غزة / حكمت يوسف / سما / أثارت دعوة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني لعقد قمة عربية مصغرة لإتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس عاصفة من التراشق الاعلامي وتبادل الاتهامات بين الفصيلين، وأضافت تعقيداً جديداً لملف إنهاء الانقسام في وقت استبعد فيه مختصون إتمامها في الوقت الراهن. وفي الوقت الذي رحبت فيه حركة حماس بدعوة أمير قطر لعقد قمة مصغرة في القاهرة لإنجاز المصالحة، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول ان هناك حالة من التوجس لدي حركته من مواقف دولة قطر لاسيما دعوتها لعقد قمة مصغره معتبرا ان الاتجاه العام في الرؤية يقول ان قطر لا تريد الوحدة إنما هدفها تكريس الانقسام. وكشف العالول، عن سلسلة من الاتصالات أجرتها حركته خلال الفترة الماضية للتأسيس للقاء جديد مع حركة حماس من اجل تنفيذ اتفاق المصالحة، وذلك بعد تأجيل حركة حماس للاتفاق الذي كان متوقع عقده بين الحركتين بداية هذا الشهر. وقال العالول "بعد انتهاء لجنة الانتخابات المركزية من عملها وإعلان جاهزيتها، تبعا لذلك سيتم تنفيذ عدد من الخطوات الهامة"، لكن هناك ما يعكر أجواء المصالحة، يتابع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، منها بعض التصريحات الصادرة عن قيادات حركة حماس، والتي تسعى حركته للتجاوز والقفز عنها. وأضاف العالول "إن تلك التصريحات تدلل بوضوح شديد للغاية على انه لا رغبة لدى حماس من اجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، حيث لا يمكننا تفسير تلك التصريحات والمواقف إلا في هذا الإطار". وشدد العالول على أن "فتح" ستبذل كافة جهدا من اجل انجاز المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام. وفي هذا السياق، استهجن الدكتور سامي أبو زهري الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الحملة التي تشنها بعض قيادات حركة فتح ضد المقترح القطري لعقد قمة مصالحة. واعتبر أبو زهري في تصريح صحفي مكتوب الاثنين هذه التصريحات إساءة لعلاقات شعبنا الخارجية وزجًا بشعبنا في خلافات مصطنعة. وأشار إلى أن رفض حركة فتح قمة المصالحة أو وضعها اشتراطات جديدة، "يحمل فتح المسؤولية عن تعطيل المصالحة". وأضاف: "إذا كانت فتح لا تريد قمة المصالحة فلتبدأ في تنفيذ اتفاق المصالحة على الأرض من خلال التحضير لانتخابات المجلس الوطني مثلما التزمت حماس بإعداد سجل الناخبين في قطاع غزة للتحضير لانتخابات المجلس التشريعي". ومضى الناطق باسم "حماس" يقول: إن "استمرار رفض فتح الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق المصالحة وتعاملها بانتقائية مع الاتفاق يؤكد خضوع فتح للضغوط والابتزاز الأمريكي وتقديمها المفاوضات مع الاحتلال على المصالحة مع شعبنا الفلسطيني". وكان أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، اقترح خلال افتتاحه القمة العربية 24 في الدوحة، الثلاثاء الماضي، عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة برئاسة مصر ومشاركة من يرغب من الدول العربية إلى جانب حركتي (فتح وحماس) لدفع وتنفيذ المصالحة الفلسطينية. من جانبه، من جانبه رأى كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن دعوة أمير قطر لعقد قمة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة بحضور حركتي "فتح وحماس"، أضاف تعقيد جديداً على ملف الانقسام. وقال الغول في تصريحات صحفية، "هذه القمة تسعي إلى إنهاء الانقسام من خلال عقد قمة بين فصيلين في حين تستثني باقي الفصائل الفلسطينية، وبالتالي نحن أمام تعقيد جديد". وأرجع الغول سبب التأخير في إنهاء حالة الانقسام إلى فقدان الإرادة السياسية لدى حركتي (فتح وحماس)، إضافة إلى العوامل الخارجية التي تعرقل هذا الملف، واختلاف الرؤى داخل الحركتين يعرقل المصالحة. وقال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن المصالحة الفلسطينية لا تحتاج الى اجراءات جديدة او الذهاب في ممرات وعرة لتحقيقها، وسنذهب الى القمة العربية عند دعوتنا كممثل لكل الشعب الفلسطيني. واضاف الرئيس خلال غرسه شجرة زيتون في المتنزه الوطني بمدينة البيرة، اليوم الاثنين، في الذكرى السابعة والثلاثين ليوم الأرض، ’نحن أعلنا في كلمتنا أمام القمة العربية في الدوحة، أننا سنذهب عندما ندعى، وبالتالي ننتظر الدعوة، وعند الانتهاء من تشكيل القمة المصغرة التي يريدونها، سنذهب ونمثل شعبنا هناك ونقول كلمتنا’. وتابع الرئيس، ’لكن من حيث المبدأ لا توجد بيننا خلافات تحتاج الى كل هذه الجهود، لاننا في الاساس متفقون على نقطتين منذ اتفاق الدوحة واتفاق القاهرة، النقطة الأولى هي الحكومة الانتقالية، والثانية هي الانتخابات، وهما يسيران جنبا الى جنب وخلال 3 اشهر تجري الانتخابات’. وأشار، الى أن ’لجنة الانتخابات أنهت عملها تقريبا، وبالتالي ليس هناك ضرورة للتعطيل أو إجراءات جديدة أو الذهاب في ممرات وعرة حتى تتم المصالحة، ومن أراد تحقيق المصالحة فآلياتها معروفة، والحكومة ستكون جاهزة في ذات اليوم الذي نعلن فيه مرسوم الانتخابات’. وقال الرئيس، ’الحكومة والانتخابات أمران متلازمان، فتشكيل الحكومة والانتخابات ستعلنان في يوم واحد، وأجدد بانه إذا تمت دعوتنا لاي قمة سنذهب لاننا نمثل الشعب الفلسطيني، ولا يوجد دعوة لأحد غيرنا’. من جانبه رأى كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن دعوة أمير قطر لعقد قمة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة بحضور حركتي "فتح وحماس"، أضاف تعقيد جديداً على ملف الانقسام. وفي هذا السياق، يقول د. مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، "إن الاقتراح القطري الأخير بعقد قمة عربية مصغرة في القاهرة لاحتضان المصالحة الفلسطينية، على الرغم من ترحيب حماس لهذه المبادرة القطرية إلا أن هناك تحفظات لدي حركة فتح من هذه المبادرة القطرية"، مبينا أن ذلك يدلل على فقدان الثقة في الأطراف العربية في العمل على إنهاء الانقسام. ورأى أبو سعدة أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى مبادرات جديدة، قائلا: "المبادرات أصبحت معروفة للجميع وهي تشكيل حكومة توافق وطني فلسطيني لأجراء انتخابات رئاسية وتشريعية على قاعدة الشراكة السياسية". وفيما إذا كان الفلسطينيون قريبين من إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، قال: "لا يوجد هناك أي اختراق في ملف المصالحة والأمور لا زالت كما هي فيما يتعلق بمواقف الأطراف "فتح وحماس" سواء من مسألة تشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني أو من مسالة الذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية". وأشار أبو سعدة إلى أن الراعي المصري لملف المصالحة مثقلة بهمومه وخلافاته الداخلية وذلك ألقى بظلالها على بطئ ملف المصالحة الفلسطينية.