غزة / سما / جهلاً وإهمالاً، أوصلا طفل لم يتجاوز من العمر 13 عاماً إلى حفرة تحت الأرض لتدفن معه ابتسامته وهدوئه وذكائه تاركاً خلفه حياة لم يستطع ان يتذوق منها شيئا. الطفل خليل حمزة فلفل الذي غزا المرض جسده الغض منذ كان في السادسة من عمره، حيث كان يعانى من سمنة مفرطة في جسمه وماء زائدة في رئتيه. لم تكن مصيبة حمزة هي المرض الذي بدأ ينهش بجسده مبكرا، بل تكمن الكارثة, في الاهمال الطبي.كما قال والده ويضيف والده بألم وحسرة شديدين "هنا في مستشفيات غزة لا يوجد ملائكة رحمة "اي الممرضين" بل هناك ملاك عذاب يهمل مريضه ولا يستطيع تشخيص حالته". ويسرد والد حمزة قصة طفله مع المرض قائلا: "بدأ حمزة العلاج مبكراً منذ إصابته بالمرض لم يهمل نفسه إطلاقا تنقل من بلد الى بلد ومن مدينة الى مدينة ومن مشفى الى مشفى اخر، ولكن كثيرا ما يجد الرفض فى التحويلات التى لم تخرج الا الى ابناء الرؤساء وأصحاب المصالح العليا فى البلد لأنه بالتأكيد يوجد تبادل للمنفعة بينهم" . ويتابع والد حمزة ودموعه تفيض مثل بركان مشتعل حاقدٌ على كل من تأخر يوما فى اعطاء ابنه العلاج المناسب: " حمزة كان يحلم باستكمال دراسته،ليرفع رأسنا عاليا بالشهادات ولكن حلمه تحول الى دموع مستمرة وقهر ودعاء على من كان السبب لموته ". ويشير الى انه من الصعب الحصول على تحويلات من السلطة الفلسطينية او اى توقيع من الوزير الى الخارج وان تمت الحصول عليها يكون بعد وقت متأخر اى بعد فوات الاوان ولاسباب غير مقنعة وهى عدم توفر أدوية وعلاج او عدم توفر أماكن وأسرة فى المشفى علماً بأن المشافى التى تنقل بينها حمزة كانت من المستوى الراقي فى التعامل والاسلوب والعلاج كما كان فى "اسرائيل", اما فى مشفى "ماريوسف" بمدينة القدس كانت على العكس . يقول" الاهانة والضرب المبرح من قبل الممرضين كان امراً طبيعيا لديهم , ابني تعب نفسياً من المعاملة السيئة فلم بكفيهم ما كان يعانى من امراض ولكن نفسيته أجهدت من انتظار موافقة الوزير في الحكومة برام الله هانى عابدين على نقله على مشفى "شنايدر" للأطفال فى اسرائيل حتى أصيب بجلطة بقدمه الايسر وانتقل الى العناية المركزة". ويضيف:" منعونى عن مشاهدة ابنى والاطمئنان عليه , وكل ما كنت اسمعه هو صوت حمزة يصرخ "يابا بيضربونى تعال". ويردف قائلا " كان الوضع مزعج جدا يعاملونا بأدنى درجات الانسانية وكأننا" شحادين " لا يوجد لدينا كرامة". بعدما خرج حمزة من العناية المركزة فى " ماريوسف " بالقدس واصل علاجه بشكل منتظم على حد قول الاطباء لكن فجأة تغير كل شيء وانقلبت حالته الى دمار , الاب لم يعرف ما العلاج الذى كان يتناوله ابنه ولم يعرف ما التطورات التى حدثت فى حالته لانه لم يكن هناك من يعبر والده عند سؤاله عن ابنه ! يقول والده :"بعد معاناة كبيرة تم نقل حمزة الى مشفى "المطلع" فى القدس حالته كانت اشبه بالميتة ". وقفت لديه الكلى وانتفخ جسمه اكثر مما كان عليه, وارزق لون جلده , وتكون فى جسده الماء , من يشاهده يحاول الابتعاد من منظره حتى ان والده اصابته حالة ذعر وصدمة ولم يمضى يومين فى المشفى الا وروحه صعدت الى مالكها وانتقل الى رحمة الله , ولم يعرف سبب موته سوى الخالق وما يدعى به الاطباء هو انتقال فايروس h1n1 "فلونزا الخنازير" اليه ومن المعروف ان هذا المرض لم يقضى على الانسان الا الذى لم يمتلك مناعة قوية.وفق والده والده حمزة يطالب جميع الجهات المعنية والمراكز الحقوقيه بتوقيع اقصى درجات العقاب لوزير الصحة فى الضفة الغربية على الاهمال المتعمد ليس لابنه فقط انما لحالات كثيرة تشبه حالته .