا قطع الرؤوس والتعاون الذي تحول الى الشرط الأساسي للانضمام. هذه التجارب الفظيعة مثل فيلم رعبحسب عيون الناظر، ويتبعها ملايين اللايكات والمشاركات من كل اتجاه.
المحطة الاولى: اسطنبول
اذا كيف يمكن الانضمام لداعش؟ "كانت القاعدة تعمل في المساجد، عن طريق الامام الذي يجند ويقنع الناس"، كما يقول دانيال كوهين، باحث سايبر ومختص بالارهاب في معهد بحوث الامن القومي، "داعش تستغل المساحة الوهمية على الانترنت كبديل للمساجد".
في هذه الايام يفحص كوهين كيف تجند المنظمة نشطاء في الشبكات الاجتماعية. "القاعدة تعرف استغلال السايبر، ولكن تعمل بشكل سري مستغلة برامج التشفير لنقل الرسائل"، يقول، "إن الذي استغرق القاعدة عشرين عاما قامت به داعش في الحيز الوهمي خلال فترة زمنية قصيرة. وخلال عام أصبح العالم كله يعرفهم، وهم يزدادون ويضاعفون هذه الماركة التي صمموها".
"ما يميزهم هو أنهم منفتحون على الخارج. هذه منظمة ارهابية جديدة نسبيا، الآن فقط سمعنا عنها، وهم لم يُعرفوا بعد كمنظمة ارهابية في معظم دول العالم، ولا يوجد وثيقة دولية توقف عملهم على شبكة الانترنت. عن طريق المساحة الوهمية يستطيعون نقل الرسائل وتجنيد النشطاء وعمل الدعاية، هم موجودون في الخارج".
كيف يتم التجنيد فعليا؟
"يمكن تقسيم العملية الى ثلاثة أقسام: الدعاية، الانتقال الى منطقة الاشتباكات والانضمام جسديا للمنظمة. داعش تستثمر معظم جهودها في الدعاية وهي تفهم أهمية تنظيم نشطاء من العالم العربي، الاسلامي ومن الغرب.
"ينشرون مقاطع فيديو بلغات مختلفة – هناك أفلام تُظهر اشتباكات مع قوافل من المحاربين بسيارات التندر، كميات من السلاح، ودائما تظهر شخصية المحارب على الحصان مع علم داعش والسيف. هناك أفلام للحرب النفسية – يطلقون صاروخ على دبابة سورية فتنفجر، يقطعون الرؤوس، ينكلون بالجثة، عمل لقاءات مع أسرى خانعين وأفلام محلية للتدريبات على نشاط معين.
"في الاشهر الاخيرة شاهدنا مقابلات أكثر مع مقاتلين، وما ميزها أنهم شبان غرباء جاءوا للقتال في المنطقة – المان، ماليزيين، بريطانيين وفرنسيين. يتعاملون ليس فقط بالحرب وإنما يقيمون دولة ايضا ويركزون على ذلك في الدعاية، الحملات الدعائية تُظهر الوجه المشرق للحرب في سوريا والعراق، والكثير من الآكشين، وتُظهر ايضا ذهاب الشباب الى شاطيء البحر، وأكل البيتزا مع الاصدقاء، والجلوس حول الشعلة، هذه ليست أفلام تهديد بل هي دعوة للانضمام".
شباب من جميع أنحاء العالم يراسلون النشطاء بحرية. في الفيس بوك وتويتر يطرحون اسئلة ويُجابون عليها فورا: كم أحضر معي من المال، 7 آلاف دولار. ماذا آخذ، فقط حقيبة سفر واحدة. ماذا نأكل، دائما يوجد طعام وبالامكان أن تطبخ بنفسك. كم من الوقت تستمر التدريبات، بين 4 – 12 اسبوعا. يقترحون ايضا عليهم مساعدة في الدخول الى مناطق داعش، ولكن ذلك لا يتم بصورة علنية. بعد الكثير من المحاولات لم يعط أي واحد من الذين راسلتهم إسمه، رقمه، عنوانه. جميعهم اكتفوا بكلمة "إبحث عن اشخاص الاتصال"، "ستجد الاشخاص"، والجملة الأكثر شهرة هي "أُخرج في مسيرة والله سيريك الطريق".
"اذا أرسل اليك أحد المجاهدين في الفيس بوك اسم شخص يساعدك في لندن، فمن المحتمل أنه سيعتقل فورا"، يقول كوهين، "مثل منظمات ارهابية اخرى هناك احتمال عال أن تكون داعش تستخدم شبكات مشفرة لنقل المعلومات بصورة غير مكشوفة، هم يعرفون أن منظمات التجسس الغربية تتابع نشاطهم العلني وتحاول إفشاله.
"هنا يدخل المجتمع الى الصورة. هناك دائما يوجد شخص يعرف شخصا ما، خمسة شبان من لندن اعتقلوا في مطار هيثرو في طريقهم الى الانضمام لداعش، وقالوا إنه في مجتمعهم يوجد مسجد وكانت هناك شبكة من الأئمة حدثتهم عن المنظمة. وبعد أن تحدثوا مع الامام أرسلهم الى العنوان الصحيح، ومن هناك وجهوهم عن طريق الحدود التركية السورية أو الاردنية السورية.
"هذا بسيط نسبيا، يشترون تذكرة الى اسطنبول ومن هناك يأخذون الحافلة الى احدى مدن الحدود مع سوريا، ومتطوعون يساعدونهم، رغم أن الاتراك يراقبون الحدود جيدا إلا أن طول هذه الحدود، 822 كم، يساعدونهم على الوصول الى سوريا.
لا تنقص الاموال منظمة داعش، فقد سيطرت على بنوك كثيرة وحصلت على ملايين الدولارات، وتقوم ببيع النفط لسوريا. فبالاضافة الى القتل يوظفون الاموال للصدقات في المناطق التي يسيطرون عليها عن طريق شبكات اجتماعية للصدقات.