خبر : بيت حانــون: أطفــال يبحثــون عـن لقمـة العيـش بيـن أكــوام القمامــة

الثلاثاء 08 أبريل 2014 08:57 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بيت حانــون: أطفــال يبحثــون عـن لقمـة العيـش بيـن أكــوام القمامــة



بيت حانون الايام انهمك الطفل محمد أبو عامر (13 عاماً)، أمس، في نبش كوم كبير من القمامة بحثاً عما يمكن أن يبيعه لتجار الخردة ويعود عليه ببضعة شواكل.
قضى محمد أكثر من ساعتين وهو غارق وسط القمامة، يملأ كيسا من البلاستيك بقطع من النايلون وألعاب الأطفال وأوان قديمة وأعواد من الحطب.
قال محمد لـ "الأيام": إنه يجمع تلك الأشياء ليبيعها إلى أحد تجار الخردوات أو في سوق الأحد في بيت لاهيا، مشيراً إلى أنه قد يجمع كل أسبوع ما قيمته 50 شيكلاً من هذه القطع، رغم أنها من فضلات المنازل المجاورة.
لا يعلم الطفل محمد الذي كف عن متابعة مسيرته التعليمية بعد الصف الخامس شيئاً عن يوم الطفل، ويحرص على قضاء وقته في جمع الخردوات وبيعها، ويقول إنه توقف عن الدراسة في مدرسة تابعة لوكالة الغوث قبل عامين بعد أن وجد أن الدراسة لن تنفعه بشيء لاسيما وأن مستوى تحصيله كان متدنيا، مشيراً إلى أن أحداً من أفراد أسرته لم يحثه أو على الأقل يشجعه على استكمال تعليمه.
وأضاف أن لديه شقيقتين تكبرانه بعدة أعوام هجرتا التعليم لعجز الأسرة عن توفير مصروفات التعليم ما دفعه للحذو حذوهما، ولفت إلى أن دراسته لم تكن تكلفه المال سوى ما تتطلبه من توفير للملابس والمصروف اليومي، آملا أن يعود عمله في جمع الخردة بالنفع عليه.
وبدا محمد بملابسه الرثة التي وصفها بملابس العمل غير آبه بتعليقات المارة، لكنه أظهر تحسسا شديدا إزاء تعليقات أقرانه من الأطفال والصبية، وقال إن تعليمات الكبار بعدم اللهو في أكوام القمامة لا تضيرني، وأواصل عملي بكل جد، ولكن عندما يستهزئ بي الأولاد أكف عن ذلك وأسارع بالتوجه إلى منطقة أخرى.
ويقطن "محمد" في عزبة بيت حانون أقصى شمال القطاع، وهي منطقة مهمشة غالبية سكانها من الفقراء، ويخرج في ساعات الصباح الباكر لنبش أكوام القمامة في مكان تجميع النفايات الواقع قبالة أبراج العودة في بيت حانون، حيث تصل شاحنات نقل النفايات تباعاً، ما يشجعه على مواصلة العمل طيلة ساعات النهار بكثير من الجد، ويرافق أحيانا زملاء له من الباحثين عن طرائدهم وسط النفايات.
وأوضح أن من بين هؤلاء الزملاء شبانا ورجالا بالغين، مضيفا أنهم يعملون ويتبادلون الأحاديث عن تفاصيل حياتهم اليومية، بين المكبات والأسواق.
وأكد "محمد" أنه سيكف عن ممارسة هذا العمل فور أن يشعر بعدم حاجته إليه، منوها إلى أنه مكره على قبول حاله إلى حين توفر عمل مريح وشبه دائم.
ولم يستبعد أن يعمل في مجال البناء والإعمار فور إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أنه عمل في تلك المهنة قبل عام، وكان ينقل الأحجار والرمل.
ولم يبد محمد على الإطلاق أي اهتمام بيوم الطفل الذي يتم إحياؤه هذه الأيام، وقال إنه لا يعرف شيئاً عن ذلك، وأن كل ما يهمه أن يجمع المال لأمه التي تنتظر عودته كل يوم بفارغ الصبر.