القدس المحتلة / سما / حمّلت صحيفة "هآرتس" في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء وزراء المعارف في الحكومات الاسرائيلية، المسؤولية عن استشهاد الفتى محمد ابو خضير من شعفاط، معتبرةً جريمة القتل "ثمار ما غرسه وزراء المعارف المتعاقبون في عقول الطلاب".
واتهمت "هآرتس" وزير المعارف الحالي شاي فيرون، بتجاهل "سرطان العنصرية"، وحملت مسؤولية تفاقمها في المدارس إلى وزير المعارف السابق جدعون ساعر ومن سبقه من الوزراء الذين زرعوا الحقد في نفوس الطلبة "الى ان اصبح الحقد عنصراً اساسياً ومركباً رئيسياً في الهوية الشخصية والجماعية للطلبة".
وقالت الصحيفة "لقد تم زرع مفهوم إلغاء الآخر في اذهان الطلاب، الامر الذي يتطلب عملاً حثيثاً ودؤوباً من اجل مواجهة هذه الآفه، لاستئصال سرطان العنصرية الذي يلوّث عقول الآلاف من الطلاب".
وأضافت الصحيفة ان تجاهل الوزير الحالي لسرطان العنصرية لا يقل خطورة عن الجهود التي بذلها سلفه ساعر من غرس وترسيخ لعقائد قومية عنصرية متطرفة ففي عهده تم تنظيم زيارات الى الخليل وفعاليات "تراثية" وقام الجنود والضباط بزيارة المدارس، ولم يسمح للمعلمين الذين يسعون للسير بعكس التيار معالجة مواضيع كحقوق الإنسان وحرية التعبير.
واعتبرت الصحيفة "ان جريمة مقتل الفتى محمد ابو خضير من شعفاط على ايدي مجموعة من اليهود، بأنها ثمار ما غرسه في عقول الطلاب، وزراء المعارف بدءاً من زبولون هامر مروراً بـ ليمور لفنات وجدعون ساعر وانتهاءاً بشاي فيرون الوزير الحالي".
واشارت "هآرتس" الى ان تجاهل فيرون ووزارته لسرطان العنصرية في اوساط الشبيبة اليهودية ليس حديثاً، ففي شهر تشرين الثاني الماضي وجّهت المحكمة المركزية في القدس التهم لمجموعة من الطلاب اليهود بالاعتداء على العرب، وخلال إحياء ما يسمى بيوم القدس قبل نحو شهر من الآن، هتف العشرات من الطلبة اليهود وهم يقرعون أبواب منازل الفلسطينيين، بهتافات مثل "الموت للعرب" و "فليقام الهيكل ويحرق المسجد" و "محمد مات".
وفضلت وزارة المعارف في كلتا الحالتين التزام الصمت وعدم اتخاذ اي موقف مما حدث، ما حوّل هذا التجاهل الى سرطان تغلغل في المدارس.
واختتمت الصحيفة الاسرائيلية ان "مشكلة العنصرية لا يمكن حلها بتجاهل الصراع بل بمواجهة الخوف من الآخر ولكن سلوك الوزير فيرون، إلى جانب سياسة التحريض من السياسيين، يشيران إلى أننا قد نكون تأخرنا وفات الأوان ".


