خلال أقل من ستة أيام تعرض قطاع غزة تلك البقعة الصغيرة من العالم والتى تقدر مساحته بـ 365 كيلو متر لـ 2106 غارة اسرائيلية سقط جرائها ما يقارب 152 شهيداً ، وأكثر من 1078 جريحاً فلسطينياً معظمهم من المدنيين ( أطفال ونساء ) ، ودمر أكثر من 358 منزلاً ومسجداً لذا يحق أن يقال عنها ( حرب المنازل ) ، إلا أنه وقبل الحديث عن موعد إنتهاء هذا العدوان يجب أن نعرف أولاً لماذا شنت إسرائيل هذا العدوان ؟؟
دوافع إسرائيل لشن الهجوم على غزة
أولا : دوافع متعلقة بالمنطقة الاقليمية
لأن جميع التغيرات الإقليمية الجارية تصب لصالحها خصوصا بعد عزل الرئيس محمد مرسي وإرتفاع نبرة العداء للسلطة السياسية بمصر تجاه حركة حماس ، وكذلك توتر العلاقات الايرانية الحمساوية والسورية الحمساوية أيضا.
ثانيا : دوافع تتعلق بالمصلحة الاسرائيلية
1- الاطماع الاقتصادية لإسرائيل ورغبتها في السيطرة على حقل الغاز الذي عُثِرَ عليه قبالة شواطئ غزة بتاريخ 24/2/2014م.
2- لمسح العار الذي لحق بها جراء حرب 2012 م، بعد أن استطاعت المقاومة الفلسطينية بضرب العمق الإسرائيلي ، وبالتحديد مدينتي القدس و تل أبيب.
3- لإفشال جهود المصالحة الفلسطينية التي بدأت تظهر بوضوح بعد توقيع اتفاق الشاطئ .
4- التهرب من أي استحقاق تجاه العملية السلمية، وهذا ما أكده كبير المفاوضين صائب عريقات.
5- محاولة الكيان الإسرائيلي إعادة ترميم قوة الردع التى تزعزعت في الفترة السابقة إثر قوة المقاومة الآخذة بالصعود.
متى ينتهي العدوان ؟؟
منذ بداية العدوان قبل ستة أيام من الان ، أستطيع أن أقول بأن الاحتلال الإسرائيلي أراد توجيه ضربة عسكرية شاملة للقطاع برًا وبحرًا وجوًا كسابقتها في حرب 2008م وحرب2012م، وتستمر لعدة أيام فقط بحيث تكون بشكل موسع ، تستهدف ردع قوة المقاومة المسلحة في غزة ، وكذلك البنية التحتية بهدف تشديد الخناق على المواطنين بغزة ، وهذا يرجع إلى وجود مؤشرات في المؤسسات السياسية والأمنية الإسرائيلية ، تشير إلى عدم وجود نية لحرب طويلة، وإنما تصعيد محدود ، قد يحدث لمدة أيام معدودة في حال قامت الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على المواقع والبلدات الإسرائيلية وهذا ما قامت به المقاومة الفلسطينية بالفعل من خلال ضرب معظم المدن الاسرائيلية تقريباً ، والتفضيل الإسرائيلي لهذا الطريقة العدوانية حتى هذه اللحظة يرجع إلى:
1- عدم قدرة الجبهة الداخلية في إسرائيل بالاستمرار بحرب لفترة زمنية طويلة.
2- لأنها تعلم بان حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ، تخوض حرب شرسة تحت مسمي حرب البقاء ، قد يكلف إسرائيل الكثير.
إلا اننى أستطيع أن أقول بأن هناك إصرار وعزيمة لدى المقاومة الفلسطينية لتحقيق النصر ونيل مطالبهم وعلى رأسها فك الحصار عن غزة ، وهذا يقابله تعنت إسرائيلي رافض لشروط المقاومة حتى اللحظة ، لذا أتوقع بأنه إذا لم يتوصل الطرفين ( المقاومة الفلسطينية – والحكومة الاسرائيلية ) إلى هدنة ووقف لإطلاق النار خلال 48 ساعة القادمة بأن يستمر العدوان على قطاع غزة لمدة أسبوعين قادمين يتخلله توغل برى محدود يهدف إلى إحتلال المناطق الخالية من السكان ممثلة في الأطراف الشرقية "الحدودية" والغربية "الساحلية" لقطاع غزة ، وكذلك تقطيع محافظات قطاع غزة وهذا يهدف إلى:
تدمير مراكز المقاومة الفلسطينية.
إلحاق هزيمة نفسية في صفوف المواطنين من خلال مشاهدة قوات الاحتلال في أماكن متعددة بالقطاع.
الضغط عسكريا على التجمعات السكانية بالقطاع، مع التهديد بدخولها.
إستنزاف قدرات المقاومة قدر الامكان .
وينتهي هذا السيناريو حتما بالتوصل إلى تهدئة وذلك لعدة أسباب :-
أولاً : أسباب تتعلق بإسرائيل :
1- ضعف الجبهة الداخلية لإسرائيل ، وعدم مقدرتها من البقاء في الملاجئ طويلاً خصوصاً بعد أن أصبح ما يقارب من 5 مليون إسرائيلي يختبئون تحت الأرض بفعل صورايخ المقاومة الفلسطينية .
2- إرتفاع عدد القتلى والجرحى الاسرائيليين ، والتى تشير إلى مقتل ما يقارب 15 إسرائيلياً وإصابة ما يقارب المائة .
3- قيام المواطنين الاسرائيليين بسحب أموالهم من صناديق الائتمان من البنوك الاسرائيلية والتى تقدر بـ 3 مليون دولار يومياً .
4- تعطل السياحة فى إسرائيل بسبب سوء الأوضاع الأمنية هذا من جانب ، و ضرب مطار بن غوريون بصورايخ المقاومة من جانب أخر .
5- إزدياد أعداد الراغبين في الهجرة العكسية من إسرائيل إلى أوروبا .
6- إرتفاع التكاليف العسكرية خصوصاً إذا ما علمنا أن جندي الاحتياط المرابط على حدود غزة يكلف خزينة الدولة 180 دولار يومياً والبالغ عددهم 30000 جندي اسرائيلي ، هذا بالإضافة إلى ثمن الأسلحة والمتفجرات الملقاة على غزة والتى يزيد وزنها عن 3000 طن حتى كتابه هذه السطور .
ثانياً : أسباب تتعلق بالمقاومة :
1- إحساسهم بتخلى الأنظمة العربية عنهم وتركهم في الميدان لوحدهم .
2- الاجراءات الاسرائيلية بالحصول على موافقة إقليمية ودولية من اجل شن هجوم كبير على غزة ، ينذر بكارثة كبيرة قد تحل بسكان القطاع .
النتائج:
1- سينتهي العدوان على غزة فى خلال يومين إلى أسبوعين على أكثر تقدير .
2- الموقف العربي الرسمي للعدوان القائم على غزة مخيبا للآمال.
3- تحاول إسرائيل السيطرة على بئر الغاز الذي اكتشف في غزة حديثا بشتى الطرق والأساليب.
4- من المتوقع أن تباغت إسرائيل المقاومة الفلسطينية بهجوم من الجهة الغربية للسيطرة على اكبر مساحة ممكنة من الأراضي ولإحساس المواطن بعجز المقاومة عن حمايته.
5- تكبدت إسرائيل خسائر إقتصادية كبيرة خلال الستة أيام الأولى للعدوان على غزة .
6- إرتكبت إسرائيل مذابح بشعة بحق العائلات الفلسطينية من خلال إستهداف منازل المواطنين فى غزة .
التوصيات:
1- يجب الحذر من تصريحات بعض القادة الاسرائيليين والتى قد تهدف الى الخدعة والتضليل.
2- الحذر من الاشاعات التى ستعمل اسرائيل على نشرها من خلال عملائها بهدف اضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية .
3- ضرورة التحرك العاجل للحكومة الفلسطينية الحالية فى المحافل الدولية لوقف المذابح التى تنفذ في غزة .
4- قيام الحكومة الفلسطينية بالقيام بزيارة الى قطاع غزة والوقوف على مسئولياتها .
5- تسليط الضوء على الممارسات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين فى غزة وفضحها .
6- فتح البنوك الفلسطينية وإقتسام اللقمة ما بين أبناء الشعب الفلسطيني فى غزة بهدف تعزيز صمود المواطن الفلسطيني وحمايته.
7- التنسيق مع مؤسسات خارجية دولية وعربية بهدف القيام بفعاليات تطالب بضرورة رفع الحصار عن غزة ، ووقف العدوان الإسرائيلي، وتشكيل ضغط على أنظمتها الحاكمة.
8- الإسراع في عقد اتفاقية مع مؤسسة دولية، تتولى متابعة الإشراف واستغلال بئر الغاز المكتشف حديثا بغزة ، و تحت إطار يعود بالمنفعة للشعب الفلسطيني.
9- العمل على ضرورة وضع الأخوة الإيرانيين والأتراك بصورة الأوضاع الفلسطينية.
إعداد
الباحث السياسي : محمد احمد ابو سعده
مسئول دائرة الانشطة والدراسات في معهد بيت الحكمة