غزة سما اكد مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" روبرت تيرنر أن ما يزيد على 10,000 عائلة من عائلات اللاجئين الأشد فقراً المسجلين ضمن برنامج شبكة الأمان الاجتماعي التابع للأونروا سوف يحصلون على الأولوية في “الإحلال في برنامج استحداث فرص العمل” ابتداء من مطلع الشهر المقبل، الأمر الذي يعمل على تأمين ما لا يقل عن ثلاثة أشهر من التوظيف والدخل خلال فترة زمنية مقدارها 24 شهراً. وأوضح تيرنر خلال لقاء له اليوم مع نخبة من رؤساء تحرير الوكالات والصحفيين والكتاب بغزة أن هذا النظام الجديد سيعمل على استبدال الممارسة المتبعة التي تشتمل على تقديم مساعدة نقدية مباشرة على أساس 10 دولارات كل ثلاثة شهور لكل شخص، التي ستوقفها “أونروا” بسبب القيود على التمويل. وقال “من خلال هذا النظام الجديد، فإن عائلة متوسط عدد أفرادها ستة أشخاص ستتاح لها الفرصة بمضاعفة دخلها تقريباً على مدى عامين، وذلك مقارنة بما كانت تحصل عليه بموجب برنامج المساعدة النقدية المباشرة القديم”. وأضاف “وعلاوة على ذلك، فإن عائلة مثل تلك العائلة ستتمتع في الواقع بالكرامة بتمكنها من تأمين دخل من خلال عملها ولن تكون بعدها مستفيدة من معونات المساعدات”. وتابع: بموجب النظام الحالي، فإن عائلة مؤلفة من ستة أشخاص تحصل خلال فترة 24 شهرا على مبلغ 480 دولاراً. وستتمكن نفس العائلة الآن من تأمين دخل يصل إلى 900 دولار خلال نفس الفترة وذلك من خلال برنامج استحداث فرص العمل”. وأشار تيرنر إلى أن “هذا التغيير هو من القرارات الصعبة التي نجد أنفسنا مضطرين لاتخاذها في “أونروا”، وذلك نظرا لطبيعة وضعنا التمويلي – وليس بالضرورة بسبب نقص التمويل الكلي بل بسبب حقيقة أن التمويل يتم توفيره لبعض البرامج وليس لبعضها الآخر”. وقال “على سبيل المثال، وفي الوقت الذي لا يتوفر لدينا فيه التمويل للإبقاء على نظام التوزيع النقدي، فقد استطعنا وبشكل دراماتيكي من توسعة برنامجنا لاستحداث فرص العمل ليشمل 8,000 وظيفة بدلاً من 3,000، ولذلك فإننا قادرون على استخدام هذه الموارد من أجل التخفيف من آثار التخفيض في برنامج التوزيع النقدي؛ إن الأمر يتعلق باستخدام الموارد المتاحة لنا من أجل الاستمرار في دعم اللاجئين بشكل أفضل، وتحديدا الأشد فقرا من بينهم. إننا وبطبيعة الحال لا نزال مستمرين في برنامج الإعمار واسع النطاق الذي يعمل على استحداث حوالي 5,000 وظيفة في غزة”. وحول غير القادرين على العمل من بين الحالات الصعبة التي شملها قرار استبدال فرص العمل قال هناك افكار ابدداعية يجري التباحث بها من اجل تمكينهم من الحصول على فرصة عمل مؤكدا ان الاونروا تضمن حصول من يشملهم القرار جميعا على فرصة عمل مؤقتة. وأكد تيرنر أن برنامج توزيع الأغذية لا يزال مستمرا كما هو دون تغيير، وذلك مع العدد المتزايد من اللاجئين – حاليا أكثر من 800,000 – الذين يتسلمون هذه المساعدة الهامة”. وتابع "نضطر الى اتخاذ قرارات صعبة بسبب زيادة متطلبات اللاجئين الفلسطينيين فعلى سبيل المثال يزداد عدد الطلاب سنويا ما بين 7000 الى 8000 طالب وهذا يتطلب تعيين من 250 الى 300 مدرس لذلك الاونروا تضع في اولوياتها التعليم والصحة ". وقال ان الدول العربية تفضل ان تدفع اموالا في برامج الاعمار وترفض ان تدفع للميزانية المنتظمة التي تتعلق بالتعليم والصحة والتي تاتي معظمها من اميركا والاتحاد الاوروبي موضحا "ان قطاع غزة يستهلك ما يقرب من 40 في المائة من ميزانية الاونروا السنوية في مختلفالمناطق وحوالي 60 % من حجم الاموال التي تاتي بما فيها برنامج الطوارئ. وبين ان الاونروا قامت بعملية اصلاح كبيرة في برنامج التعليم وستواصل عملية الاصلاح للتغلب على التعليم النمطي وجعل التفكير النقدي هو اساس التفكير. وتابع "سنتعاون مع مؤسسات وشركات القطاع القطاع الخاص فيما يتعلق ببرامج الحاسوب "software" والتي هي اساس مهم للتنمية في بلد مثل غزة تفتقد الى الموارد موضحا انه يبحث الان استغلال امكانيات الاونروا للشراء من القطاع الخاص الفلسطيني بدلا من الشراء من خارج القطاع وذلك عبر تاهيل شركات محلية للمنافسة مما سيضخ نشاطا هاما في الاقتصاد. وقال ان برنامج العاب الصيف او بتسميته الجديدة "اسابيع الفرح"سيعمل على تشغيل 2000 من الخريجين العاطلين عن العمل مؤكدا ان الاونروا لا تستطيع ان تاخذ اموالا مخصصة لالعاب الصيف وتضعها للمواد الغذائية لان المانحين يشترطون تنفيذ برنامج العاب الصيف للاطفال واذا لم نرغب فان الاموال سيتم سحبها. واوضح انه بنهاية 2014 ستكون الاونروا قد انتهت من بناء 3500 منزل و100 مدرسة جديدة مؤكدا اننا استطعنا في السنوات الماضية خفض عدد الطلاب في الفصل الواحد من 49 طالب الى 38 طالب وسنعمل جاهدين على عدم زيادة عدد الطلاب.