القاهرة / وكالات / على الرغم من الإفراج عنه بحكم قضائي إلا أن الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك لم يعترض على وضعه قيد الإقامة الجبرية، وفى الوقت الذي أكد عدد من الخبراء أن هذه الموافقة جاءت لعلمه التام بما يدور في البلاد من اضطرابات أمنية، إلا أن آخرين أكدوا أن هذه الإقامة الجبرية تأتي مخرجا لحكومة الثورة من المأزق التي وضعت فيه بسبب براءة مبارك، وبالتالى حاولت استخدام حالة الطوارئ لتؤكد وبشدة على رغبتها في عدم عودة النظام القديم بأي طريقة، وأن توصل هذه الرسالة إلى كل أفراد الشعب المصري.
ويقول اللواء مختار قنديل الخبير الاستراتيجى في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هناك عدة أسباب رئيسية جعلت مبارك يقبل بالوضع الراهن ووضعه تحت الإقامة الجبرية أهمها أن الإقامة الجبرية هي نوع من الحماية الشخصية له فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد، حيث يشمل المستشفى العسكري حراسة مشددة وبالتالى فإنه أكثر أمانا على حياته.
وأضاف قنديل أن السبب الثاني يرجع إلى نوع من الكياسة والدبلوماسية التي يتحلى بها مبارك وتفهمه للحالة الأمنية والأوضاع التى تجرى في البلاد حاليا هذا إلى جانب تلقيه للعلاج، فالكل يعلم تقدمه في السن وأنه بالفعل يعانى من أمراض عديدة، وبالتالى فإن وجوده تحت الرعاية الطبية أمر مهم جدا بالنسبة لصحته.
وأشار قنديل إلى أن هناك من يحاول المقارنة بين عهد مبارك وعهد مرسي ولكن مع رفضنا التام لمبارك وعودة نظامه الفاسد من جديد إلا أننا فى الحقيقة نشعر أن عهده كان أكثر أمانا وأقل في الاضطرابات والدماء التي تسيل مما كان عليه في عهد مرسي والإخوان المسلمين.
وأشار قنديل إلى أن المصريين يرفضون بكل شدة عودة نظام الحزب الوطنى من جديد فهو نظاما فاسدا إلا أن المقارنة بين عهدي مبارك ومرسى ستكون ظالمة للأخير كما لفت إلى أن إحكام الجيش قبضته فى محافظة القاهرة جعل الإخوان في الفترة الأخيرة ينتشرون فى المحافظات الحدودية، لأنها أقل تأمينا وهو ما يشكل عبئا على الجيش والشرطة ولكن الجيش يحاول خلال الفترة الأخيرة أن يفرض سيطرته على المحافظات الحدودية.
وأكد أستاذ القانون وعضو مجلس الشعب السابق عبد الله المغازي أن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك لازال على ذمة قضايا أخرى أهمها قضية قتل المتظاهرين وهو موجود على قائمة الممنوعين من السفر، وبالتالى فهو لازال مطلوبا فلا يستطيع أن يذهب خارج البلاد من هذا المنطلق فإن الإقامة الجبرية تصب في صالحه وحمايته من التعرض لأى اعتداء فى حال تواجده بمفرده فى أى مكان.
وأضاف عضو مجلس الشعب السابق أن التوقيت الخاص بخروج مبارك إلى الحياة مرة أخرى صعب للغاية في ظل الظروف الأمنية التى تمر بها البلاد حاليا ومواجهات جماعة الإخوان المسلمين مع الجيش والشرطة في الوقت نفسه بدأ يروج البعض لعودة نظام الحزب الوطنى من جديد، وبالتالي لم تجد حكومة الثورة مخرجا لها غير الاستفادة من حالة الطوارئ التى تمر بها البلاد التى تتيح لها وضع أى فرد قيد الإقامة الجبرية طالما رأت خطرا منه على الأمن القومي المصري.
وأكد المغازي أن هذه الإقامة تعطى إشارة إلى أن الحكومة الجديدة ترفض هى الأخرى عودة نظام مبارك بأى طريقة مؤكدا أن الشعب المصرى وصل إلى درجة عالية من الوعى تمكنه من الرفض التام لعودة نظام مبارك الفاسد وحزبه الوطنى المنحل للحكم مرة أخرى.
بدوره، قال ياسر القاضى عضو مجلس الشعب السابق أن الاقامة الجبرية ليس مشكلة بالنسبة لمبارك، خاصة فى ظل الظروف الأمنية التى تعانى منها البلاد الآن، فإن كان سيخرج من السجن فإنه سيارعى قبل أى شىء أن يؤمن حياته، مؤكدا أنه رجل لديه من العمر 85 عاما ولا يستطيع أن يمثل أى خطورة على أى فرد إلا أن الظروف الحالية هي التي تتطلب وضعه فى هذه الحالة حتى لا تحدث أى إثارة أو بلبلة فى البلاد.


