القاهرة سما48 ساعة تفصلنا عن إغلاق باب الترشح لرئاسة الجمهورية في الثانية ظهر بعد غد الأحد 20 يناير، حيث أصبح من المستحيل دخول مرشح ثالث في السباق الثنائي بين المرشح الرسمي الوحيد عبدالفتاح السيسي والمرشح المحتمل حمدين صباحي، بسبب التدني الشديد في معدلات توثيق نماذج التأييد في الشهر العقاري لباقي المرشحين، إلاّ إذا استطاع أحد المرشحين تجميع أكثر من 25 ألف تأييد في أقل من يومين كما فعل المرشح السابق عمر سليمان في انتخابات 2012، وفي نفس الوقت اجتيازه الكشف الطبي، علماً بأن المجالس الطبية تستغرق يومين على الأقل لإنهاء التحاليل الطبية الخاصة بالفحوصات.
وبمضي الساعات أصبحت مصر أمام سيناريوهان لا ثالث لهما في الغالب، الأول إجراء انتخابات الرئاسة بمنافسة ثنائية فقط بين السيسي وصباحي، والثاني هو إجراء الانتخابات بنظام الاستفتاء على فوز السيسي بمنصب الرئاسة وفقاً للمادة 37 من قانون الانتخابات.
والحدث الذي سيحسم أي السيناريوهين ستمضي فيه مصر هو بلوغ صباحي عدد ونسبة التأييدات الشعبية المقررة قانوناً في 15 محافظة على الأقل، فالمطلوب وفقاً للمادة الثانية من القانون جمع 25 ألف تأييد من 15 محافظة على الأقل وبواقع ألف تأييد على الأقل من كل محافظة.
ووفقاً لمصادر مطلعة في مصلحة الشهر العقاري فإن صباحي لم يكمل 25 ألف تأييد بصفة عامة –وذلك حتى مثول "الشروق" للطبع- وأنه حاصل حتى الآن على 24 ألفاً و500 تأييد تقريباً، كما أنه لم يبلغ حد الألف تأييد إلاّ في 9 محافظات فقط، ويتبقى أمامها 6 على الأقل.
وتبذل حملة صباحي مجهوداً كبيراً وتصارع الزمن لتأمين بلوغ الألف تأييد في المحافظات المتبقية والتي منها الإسكندرية ودمياط والمنوفية وأسيوط والشرقية والغربية والبحيرة والفيوم وبني سويف والمنيا وسوهاج وقنا.
وأوضحت المصادر أن "جميع الحملات لا تفكر فقط في بلوغ الألف تأييد، بل تحاول جمع 1300 تأييد كحد أدنى من كل محافظة بها كثافة تأييد شعبي، لأنه من الأكيد ظهور تأييدات مخالفة أو غير موقعة من أصحابها، حيث تقل الأرقام الخاصة بتأييدات المرشحين دائماً بعد فرزها في لجنة الانتخابات عن الرقم المعلن من قبل الحملات، بما في ذلك أرقام حملة السيسي، التي أعلنت عن تقديم 200 ألف نموذج واعتدت اللجنة بعدد 188 ألف و600 فقط".
وكانت حملة حمدين في الانتخابات الرئاسية عام 2012 قد جمعت 41 ألفاً و400 تأييد تقريباً على مدار 26 يوماً حيث كان قدم أوراقه قبل غلق باب الترشح بيومين فقط، وكانت حملته قد بلغ حد الألف تأييد في 16 محافظة فقط وفشلت في بلوغ هذا الحد في 11 محافظة منها جميع المناطق الحدودية وجنوب الصعيد.
أما السيناريو الثاني الذي سيكون حتمياً حال عدم نجاح حملة حمدين في جمع التأييدات أو تقديمها ثم ظهور نقص فيها بعد الفرز، فهو إجراء استفتاء على تولي السيسي منصب الرئيس، حيث سيجرى الاقتراع ويشترط لإعلان فوزه بالمنصب حصوله على أصوات 5% من إجمالي عدد الناخبين المقيدة أسماؤهم بقاعدة بيانات الناخبين.
ويبلغ عدد الناخبين في القاعدة حالياً 53 مليوناً و900 ألف تقريباً، أي أن السيسي في هذه الحالة سيكون في حاجة لأصوات مليونين و700 ألف ناخب تقريباً، فإذا لم يحصل على هذه النسبة فلن تجد لجنة الانتخابات الرئاسية بداً من فتح باب الترشح لانتخابات أخرى خلال 15 يوماً على الأكثر من تاريخ إعلان النتيجة.


