القدس المحتلة سما أكد الكاتب الأميركي مارك بريفرمان، في حفل اطلاق كتابه "جدار في القدس" في قاعة صالون مقهى الكتاب الثقافي في القدس، أمس، بحضور عربي وأجنبي، قرب نهاية المأساة الفلسطينية.
وتحدث بريفرمان عن استشرافات منها الدعم المتزايد والهائل للقضية الفلسطينية في المجتمعات الغربية لا سيما في الجامعات والمعاهد الأكاديمية، وتصاعد إنجازات حركة المقاطعة للبضائع الإسرائيلية كما وأيضا الثقافية والفنية، وتسابق الدبلوماسيين الغربيين للدفاع عن شرعية المشروع الصهيوني والدولة اليهودية وفي ذلك دليل على ضعف موقف وقانونية الدولة الإسرائيلية وبالتالي الإحساس بالحاجة للدفاع عنه في المحافل الدولية.
ويتحدث الكتاب عن رحلة الكاتب في استكشاف العلاقة بين تعليم الديانة المسيحية ودعم القضية الفلسطينية وحرية الفلسطينيين في تقرير مصيرهم على أرضهم.
ويسهب الكاتب في الحديث عن كيف أن الصهيونية بعيدة كل البعد عن حقيقة المسيحية، وبل وعلى العكس، فالصهيونية تتناقض تماما ليس فقط مع التعاليم السماوية الدينية، بل أيضا مع المبادئ الأساسية لقيم الإنسانية والحضارة في أبسط معانيها، فيدعو الكاتب مسيحيي العالم إلى زيارة الأراضي المحتلة ليس فقط لأن بإمكانهم "المشي على خطوات السيد المسيح"، بل أيضا لأنهم" سيروا ما رأى السيد المسيح" وهو بذلك يقارب ما بين "احتلال الرومان لفلسطين في زمن السيد المسيح وما بين الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين اليوم".
وبدا تأييد وتشجيع الكاتب لحل الدولة الواحدة لما في ذلك من إمكانيات لطرح حلول عملية لمعظم إن لم يكن لكل المشاكل في الصراع العربي الإسرائيلي، وهو أيضا من الداعمين الرئيسيين لحركة البي دي إس (المقاطعة وسحب الاستثمارات ومعاقبة إسرائيل) حيث يؤمن أن إسرائيل على حد قوله "نظام أبرتهايد عنصري أسوأ من النظام العنصري في جنوب أفريقيا"، وبالتالي فإن الاحتلال الإسرائيلي "نظام لا يمكن تعديله بل يجب تغييره"، وهنا تكمن ضرورة الضغط على دولة الاحتلال ومن جميع أنحاء العالم لإنهائه.
يذكر أن الكاتب هو المنسق العام لحملة كايروس فلسطين في الولايات المتحدة، وهو من أنشط العاملين في تفعيل الكنائس في الولايات المتحدة الأميركية لزيادة الوعي عن قضية فلسطين داخل المؤسسة المسيحية وزيادة الدعم العملي للفلسطينيين.
وقد أوضح قائلا إنه إن كانت الدول الغربية تدعم إسرائيل بالعتاد والسلاح، فإن المسيحية الصهيونية تدعم إسرائيل بتشكيل الغطاء الثقافي والديني والأخلاقي.
يذكر أن هذا الكتاب هو الثاني للكاتب الأميركي، حيث جاء كتابه الأول "الاعتناق القاتل" على الحديث عن العلاقة بين اليهودية والمسيحية وكيف أثرت عقدة البعد التاريخي للمسيحية في الامتناع عن الحديث المطلوب والضروري لحل الصراع في الأراضي المقدسة، كما أنه يتحدث في كلا كتابيه عن رحلته السايكولوجية والروحانية الشخصية كيهودي سابق واعتناقه المسيحية، وجميع كتبه متوفرة من خلال المكتبة العلمية في القدس.
كما علق بريفرمان على قوة الحركة المسيحية الصهيونية في أميركا قائلا إنها وإن كانت تمتلك تأثيرا قويا، فإنها لا تشكل الأغلبية في المجتمع المسيحي وبالتالي فإن المطلوب المزيد من العمل للتواصل مع جميع أطياف الكنائس المسيحية والتأثير عليها لضمان دعمها للقضية الفلسطينية العادلة.
وفي نهاية اللقاء شكر منسق النشاطات الثقافية في مقهى الكتاب الثقافي التابع للمكتبة العلمية محمود منى مارك بريفرمان على قدومه لعرض كتابه في القدس وللتواصل مع المجتمع المحلي الفلسطيني، ولكل ما يقوم به في سبيل نشر الرواية الفلسطينية وتوضيح السرد الفلسطيني.
وأكد منى أن كتابات بريفرمان تؤكد ليس فقط على دعمه للقضية الفلسطينية لكنها أيضا مبنية على أساس متين لفهم جوهر الثقافة الدينية والإيمان بمطلق وشمولية العدالة الإلهية.


