غزة / سما / "الجرف الصامد" حرب مجنونة بربرية همجية غبية شنها الاحتلال الاسرائيلى برا وجوا وبحرا على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدراتهم في قطاع غزة، خلفت بعد يومها الثلاثين ألاف الشهداء والجرحى وخسائر مادية فادحة.
عدوان ظالم غير مسبوق على قطاع غزة، حيث سقط (1867) فلسطينيا غالبيتهم العظمى من المدنيين بينهم نحو (429) طفلا، و (245) امرأة، و (79) مسنا، و (17) مسعفا، و (12) صحفيا، و (7) عاملين من الطواقم الفنية من موظفي مصلحة مياه الساحل، علما بأن هذه الإعداد مرشحة للزيادة بعد انتشال الجثث من المناطق الحدودية في فترة التهدئة الحالية لمدة 72 ساعة، كما بلغ عدد الجرحى (9567) من بينهم (2877) طفلا، و (1853) امرأة، و (374) مسنا، علما بان (153) من الجرحى هم تحت العناية المكثفة مما قد يزيد من أعداد الشهداء.
اللافت أن هناك عائلات بأكملها قد سقطت بين قتيل وجريح جراء القصف الاسرائيلى لمنازلهم فوق رؤوسهم مثل عائلة كوارع في مدينة خان يونس (8 قتلى)، وعائلة حمد في بيت حانون (6 قتلى)، وعائلة الحاج في خان يونس (8 قتلى)، وعائلة الاسطل في خان يونس (15 قتلى)، وعائلة البطش في غزة (17 قتلى)، وعائلة أبو جامع في خان يونس (26 قتلى)، وعائلة أبو جراد في شمال غزة (8 قتلى)، وعائلة صيام في رفح (11 قتلى)، وعائلة عياد في الشجاعية (10 قتلى)، وعائلة الحلاق في غزة (7 قتلى)، وعائلة الكيلانى من بيت لاهيا (7 قتلى)، وعائلة الشنبارى في بيت حانون (7 قتلى)، وعائلة الحلو في الشجاعية (11 قتلى)، وعائلة النجار في خان يونس (13 قتلى)، وعائلة الخليلي في حي التفاح (7 قتلى) منهم (3) أطفال و(2) نساء أحداهما حامل،
كما تسبب القصف الاسرائيلى في تدمير حوالي (5238) وحدة سكنية، فيما تضررت حوالي (30050) وحدة سكنية بشكل جزئي من بينها (4374) وحدة سكنية غير صالحة للسكن، علما بان العديد من التجمعات السكنية قد تعرضت لتدمير كامل تماما كما حدث في المناطق الشمالية والشرقية من بيت حانون، والمناطق الغربية والشمالية من بيت لاهيا، والشجاعية، والشعف، وحى التفاح، وجحر الديك، ووادي السلقا، ومنطقة خزاعة، ورفح.
تجدر الإشارة أيضا أن الجيش الاسرائيلى قد اجبر المدنيين الفلسطينيين قصرا على مغادرة منازلهم تحت وطأة النيران الكثيفة الأمر الذي تسبب في تشريد أكثر من (475000) فلسطيني والذين يشكلون حوالي ربع سكان قطاع غزة والذين اضطروا للجوء إلى مدارس وكالة الغوث الدولية، علما بأن مراكز الإيواء هذه لم تسلم من القصف الهمجي الذي خلف مجازر مروعة في صفوف النازحين، كما حدث في مدرسة "بيت حانون" شمال قطاع غزة حيث قتل (15) فلسطينيا فيما أصيب (100) فلسطيني بجروح، ومدرسة "أبو حسين" في مخيم جباليا شمال قطاع غزة حيث قتل (17) فلسطيني من بينهم (4) أطفال، فيما أصيب (12) آخرين بجروح، ومدرسة "أنس الوزير" في مدينة رفح جنوب قطاع غزة حيث قتل (10) فلسطينيين، فيما أصيب عشرات آخرين بجروح. تجدر الإشارة هنا إلى تفاقم وتدهور الأوضاع الإنسانية للمدنيين في ظل عجز مراكز الإيواء عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المهجرين قسريا ممن اجبروا تحت القصف على ترك منازلهم، وعجز كافة الجهات عن توفير الحدود الدنيا من مقومات الحياة لهم، ناهيك عن انتشار الأمراض الجلدية بين المواطنين وانتشار النزلات المعوية لدى الأطفال في مراكز الإيواء,
إضافة إلى ما تقدم، فقد تم قصف (8) مستشفيات (5) منها توقفت تماما عن تقديم خدماتها الصحية بشكل كامل الأمر الذي تسبب في عدم قدرة المستشفيات على استقبال المصابين بسبب امتلاء غرف العناية المركزة والعمليات الخطيرة، فيما قصف (34) مركزا صحيا والتي توقفت عن تقديم خدماتها الصحية، ناهيك عن تدمير (20) سيارة إسعاف، وقصف (5) جامعات، و تدمير (161) مسجدا من بينها (41) بشكل كلى و (120) بشكل جزئي، و قصف (125) مدرسة في مختلف محافظات القطاع والتي تم تدميرها بشكل جزئي، و (24) مؤسسة أهلية بما فيها مؤسسات للمعاقين،
وبهدف زيادة معاناة المواطنين الفلسطينيين في ابسط مقومات حياتهم، فقد قام الطيران الحربي الاسرائيلى بقصف محطة توليد الكهرباء حيث تم تدميرها بالكامل وتوقفها عن العمل، ناهيك عن تدمير كامل لخطوط الكهرباء في داخل قطاع غزة (الخط الشرقي في مدينة رفح، والخط الشرقي في خزاعة، والخطوط في منطقة الشعف بغزة، وخط البحر في منطقة وشمال غزة) وتلك داخل إسرائيل، علما بأن إسرائيل لا تزال لا تسمح للشركات الإسرائيلية بتصليح الدمار والأعطال التي أصابت هذه الخطوط، والذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين لفترات طويلة، ناهيك عن التسبب في شلل منشات المياه والصرف الصحي مما ادخل جميع سكان القطاع في دائرة الخطر فيما يتعلق بالمياه والتأثر بالمياه العادمة، علما بأن هذه الأوضاع تهدد بانتشار الأوبئة والأمراض.
كما تم قصف وتدمير (8) محطات للمياه يستفيد منها حوالي (800000) مواطن، وتدمير محطة تحلية مياه الخزان الجوفى في دير البلح، وتدمير الخط الناقل الذي يغذى ويزود محطة تحلية مياه البحر الرئيسية في دير البلح، وتدمير (4) أبار مياه جوفية تدميرا كاملا، و (5) خزانات مياه رئيسية في مناطق المنطار وبيت لاهيا وبيت حانون وجبالبا وخزاعة، ومولدات ل (5) آبار، وخطوط رئيسية ناقلة من 10 آبار، وتدمير خطوط رئيسية ناقلة في كل من النصيرات، وبني سهيلا، ومخيم الشاطئ، وحى الشجاعية، وبيت حانون وجباليا، ودير البلح، ورفح، وخان يونس ومدينة غزة، ومعظم الشبكات الداخلية والوصلات المنزلية في جميع القطاع، علما بأن تواجد الجيش الاسرائيلى فيما سمى بالشريط الامنى شمال وشرق قطاع غزة بعمق 3 كيلو متر مربع و التي تضم ما يقارب نصف مصادر المياه من الآبار قد تسبب في الحد من إمكانية تشغيلها وما نتج عنه من انخفاض شديد في إنتاج المياه إلى ثلث الكمية التي يتم إنتاجها في الظروف الطبيعية وما يعنيه من عدم تمكن المواطنين من الحصول على الحدود الدنيا من احتياجاتهم للمياه. من جهة ثانية، فقد قام الطيران الحربي الاسرائيلى بتدمير محطة معالجة الشيخ عجلين، و (5) محطات ضخ مياه عادمة، وتدمير معظم شبكات الصرف الصحي الداخلية في جميع القطاع، الأمر الذي تسبب في تسرب المياه العادمة إلى الشوارع والبيوت، وأكثر من 100 ألف مترك مكعب يوميا غير معالج إلى البحر.
من الواضح أن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية بسبب الحرب المستمرة على القطاع في ظل تدمير مرافق الحياة من انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع سبل الوصول إلى خدما المياه بما فيها مياه الشرب، وخدمات الصحة البيئية بسبب تراكم النفايات في الشوارع، ناهيك عن تدهور الخدمات الصحية بسبب إغلاق أكثر من 80% من مراكز الرعاية الصحية الأولية نظرا لعدم تمكن الطواقم الطبية من الوصول إلى أماكن عملهم بسبب استمرار القصف على جميع محافظات قطاع غزة،
هذا وإذ يؤكد مركز هدف لحقوق الإنسان أن ما قامت به آلة الحرب الإسرائيلية الشرسة الباطشة من مجازر بربرية تجاه المدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة، وإجبار المدنيين الفلسطينيين على مغادرة بيوتهم قصرا تحت القصف الكثيف، وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها وتدمير التجمعات السكانية بكاملها، وتدمير شامل للبنيه التحتية، وتدمير هائل لمقدرات الشعب الفلسطيني وللممتلكات العامة والخاصة إنما يشكل انتهاكا فاضحا لميثاق الأمم المتحدة و لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الانسانى واتفاقية جنيف الرابعة، كما يشكل جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية تتطلب ملاحقة مرتكبيها قرارا وتنفيذا وتقديمهم للعدالة، فانه يدعو القيادة الفلسطينية إلى ضرورة الإسراع في التوقيع على معاهدة روما الخاصة بمحكمة الجنايات الدولية، لضمان محاسبة مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية على الجرائم المروعة التي ارتكبوها بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وتقديمهم للعدالة أمام محكمة الجنايات الدولية، ويدعو المجتمع الدولي بما فيها الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة بالتوقف عن صمته المريب تجاه المجازر البشعة والمخالفة للقيم الأخلاقية والإنسانية وللمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الانسانى واتفاقيات جنيف الرابعة لعدم توفير الغطاء والشرعية والحصانة الدولية لارتكاب المزيد من جرائم الحرب، وأهمية تحمل مسئولياته لوضع حد لهذا العدوان الظالم تجاه المدنيين الفلسطينيين، ويدعو مجلس الأمن الدولي لتحمل مسئولياته تمشيا مع ميثاق الأمم المتحدة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وواجباته وقراراته وأحكام القانون الدولي الانسانى للتحرك الفوري لاتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة للوقف الفوري لحمام الدم الناجم عن العدوان الاسرائيلى، ووضع حد لجرائم الحرب الشنيعة والوحشية وانتهاكات حقوق الإنسان التي لا تزال ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلى بحق أبناء شعبنا المدنيين في قطاع غزة ووقف تدابير العقاب الجماعي واستخدام القوة المفرطة والعشوائية ضد المدنيين الفلسطينيين، وحماية أرواح المدنيين ومنع تفاقم الوضع الانسانى وتجاه توفير حماية دولية لشعبنا الفلسطيني من الممارسات الإسرائيلية وتجاه اعتبار قطاع غزة منطقة كارثة إنسانية، كما يدعو مجلس حقوق الإنسان إلى الإسراع في إرسال لجنة التحقيق الدولية التي اقرها المجلس بتاريخ 23 يوليو 2014 للنظر في جرائم الحرب والإبادة الجماعية المنظمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلى وكذلك إحالة ملف جرائم الحرب الإسرائيلية إلى مجلس الأمن الدولي بما يضمن محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وعدم إفلاتهم من العقاب.