خبر : أبو زهري يفتتح العام الدراسي بمدراس عرب الجهالين شرق القدس

الأحد 25 أغسطس 2013 04:10 م / بتوقيت القدس +2GMT



القدس المحتلة / سما / افتتح وزير التربية والتعليم العالي علي أبو زهري اليوم الأحد، العام الدراسي الجديد 2013- 2014، في مدرسة عرب الجهالين الأساسية المختلطة التابعة لمديرية ضواحي القدس.

وثمن أبو زهري في كلمته بحفل الافتتاح الذي شارك به محافظ القدس الوزير عدنان الحسيني، وعدد من ممثلي الهيئات والمؤسسات الرسمية والأهلية والأجنبية، دور المعلمين في إنارة الطريق أمام أبنائنا الطلبة، رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي يمرون بها، ويعاني منها الوطن كافة، عدا عن تحديهم لسياسة التجهيل والحرمان من التعلم التي ينفذها الاحتلال.

وأضاف، 'وجودنا اليوم بينكم في هذا المكان، لإطلاق العام الدراسي الجديد، نابع من إيماننا كقيادة وحكومة وشعب بأهمية دعم التعليم وضمان وصول كافة أبناء فلسطين لمدارسهم ومنابع العلم والمعرفة، رغم سياسات الاحتلال العنصرية اللاإنسانية بحق أبناء هذه المنطقة، وغيرها من المناطق المستهدفة (في الضفة وغزة والقدس وخلف الجدار)، فسياسات الاحتلال خاصة في القدس وباديتها وفي غور فلسطين ترمي إلى تجهيل أبنائها وتهجيرهم منها'.

وأشار إلى أن مدرسة عرب الجهالين في واد أبو هندي تخدم ما يزيد عن 122 طالبا وطالبة من البدو، حيث يعاني طلبتها وأهلها من اعتداءات ممنهجة من معسكر الاحتلال المحاذي، والمواد المسرطنة والضارة بالبشر والشجر والحجر، والمنبعثة من مكبات نفايات الاحتلال القريبة.

وأوضح أن 'هذه المدرسة يفتقد فيها الأبناء الشعور بالأمن والأمان في ذهابهم وإيابهم، بسبب الاعتداءات المباشرة من قبل الاحتلال والمستوطنين من خلال شتمهم وضربهم ودهسهم، عدا عن غياب البيئة التربوية الصحية والعصرية في هذه المنطقة شبه المعزولة والمحاصرة، حيث يواجه الطلبة خيار التسرب من المدارس ما بعد الصف التاسع، وهو آخر صف تعليمي يمكن للمدرسة القائمة تقديم التعليم فيها، ما يتعذر على أغلبهم الانتقال وإكمال الدراسة في مدارس القرى المجاورة.

وأكد 'أن افتتاح العام الدراسي من هذه المدرسة تأكيد على حقكم في التعليم النوعي والآمن، وحرص على النهوض بهذه المناطق الصامدة، مشيرا إلى أنه في صبيحة هذا اليوم توجه نحو 1.146 مليون طالب وطالبة إلى مقاعدهم الدراسية، من بينهم 679 ألف طالب وطالبة في الضفة، و467 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة، مُوزّعين حسب جهات الإشراف، كما يلي: 768 ألف طالب في المدارس الحكومية و276 ألف طالب في مدارس وكالة الغوث الدولية، بالإضافة إلى ما يقرب من 101 ألف طالب في المدارس الخاصة، موزعين على 2088 مدرسة حكومية، و344 مدرسة تابعة لوكالة الغوث، و282 مدرسة خاصة.

وبين أبو زهري 'أن الوزارة تهدف إلى النهوض بالعملية التربوية وتحسين مستوى نوعية التعليم، وبما يتماشى مع المتطلبات العصرية، من خلال العمل على تطبيق الخطة الخمسية التطويرية، والتي تركّز على توفير التعليم النوعي للجميع، حيث قامت ببناء عشرات المدارس الجديدة، التي ستعمل على استيعاب الزيادة السنوية الحاصلة في أعداد الطلبة، والتخلص من المباني المستأجرة، وإنهاء العمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية في أغلب المناطق.

ولفت إلى أن الوزارة باشرت وللعام الثاني على التوالي، بتنفيذ إستراتيجية تأهيل وتدريب المعلمين من خلال هيئة تطوير مهنة التعليم، والإدارات العامة المختصة في الوزارة بالتعاون مع مؤسسات التعليم العالي 'الجامعات'، وعملت على إعادة إطلاق مبادرة التعليم الإلكتروني، مؤكدا أن الوزارة أنهت في هذا الإطار استعداداتها الإدارية والفنية من أجل الحفاظ على بيئة صحية وسليمة للطلبة في كافة مراحل العملية التربوية، من منطلقات توفير التعليم للجميع وتحقيق النوعية، استنادا إلى خطط الوزارة الخمسية المتراكمة بالتعاون مع كافة الجهات الدولية والمحلية.

وقال، إن الوزارة قامت ببناء وتجهيز 13 مدرسة جديدة، اشتملت على 185 غرفة صفية، وصيانة 64 مدرسة، وتوسعة 9 مدارس في المحافظات الشمالية، بقيمة إجمالية بلغت 14.45 مليون دولار، و20 مدرسة في المحافظات الجنوبية، اشتملت على 400 غرفة صفية، وتوسعة 4 مدارس بقيمة 19.6 مليون دولار، وذلك لاستيعاب 138098 طالبا وطالبة، منهم 113906 طالبا وطالبة التحقوا بالصف الأول الأساسي، و24192 طالبا وطالبة انتقلوا إلى المرحلة الثانوية من مدارس وكالة الغوث، التي تكتفي بتعليم المراحل الأساسية.

وأوضح أن مديرية القدس تعاني صعوبات في مجال بناء المدارس الجديدة، وصيانة وتوسعة المدارس القائمة، ما يشكل عائقا أمام إدخال اللوازم المختلفة، ومنها: الأثاث المدرسي، والأجهزة، والمعدات بمختلف أنواعها، والكتب المدرسية، مشيرا إلى أن الاحتلال يفرض الكثير من الإجراءات التي تمنع وتحول دون تمكين الوزارة من تقديم خدماتها لمواطنيها في القدس المحتلة، ما يضطرها إلى البحث عن بدائل وإمكانات متوفرة عبر استئجار المباني وتكييفها للدراسة، ورفع مستويات أجور العاملين في مدارس القدس، وأخرى تتعلق بتوفير المستلزمات بالتعاون مع المؤسسات الدولية، نظرا لأهمية توفيرها من أجل سير العمل التربوي في هذه المدينة المحاصرة، أو تقوم بفرض شرط التوريد على حساب المقاولين أو الموردين من أجل التوريد من قبلهم مباشرة أو عن طريق وسطاء، ما يكلف الخزينة مبالغ طائلة.

 ونوه إلى أن الوزارة أولت اهتماما كبيرا بالتعليم المهني، حيث قامت بتطوير المناهج لـ(16) برنامجا جديدا في عائلة الكهرباء والإلكترونيات والحاسوب وفق منهجية التحليل المهني، والذي سيتم طرحه بشكل تجريبي مطلع العام الدراسي الحالي للتنفيذ التجريبي لعدد من البرامج في المدارس المهنية.

بدوره، تحدث الحسيني عن انتهاكات الاحتلال في تلك المنطقة، في محاولة للاستيلاء على أراضيها، حيث يتم بشكل دائم هدم بيوت البدو، وتسليمهم إخطارات بإخلاء المنطقة. موضحا أن افتتاح العام الدراسي من هذه المناطق، يدلل على مدى الارتباط بهذه الأرض وعدم التسليم لإخلائها.

وشكر مختار التجمع البدوي في المنطقة محمد حماد جميع المؤسسات والفعاليات التي تقف إلى جانب البدو في منطقة ضواحي القدس، في ظل ما تتعرض له من استيلاء على أراضيها، إضافة إلى هدم بيوتها لأكثر من مرة، مطالبا الجهات الرسمية في الوزارة بضرورة العمل على فتح صفوف إضافية، تكون تابعة لمدرسة عرب الجهالين، بحيث تقدم الخدمات للفئات الثانوية، من أجل توفير العناء على الطلبة من السفر بشكل يومي لمدراس السواحرة الشرقية، والحد من ظاهرة التسرب بسبب صعوبة الوصول إلى تلك المدارس.

يذكر أن الكثير من التجمعات البدوية خاصة في مناطق ضواحي القدس، تعاني من انتهاكات وممارسات إسرائيلية بشكل شبه يومي، منها هدم بيوتها ومدارسها، ومنع الطلبة من الوصول إلى المدارس القريبة، وتهجير أهلها، بسبب حجج أمنية واهية، وإضافة إلى كونها مناطق قسمها الاحتلال إلى ما يسمى مناطق 'ج'، وE1'.