القدس المحتلة /سما / نشرت صحيفة "يدعوت احرنوات" العبرية صباح الثلاثاء, ما قالت انه بروتوكولات سرية جديدة لحرب أكتوبر سنة 1973 بين جيش الاحتلال والجيش المصري, موضحة تخبطات التي سادت بين قيادة جيش الاحتلال حول محاور الحرب. وقالت الصحيفة إن رئيس أركان الاحتلال في حينه "ديفيد العزار" اقتنع بالمعلومات التي زُعم أن مستشار الرئيس المصري الراحل أنور السادات أشرف مروان، زود إسرائيل بها والتي أكد خلالها أن هجوما مشتركا من سوريا ومصر سينفذ في المساء ضد الاحتلال، فطلب "العزار" دعوة كل جيش الاحتياط الإسرائيلي وتوجيه ضربة استباقيه إلى مصر". وحسب الصحيفة واجهة وزير الحرب الاسرائيلي "موشية ديان" اقتراح "العزار" بالرفض وقال "إن الولايات المتحدة لن توافق على حرب كهذه", ولذلك جرت دعوة تجنيد جزئي للاحتياط، وتمكنت مصر وسوريا من توجيه الضربة الأولى المفاجئة، التي غيرت وجه الشرق الأوسط في ذلك الوقت. وأضاف ديان "أوضحت البروتوكولات ما جرى يوم السبت 16 أكتوبر 1973، يوم نشوب الحرب نفسه،فقد كانت إسرائيل تلقت معلومة من أشرف مروان تقول إن سوريا ومصر تخططان لحرب مشتركة لتحرير الأراضي المحتلة منذ عام 1967". وحدد مروان حسب زعم الصحيفة موعد الهجوم الساعة السادسة مساء يوم السبت الذي يعرف بيوم الغفران،واعتبر اختيار هذا اليوم بالذات خطوة حكيمة، إذ إن العرب يستغلون إنشغال إسرائيل ويداهمونها بهجوم يربكها. وأشرف مروان شخصية مصرية كان زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومستشار الرئيس الراحل السادات، وتزعم إسرائيل أنه عرض خدماته على الموساد. وكان البلاغ الذي أوصله مروان إلى إسرائيل بأن الحرب ستنشب في السادسة مساء، مع أنها بدأت حقيقة في الساعة الثانية بعد الظهر، هو أيضا بلاغ تضليلي كان هدفه توجيه ضربة للقوات الإسرائيلية وهي في مرحلة تجميع القوى غير جاهزة للحرب. وأكدت البروتوكولات الجديدة أن جميع القادة الإسرائيليين تعاملوا مع البلاغ على أنه صادق، وتركوا عطلتهم حال وصول البلاغ مساء يوم الجمعة 5 أكتوبر وباشروا البحث في ما يمكن عمله. ودعا وزير الحرب في حينه موشيه ديان إلى جلسة عاجلة لقادة الأجهزة الأمنية في الساعة السادسة من صبيحة السبت 6 أكتوبر،وانضم العزار رئيس الأركان للإجتماع، وخلال الاجتماع، طلب العزار دعوة كل قوات الاحتياط وتوجيه ضربة استباقية للقوات المصرية في حينها رفض ديان الفكرة، قائلا إن توجيه ضربة استباقية لسوريا ومصر أمر مستحيل؛ لأن أميركا لن توافق عليه، ووافق على تجنيد لواءين من جيش الاحتياط، واحد في الجولان والآخر في سيناء، وتجنيد كل وحدات سلاح الجو. وقال ديان إنه مستعد للتوجه إلى رئيسة الحكومة آنذاك، غولدا مائير لتحسم الأمر فحسمت الأمر باتجاه الحل الوسط، وأضافت لواء ثالثا من جيش الاحتياط في منطقة الوسط، تجاوبا مع العزار ورفضت شن حرب استباقية. فيما يذكر أن مصر وسوريا هاجمتا إسرائيل الساعة الثانية بعد الظهر، وتمكنت سوريا من تحرير الجولان بكامله، وتمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس وتحرير جزء كبير من سيناء، ثم وافقت على وقف إطلاق النار. وأحدثت تلك الحرب انعطافا في توازن القوى لصالح العرب.