خبر : قيود لبيد/هآرتس

الخميس 11 أبريل 2013 12:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
قيود لبيد/هآرتس



 تسلم يئير لبيد منصب وزير المالية دون تجربة سابقة في الحكومة أو في الكنيست. في نظر مؤيديه، هذه ميزة: فلبيد يمثل جمهورا واسعا ممن ملوا السياسة القديمة ويفضلون "وجوها جديدة". في نظرهم وفي نظر منتخبيهم، فان الاقدمية هي عبء وليست ذخرا. غير أن ثمة فارقا هائلا بين هدفي السياسي في أن ينتخب وان يحكم. للهدف الاول تكفي احيانا الحماسة والقدرة اللفظية المقنعة، أما الهدف الثاني فيتطلب المهنية. في حكومة ائتلافية يتعين على كل وزير ان يتعلم كيف يؤدي مهامه ضمن المسؤولية المشتركة مع رفاقه في الحكومة، وان يعمل حيال الكنيست وأن يدير وزارة. وهكذا بقوة أكبر في وزارة المالية، التي تسيطر على مداخيل الدولة ونفقاتها، والتي تعكس سلم الاولويات الوطني، وسمو موظفيها يجد تعبيره في نحو نصف دزينة وأكثر من رتب المدير العام.  سياسيون طموحون في الماضي، بمن فيهم من تميزوا في مجالات اخرى، تصرفوا بخبرة في وزارات فرعية قبل أن يتقدموا الى القمة. موشيه ديان واريئيل شارون ادرجا بداية في وزارة الزراعة. يغئال الون واسحق رابين بدآ في وزارة العمل، وايهود باراك في وزارة الداخلية. من قفز مباشرة الى حقيبة كبيرة – من عمير بيرتس في الدفاع، وحتى بنيامين نتنياهو في ولايته الاولى كرئيس للوزراء – أنهوا فترة ولايتهم بفشل ذريع.  للبيد – كرئيس كتلة هامة، الشريك الثاني بحجمه في الحكومة وبالتالي من لا يمكنه أن يكتفي بحقيبة صغيرة، قد لا يكون هناك حل مريح لمشكلة البناء التدريجي للتجربة الوزارية. ولهذا السبب بالذات ينبغي التوقع لسلوك عاقل ومتزن اكثر من جهته. غير أن الواقع مختلف: لبيد، بينما لا يزال يتحدث مباشرة الى الجمهور، وهكذا يجدر به، يستخدم الفيسبوك كي يكشف الاسرار من الغرفة عن محادثاته مع موظفي وزارته بل ويهاجمهم – مثلما في قضية رسوم التعليم للطلاب – دون أساس مسنود بالحقائق. واضافة الى ذلك فانهم يضطرون الى ان يعرفوا من وسائل الاعلام عن تعيين مديرة عامة جديدة للوزارة وعن الغاء الميزانية ثنائية السنة.  لبيد هو شخص متعدد الكفاءات، ونواياه اجمالا طيبة. ولكن العضوية في الحكومة وتبوء حقيبة رفيعة المستوى تفترض المسؤولية، المهنية وقدرة التعاون مع الجهات المهنية في الوزارة.