الربا وكالاتدارين سلام، مخرجة أردنية من أصل فلسطيني لم تتجاوز ربيعها الثاني إلا انها إستطاعت أن تبدع في مجال الإخراج السينمائي وتحصد جوائز عالمية بأروبا والدول العربية وصولا لمهرجان ”كان” السينمائي، إستطاعت دارين أن تلج عالم السينما بحرفية تامة حتى قبل أن تقرر دراسة الإخراج أكاديميا فمن خلال أفلامها دارين سلام حصدت لقب ”المخرجة الظاهرة” لتنافس الكبار بشخصيتها القيادية، التي تبرز من خلال أعمالها والتي تتسم دائما بالبساطة والمعاني الإنسانية العميقة إيمانا من دارين بكون السينما أداة للتغيير الإيجابي.
دارين سلام شاركت من خلال فيلمها ”الظلام في الخارج” بالمهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيزنيت جنوب المغرب والذي نالت خلاله جائزة التنويه، إلتقتها ‘القدس العربي’، وكان الحوار كالتالي:
عادة الظلام يكون في الداخل، لما اختارت دارين أن تعكس هذه الحقيقة ويكون عنوان فيلمها ‘الظلام في الخارج”؟ حدثينا عنه اكثر.
‘الظلام في الخارج’ هو فيلم روائي قصير من 15 دقيقة يتكلم عن التعصب الفكري في العالم العربي ونرى القصة في عيون طفلة اسمها ” نينا ” في العاشر من عمرها وتتملكها فوبيا من العتمة او الظلام تمر الفتاة بأحداث عدة في مدرسة مغلقة متزمتة وبالمرموز المدرسة اقصد بها المجتمعات العربية المغلقة فكريا هذه الاحداث تساعد البطلة على كسر حاجز خوفها لتكتشف ان الفوبيا الحقيقية ليست الظلمة وإنما الظلام الفكري السائد وغياب البصيرة فما يخيف ليس ذلك الظلام الظاهري وإنما عقول الناس المظلمة.
هل للموضوع علاقة بما يعيشه العالم العربي مؤخرا؟
فكرة الفيلم هي مشروع تخرجي من معهد البحر الأحمر وهذه القصة قريبة لقلبي لان فيها بعد اجتماعي وبعد تربوي فالقصة توضح كيف ان السياسة تؤثر على الوضع الاجتماعي بالعالم سلبا، ووجب إدراك الأمر فالطفلة في الفيلم مثلا عوقبت لكونها رسمت على جدران مدرستها المعتمة بالألوان فراشات وأزهارملونة لكن الناس لم يروا ذلك الجانب المشرق. فقط هم انتبهو كيف ان الوان هذه الطفلة بلغت صورة الرئيس فعوقبت الطفلة سياسيا في مدرستها مع العلم انها رسمت فقط ابتسامة على صورة وجه الرئيس ورسالتي من الفيلم واضحة اصبو لعدم التشدد في التربية سواء من طرف الأهل او المدرسة لاننا بذلك ندمر جيلا بأكمله.
الإنسان إجتماعي بطبعه، وركزت في فيلمك على مشاركة إحدى الطالبات هم صديقتها ” نينا ” وحتى فوبيا خوفها فهل في نظرك العلاقات الانسانية ضرورية لمحاربة الأفكار المظلمة؟
نعم نينا هي الشخص الذي يحاول ان يغير بالمجتمع وهي الشخص الذي يحاول ان يصنع شيئا جميلا مغايرا للمعهود، وصديقتها الشخص المساند ، الصداقة والحب بأنواعه إتحاد وقوة هذا ما ينقص عالمنا اليوم اذا اردنا تغيير ايجابي فعلا، فبقدر ما واجهت الانسان صعوبات دائما العلاقات الإنسانية اذا كانت مشمولة بالحب والوفاء تساعدنا على ان نكمل مشوار التغيير دون توقف.
لما اخترت السينما بالضبط كلغة تعبيرية؟
لم احاول يوما ان اكون مخرجة لكن الأقدار جعلتني كذلك فمن صغري كنت احب روي القصص وأوصل الرسائل النبيلة، وأفلامي كلها تتمحور حول رسالة إنسانية دائما وتخدم المجتمع فأنا شخص قيادي واحب تصحيح الاخطاء مهما بلغت، لذلك اجد نفسي مخرجة لأعكس صورة مجتمعي وبالتالي تصحيح آفاته ولدي شغف كبير للحكي وتوصيل رسائل تمل قيم المجتمع هذا دوري وواجبي اتجاع مجتمعي ووطني.
كيف كانت اجواء التصوير؟
الفيلم هو مشروع تخرجي بالماجستير والتصوير كان بمنطقة العقبة التي تبعد عن عمان العاصمة وهي منطقة لا يوجد بها ممثلين وليس من السهولة تصوير فيلم بتلك المنطقة وفريق العمل كانوا كلهم زملائي الطلاب وفيلم الظلام في الخارج من بين اصعب الافلام التي عملت عليها لذلك انا جد فخورة بهذا الفيلم حتى الممثلين ساعدوني وقد حالفني الحظ في اختيارهم فنينا (تالا نفاع) طفلة موهوبة وذكية ومتميزة وصادقة في تأديتها للدور كذلك تعاون معي الفنانين ربيع زيتون و هيفاء اللاغا وكان تعاون لطيف جدا من قبلهما.
كيف تقيمين السينما الأردنية مقارنة بنظيرتها المغربية؟
في الحقيقة المغرب اقدم في مجال السينما لذلك سنجده اكثر تفوقا مقارنة مع المملكة الأردنية ولكن حاليا السينما بالأردن تتقدم بخطى سريعة ومدروسة والوعي السينمائي في تطور وهذا ما يفسر نمو ظاهرة المهرجانات السينمائية بالاردن حاليا كما تم انشاء الهيئة الملكية للأفلام المختصة بصناعة الافلام والاشراف على برامج متخصصة للدعم المالي والورشات العمل في المجال السينمائي التي تقدم للمبتدئين وحاليا هناك اهتمام، اتخيل ان السنوات المقبلة ستحدث قفزة نوعية للسينما الاردنية واتمنى ان يكون هناك تعاون اردني مغربي سينمائيا في المستقبل القريب.
حصلت على عدة جوائز عالمية بأروبا والعالم العربي واليوم تتوجين وجائزة التنويه بمدينة تيزنيت ما الذي تعنيه لك هذه الجوائز؟
في الحقيقة رغم أن افلامي فازت بالعديد من الجوائز العالمية الا انه عند مشاركة افلامي بالمهراجانات لا أضع في حسباني الجائزة او المنافسة فكل ما يهمني حقا هو مدى تفاعل الجمهور وعدد المقاعد التي حضرت فيلمي والأيادي التي صفقت ووعي الناس برسالتي هذا كله يغنيني عن الجوائز وجائزة تيزنيت شرف لي ومن هذا المنبر اشكر منظمي هذا المهرجان الذين عملو بكد لانجاح هذه التظاهرة وانا جد سعيدة بالجائزة وبتواجدي في المغرب رغم انها زيارتي التانية الا ان فيلمي اول مرة سيعرض بهذا البلد.


