رام الله / سما / تشير نتائج استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية إلى عودة التوازن الداخلي بين فتح وحماس إلى ما كان عليه قبل الحرب الأخيرة على غزة حيث تهبط شعبية حركة حماس وشعبية رئيس وزراء الحكومة في القطاع وترتفع شعبية حركة فتح والرئيس محمود عباس. وكانت الحرب على غزة قد أعطت مصداقية وشعبية عاليتين لحماس وهنيه وأضعفت من مكانة فتح وعباس، ومع ذلك، فإن التقييم الإيجابي للأوضاع في قطاع غزة يبقى أعلى من التقييم الإيجابي للأوضاع في الضفة الغربية، كما تبقى نسبة الإحساس بالأمن والسلامة الشخصية أعلى في القطاع منها في الضفة، فيما أن نسبة التقييم الإيجابي لأداء حكومة إسماعيل هنية تبقى أعلى بكثير من نسبة التقييم الإيجابي لأداء حكومة سلام فياض، ورغم كل ذلك، فإن نصف سكان القطاع يقولون أنهم يرغبون في الهجرة منه فيما تقول نسبة تفوق الربع بقليل من سكان الضفة أنها ترغب في الهجرة. وتشير النتائج أيضاً إلى تراجع كبير في نسبة التفاؤل بفرص المصالحة بين فتح وحماس وتقول نسبة تبلغ حوالي النصف أن تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة يتطلب إسقاط النظام في كل من الضفة والقطاع أو على الأقل في الضفة أو في القطاع. كما أن نسبة تتراوح ما بين الثلثين إلى ثلاثة أرباع تعتقد أن المصالحة لا يمكن أن تنجح في ظل الأوضاع الراهنة من حيث وجود القيود على حريات مؤيدي حماس أو فتح أو عدم تحديد موعد لانتخابات جديدة. كما وتشير النتائج إلى استمرار التشاؤم بإمكانية إحياء عملية السلام بعد زيارة الرئيس أوباما وتعتقد الغالبية العظمى أن الرئيس أوباما لن ينجح في الضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان. ربما لكل ذلك، فإن نسبة الذين تغيرت مشاعرهم تجاه الرئيس الأمريكي أوباما نحو الأسوأ بعد زيارته للمنطقة أعلى بحوالي أربع مرات من نسبة الذين تغيرت مشاعرهم نحوه للأفضل. وفي ظل الدعم الأمريكي المالي للسلطة الفلسطينية فإن أغلبية واضحة تعتقد أن هذا الدعم لا يحل المشكلة المالية للسلطة لكنه كفيل بردع السلطة عن محاربة إسرائيل في المنظمات الدولية مثل محكمة الجنايات الدولية. وفيما يلي ابرز نتائج الاستطلاع: 1) الانتخابات الرئاسية والتشريعية:• لو جرت انتخابات رئاسية جديدة وترشح فيها اثنان فقط هما محمود عباس واسماعيل هنية، يحصل الأول على 52% والثاني على 41% من أصوات المشاركين، وتبلغ نسبة المشاركة في الانتخابات في هذه الحالة 62%. قبل ثلاثة أشهر بلغت نسبة التصويت لعباس 45% ولهنية 48%. في قطاع غزة، يحصل عباس في هذا الاستطلاع على 53% وهنية على 44% وفي الضفة الغربية يحصل عباس على 52% وهنية على 39%.• أما لو كانت المنافسة بين مروان البرغوثي واسماعيل هنية، فيحصل الأول على 60% والثاني على 33% وتصل نسبة المشاركة في الانتخابات في هذه الحالة إلى 69%. حصل البرغوثي في استطلاعنا السابق على 51% وهنية على 42%. • أما لو كانت المنافسة بين الرئيس عباس ومروان البرغوثي واسماعيل هنية، فإن البرغوثي يحصل على النسبة الأكبر (38%) يتبعه هنية (31%) ثم محمود عباس (26%)، وتبلغ نسبة المشاركة في هذه الحالة 73%. في استطلاعنا السابق في كانون أول الماضي، في منافسة ثلاثية، حصل البرغوثي على 29% وهنية على 39%، وعباس على 27%. • لو جرت انتخابات برلمانية جديدة بموافقة جميع القوى السياسية فإن 71% سيشاركون فيها، حيث تحصل قائمة التغيير والإصلاح التابعة لحماس على 29% من أصوات المشاركين وفتح على 41%، وتحصل كافة القوائم الأخرى مجتمعة على 11%، وتقول نسبة من 20% أنها لم تقرر بعد لمن ستصوت. تبلغ نسبة التصويت لحماس في هذا الاستطلاع في قطاع غزة 33% وفي الضفة الغربية 27%. تبلغ نسبة التصويت لحركة فتح في هذا الاستطلاع في قطاع غزة 42% وفي الضفة الغربية 40%. تعكس هذه النتائج ارتفاعاً في شعبية حركة فتح مقارنة بالوضع في كانون أول الماضي حيث بلغت شعبية هذه الحركة آنذاك 36% في مجمل الضفة والقطاع (38% في القطاع و34% في الضفة.) أما حماس فهبطت شعبيتها ست درجات مئوية في مجمل الضفة والقطاع. 2) أوضاع الضفة والقطاع:• نسبة التقييم الإيجابي لأوضاع قطاع غزة تنخفض من 43% قبل ثلاثة أشهر إلى 32% في هذا الاستطلاع فيما تقول نسبة من 40% أن الأوضاع في القطاع سيئة أو سيئة جداً. • نسبة التقييم الإيجابي لأوضاع الضفة الغربية تنخفض أيضا من 35% قبل ثلاثة أشهر إلى 29% في هذا الاستطلاع فيما تقول نسبة من 44% أن الأوضاع في الضفة سيئة أو سيئة جداً. • نسبة الاعتقاد بوجود فساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تبلغ 78% في هذا الاستطلاع، وكانت هذه النسبة قد بلغت 74% في استطلاعنا السابق قبل ثلاثة أشهر. تبلغ نسبة الاعتقاد بوجود فساد في مؤسسات الحكومة المقالة في قطاع غزة 64%، وكانت هذه النسبة قد بلغت 53% في الاستطلاع السابق. • نسبة الاعتقاد بوجود حرية صحافة في الضفة تبلغ 21% فيما تقول نسبة من 44% أنه توجد حرية صحافة فيها إلى حد ما. أما بالنسبة لقطاع غزة فإن نسبة من 16% تقول أنه توجد حرية صحافة في القطاع فيما تقول نسبة من 35% أنه توجد حرية صحافة إلى حد ما فيه. تعكس هذه النتائج انخفاضاً في نسبة الاعتقاد بوجود حرية صحافة في المنطقتين.• نسبة من 33% من كافة فلسطيني الضفة والقطاع تعتقد أن الناس يستطيعون اليوم انتقاد السلطة في الضفة الغربية بدون خوف فيما تقول نسبة من 25% فقط أن الناس يستطيعون اليوم انتقاد السلطة في قطاع غزة بدون خوف. تشكل هذه النتائج هبوطاً في نسبة الاعتقاد بحرية الانتقاد في الضفة والقطاع مقارنة بالأوضاع قبل ثلاثة أشهر. • نسبة الإحساس بالأمن والسلامة الشخصية بين سكان الضفة الغربية تبلغ اليوم 54% وبين سكان قطاع غزة 67%، وكانت هذه النسب قد بلغت في كانون الأول الماضي 70% في قطاع غزة و 60% في الضفة الغربية. • نسبة الرغبة في الهجرة بين سكان قطاع غزة تبلغ 49% وبين سكان الضفة 27%. وكانت هذه النسبة قد بلغت في كانون أول الماضي 41% و 22% على التوالي. • نسبة التقييم الإيجابي لأداء حكومة اسماعيل هنية تنخفض بشكل كبير من 56% قبل ثلاثة أشهر إلى 40% في هذا الاستطلاع ونسبة التقييم الإيجابي لأداء حكومة سلام فياض تنخفض أيضا من 34% إلى 25%خلال نفس الفترة.• نسبة الرضا عن أداء الرئيس محمود عباس تنخفض من 54% قبل ثلاثة أشهر إلى 49% في هذا الاستطلاع. نسبة عدم الرضا تبلغ اليوم 49%، وكانت نسبة عدم الرضا قد بلغت 44% في استطلاعنا السابق في كانون أول الماضي. 3) المصالحة:• في ظل عدم حصول تقدم في الحوار بين حركتي فتح وحماس، نسبة التفاؤل بإمكانية عودة الوحدة بين الضفة والقطاع تهبط من 39% في الاستطلاع السابق قبل ثلاثة أشهر إلى 18% في هذا الاستطلاع. كما أن نسبة الاعتقاد بأن الوحدة لن تعود وسينشأ كيانان منفصلان في الضفة والقطاع ترتفع من 18% إلى 33% خلال نفس الفترة. • نسبة من 37% تقول أن إنهاء الانقسام يتطلب إسقاط النظام في كل من الضفة والقطاع فيما تقول نسبة من 12% إنه يتطلب إسقاط النظام في الضفة فقط وتقول نسبة متطابقة أنه يتطلب إسقاط النظام في قطاع غزة فقط، وتقول نسبة من 34% أن استعادة الوحدة لا تتطلب إسقاط النظام في الضفة أو القطاع. • حوالي ثلاثة أرباع الجمهور (74%) تعتقد أن المصالحة لن تنجح في ظل وجود قيود على الحريات لأعضاء حماس في الضفة ونسبة مشابهة (72%) تقول أن المصالحة لن تنجح في ظل وجود قيود على الحريات لأعضاء فتح في القطاع. كذلك، فإن 66% يعتقدون أن المصالحة لن تنجح بدون اتفاق على موعد لإجراء الانتخابات، و61% يعتقدون أنها لن تنجح إذا استمرت حماس في رفض قبول الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير مع إسرائيل، فيما تقول نسبة من 58% أنها لن تنجح مع استمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل في الضفة، وتقول نسبة من 58% إنها لن تنجح مع استمرار اعتراف السلطة بإسرائيل واتفاقات أوسلو، وتقول نسبة من 49% أن المصالحة لن تنجح مع إصرار حماس على الاحتفاظ بجناحها العسكري في قطاع غزة. 4) الغايات العليا للشعب الفلسطيني والمشاكل الأساسية التي تواجهه: • نسبة 46% تعتقد أن الغاية العليا الأولى للشعب الفلسطيني ينبغي أن تكون تحقيق انسحاب إسرائيلي لحدود عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشرقية. في المقابل فإن 31% يقولون أن الغاية الأولى يجب أن تكون الحصول على حق العودة للاجئين وعودتهم لقراهم وبلداتهم التي خرجوا منها في عام 1948. كذلك تقول نسبة من14% أن الغاية الأولى ينبغي أن تكون بناء فرد صالح ومجتمع متدين يلتزم بتعاليم الإسلام كاملة. وتقول نسبة من 10% أن الهدف الأول يجب أن يكون بناء نظام حكم ديمقراطي يحترم حريات وحقوق الإنسان الفلسطيني. • المشكلة الأساسية التي تواجه المجتمع الفلسطيني اليوم هي تفشي البطالة والفقر وذلك في نظر 28% من الجمهور فيما تقول نسبة من 26% أنها غياب الوحدة الوطنية بسبب الانقسام بين الضفة وغزة، وتقول نسبة من 22% أن المشكلة الأولى هي استمرار الاحتلال والاستيطان، وتقول نسبة من 15% أنها تفشي الفساد، وتقول نسبة من 7% أنها استمرار حصار قطاع غزة وإغلاق معابره. 5) عملية السلام:• نسبة من 55% تؤيد و44% تعارض حل الدولتين القائم على أساس قيام دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل. لكن نسبة من 56% تعتقد أن حل الدولتين لم يعد عملياً بسبب التوسع الاستيطاني فيما تعتقد نسبة من 41% أن هذا الحل لا يزال عملياً. كما أن نسبة من 68% تعتقد أن فرص قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل خلال السنوات الخمس المقبلة غير موجودة أو ضئيلة ونسبة من 31% تعتقد أن الفرص متوسطة أو عالية. • نسبة من 29% فقط تؤيد حل الدولة الواحدة القائم على أساس المساواة بين العرب واليهود ونسبة من 70% تعارضه. • نسبة من 71% قلقة و28% غير قلقة أن تتعرض في حياتها اليومية للأذى على أيدي إسرائيليين، أو أن تتعرض أرضها للمصادرة أو بيتها للهدم. • 59% يعتقدون أن هدف إسرائيل بعيد المدى هو إقامة دولة إسرائيل من النهر للبحر وطرد السكان العرب منها ونسبة من 21% تعتقد أن هدفها هو ضم الأراضي الفلسطينية وحرمان سكانها من حقوقهم السياسية و18% فقط تعتقد أن هدف إسرائيل هو الانسحاب من كامل أو جزء من الأراضي المحتلة عام 1967 بعد ضمان أمنها. • في المقابل، فإن نسبة من 64% تعتقد أن تطلعات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بعيدة المدى هي استعادة كافة أو بعض الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 فيما تقول نسبة من 15% أن هدفها هو هزيمة إسرائيل واستعادة كافة أراضي 1948، وتقول نسبة من 11% أن هدفها هو هزيمة إسرائيل والقضاء على سكانها اليهود. • نسبة من 55% تؤيد المبادرة السعودية (العربية) للسلام، لكن نسبة من 42% فقط تؤيد ونسبة 56% تعارض اعترافاً متبادلاً بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني. • نسبة من 63% تؤيد اللجوء لمقاومة شعبية غير عنيفة وغير مسلحة ونسبة من 71% تعتقد أن خلق حقائق على الأرض في مواجهة الاستيطان من خلال وضع الخيام في المناطق جيم، مثل قرية باب الشمس، هي وسيلة فعالة في حماية الأراضي من الاستيطان، ونسبة من 26% لا تعتقد ذلك. • نسبة من 40% تؤيد العودة لانتفاضة مسلحة ونسبة متطابقة تؤيد حل السلطة الفلسطينية. 6) زيارة الرئيس أوباما:• على خلفية زيارة أوباما للمنطقة، أغلبية من 55% تعتقد أن الإدارة الأمريكية لن تنجح في إحياء عملية السلام وإعادة الطرفين لطاولة المفاوضات فيما تعتقد نسبة من 42% أنها ستنجح في ذلك. • كذلك، فإن نسبة من 70% تعتقد أن الإدارة الأمريكية لن تنجح في الضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان فيما تعتقد نسبة من 28% أنها ستنجح في ذلك. • الجمهور منقسم حول الدور المفضل للولايات المتحدة في عملية السلام: 45% يريدون دوراً أقوى لها و46% لا يريدون منها التدخل في عملية السلام. في حزيران (يونيو) 2010 قالت نسبة من 66% أنها تريد دوراً أقوى للولايات المتحدة في عملية السلام وقالت نسبة من 27% فقط أنها لا تريد منها التدخل في عملية السلام. ولكن في آذار2011 بعد استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو لمنع مجلس الأمن الدولي من إدانة الاستيطان قالت نسبة من 69% أنها تعارض دوراً أكبر للولايات المتحدة في عملية السلام مقابل 27% أيدت دوراً أكبر لها. • نسبة من 29% تقول أن مشاعرها تجاه الرئيس أوباما تغيرت للأسوء بعد زيارته لإسرائيل والمناطق الفلسطينية فيما قالت نسبة من 8% أن مشاعرها تغيرت للأفضل، وقالت نسبة من 61% أن مشاعرها تجاهه لم تتغير. • رغم إعلان الإدارة الأمريكية عن تقديم مبلغ 500 مليون دولار للسلطة الفلسطينية أثناء زيارة الرئيس أوباما، فإن الغالبية العظمى (71%) لا تعتقد أن ذلك يعني انتهاء الأزمة المالية للسلطة، ولكن أغلبية من 62% تعتقد أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع محاربة إسرائيل في المنظمات الدولية مثل محكمة الجنايات الدولية عندما تكون الحال كما هي الآن حيث السلطة مضطرة للاعتماد مالياً على الولايات المتحدة.