رام الله سما قال رئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب إن زيارة الوفد الرياضي العربي لفلسطين الذي تابع مباراة كأس السوبر يوم أمس، زيارة تاريخية وتتجاوز المعنى الرياضي، فهي تحمل أيضا مضمونا قوميا وإسلاميا وإنسانيا.
جاء ذلك في كلمته على هامش حفل التكريم الخاص الذي أقامه اللواء الرجوب، اليوم السبت، في مقر الإتحاد بالرام، على شرف رئيس الإتحاد القطري لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وعضو المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي لكرة القدم هاني أبو ريدة.
وأكد اللواء الرجوب أن الرياضة في فلسطين تحمل ثلاثة مضامين رئيسة وهي: أنها كانت وستبقى عنصر وحدة للشعب الفلسطيني ولن تكون طرفا في الإنقسام أو التجاذبات السياسية، وأنها أصبحت عاملا قويا في تكريس الاستقرار بالمعنى الإنساني والاجتماعي والقومي، إضافة إلى كونها عنصرا فاعلا في تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن رهان الفلسطينيين على الصمود والقدرة في مواجهة التحديات له من الأسباب التي يأتي في مقدمتها الدعم المقدم من العمق العربي والإسلامي والخليجي، مشيدا بدور دولة قطر التي تعتبر من أكثر الدول العربية تطورا على صعيد البنية التحتية، إضافة إلى رسالتها الرياضية والوطنية، لذلك فإن زيارة الوفد القطري تعتبر تاريخية وتكتسب خصوصية في العلاقات بين فلسطين وقطر.
وحيا اللواء الرجوب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد وشعبه على الانتقال السلس في الحكم، معتبرا أن الشيخ تميم يعتبر من أبرز أركان الرياضة في المنطقة، كونه رئيسا للجنة الأولمبية القطرية حتى اللحظة، باعثا بتحياته الحارة إلى الشعب القطري وحكومته الرشيدة.
وأعرب عن شكره لعضو المكتب التنفيذي في 'الفيفا' هاني أبو ريدة، مشيداً بإنجازه في دعم الملف القطري لاستضافة مونديال 2022، مؤكدا أن الرهان على أبو ريدة يعتبر كبيرا للحفاظ على الإنجازات والحقوق العربية، خاصة أنه الصوت المسموع داخل أروقة 'الفيفا'، وتمنى أن يكون لسان حال الشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة ضد الانتهاكات الإسرائيلية تجاه الرياضة الفلسطينية، وضرورة إلزام الطرف الإسرائيلي بالتوقف عن ممارساته العنصرية والالتزام بالمواثيق والقوانين القارية والدولية.
وتابع أن رسالة أبو ريدة يجب ألا تقتصر على شخصه ويجب أن تنتقل لزملائه، معتبرا أن أداة القياس الآن في موقف المكتب التنفيذي 'للفيفا' هي حرية حركة اللاعب الفلسطيني، وقدرة فلسطين على استضافة البطولات الإقليمية والدولية، وإقامة المنشآت والحصول على التجهيزات والمعدات الرياضية.
وفي السياق ذاته، اختتم الوفد العربي زيارته الرسمية إلى دولة فلسطين، اليوم، بزيارة تاريخية للمسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه.
وضم الوفد إلى جانب الشيخ حمد وأبو ريدة، النائب في البرلمان الأردني خليل عطية، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية ساري حمدان، ورئيس الاتحاد العراقي السابق حسين سعيد، والإعلامي في قناة الجزيرة الرياضية رائد عابد، حيث كان في استقبالهم وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني ومفتي القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين.
وعبّر الشيخ حمد عن سعادته البالغة بالزيارة، معتبرا إياها وساما على صدره، متمنياً أن تتكرر الزيارة وفلسطين مستقلة ومحررة من الاحتلال، كما أعرب عن شكره لرئيس اتحاد كرة القدم اللواء جبريل الرجوب على إتاحته الفرصة لهذه الزيارة التاريخية.
بدوره، رحب المفتي حسين بأعضاء الوفد الضيف، مؤكدا لهم أن زيارتهم لها المعنى والأثر الكبير في نصرة المسجد الأقصى المبارك وفك عزلته، وأنها تساهم بإعطاء الروح المعنوية للشعب الفلسطيني الذي يشعر بالاهتمام العربي المستمر بقضيته وبالمسجد الأقصى المبارك.
وقدم شرحا تاريخيا ودينيا عن المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف وساحاته وتاريخه والأوضاع السياسية التي يعيشها، والانتهاكات الإسرائيلية اليومية التي يتعرض لها، مستعرضا آخر المستجدات التي دارت في ساحات المسجد الأقصى المبارك يوم أمس الأول الجمعة.
وأدى الوفد الصلاة بالمسجد الأقصى وتعرف على زواياه وأروقته والمنبر، كما زار موقع المسجد الأقصى القديم.
وأكد الحسيني أن هذه الزيارة هي شرف لوزارة شؤون القدس ومحافظتها التي تعتبر زيارة الأشقاء العرب للمدينة كسرا للحصار الاسرائيلي عليها وتعزيزا للصمود الفلسطيني والمقدسي على الأرض، مشيرا إلى أن المسجد الأقصى بحاجة للزيارات العربية المستمرة للاطلاع على وضعه وما يحتاجه من مساندة ودعم عربي للحفاظ عليه من الضياع والتهويد.
وقام الوفد الضيف بزيارة قبة الصخرة المشرفة والصلاة فيها والتعرف عليها والاستماع للشرح الوافي عن أعمال الترميم التي تقام حاليا بالقبة الداخلية والمصلّى.


