رام الله / سما / قالت وزارة الصحة، اليوم السبت، إنه لا توجد وفيات بالسل في فلسطين وإن ذلك من الأقل على مستوى العالم. جاء ذلك في تقرير لوزارة الصحة لمناسبة اليوم العالمي للسل الذي يأتي في الرابع والعشرين من آذار من كل عام، والذي يُحتفل به سنويا إحياء لذكرى اكتشاف الدكتور روبرت كوخ، في العام 1882، العصيّة المتسبّبة في الإصابة بالسل. وكان ذلك الاكتشاف الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه. وقالت الوزارة، ’في هذا اليوم تنضم وزارة الصحة الفلسطينية إلى منظمة الصحة العالمية، في إذكاء الوعي بوباء السل، وبالجهود التي تُبذل للتخلّص منه، حيث يشكل هذا المرض مشكلة صحية عالمية’. وجاء في التقرير إن في هذا العام يحتفل باليوم العالمي لمكافحة السل تحت شعار: ’أوقفوا مرض السل في حياتي’، الذي لا يزال، حتى الآن، يتسبب بحدوث 4000 وفاة يوميا. وتنص الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة على ضرورة بلوغ هدفين خاصين بمرض السل، بحلول العام 2015، يتمثلان بوقف انتشار مرض السل وبدء انحساره على الصعيد العالمي، وخفض عدد الوفيات الناجمة عن السل إلى النصف بالمقارنة مع العام 1990، ولا يزال مشكوكا في إمكانية بلوغ هذين الهدفين، خاصة في ظل وجود مرض الإيدز في العالم، ما يزيد من احتمال الإصابة بالسل النشط بما يتراوح بين نحو 20 و30 مرة لدى الأفراد المتعايشين مع فيروس الإيدز. ويوجد في العالم نحو 10 ملايين يتيم من جراء وفيات السل بين البالغين، حيث يشكل السل أحد أولى الأسباب المؤدية إلى وفاة النساء بين سن 15 و44 سنة في البلدان المنخفضة الدخل والفقيرة. والسل مرض معدٍ ينتشر عبر الهواء، ويمكن للشخص المُصاب بالسل النشط، إذا تُرك من دون علاج، أن ينقل العدوى إلى عدد من الأشخاص يتراوح معدلهم بين 10 إلى 15 شخصا في العام. وحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فقد بلغ عدد إصابات السل الجديدة المسجلة في العام 2009، 9.4 مليون حالة، وأودى هذا المرض في العام نفسه بحياة 1.7 مليون نسمة، ما يعادل نحو 4,700 حالة وفاة في اليوم. وقالت وزارة الصحة إن مركز المعلومات الصحية الفلسطيني فيها أصدر بيانا حول أهم معطيات مرض السل عالميا وفي فلسطين. وأشار الدكتور جواد البيطار مدير مركز المعلومات الصحية في البيان، إلى أنه وبالرغم من أن معدل الوفيات بمرض السل يبلغ 19 حالة لكل مئة ألف نسمة على مستوى العالم، وفي منطقة شرق المتوسط التي تنتمي إليها فلسطين يبلغ المعدل 18 حالة وفاة بمرض السل لكل مئة ألف نسمة، إلا أن فلسطين خالية تماما من أي وفيات ناتجة عن مرض السل، أي أن معدل الوفيات بسبب مرض السل في فلسطين هو صفر، و’هذا إنجاز كبير يسجل لصالح وزارة الصحة الفلسطينية وسياستها الهادفة للوقاية من الأمراض المعدية وتعزيز الصحة العامة في فلسطين’. وجاء في التقرير أن حالات السل الرئوي المسجلة سنويا في فلسطين وبشكل ثابت قد انخفضت، ووصلت إلى أدنى المستويات المسجلة عالميا، فعدد حالات مرض السل ومعدلات الإصابة به هي الأدنى على الإطلاق بين كل دول شرق المتوسط، والذي يعد إنجازا آخر يعتز به ضمن مجموعة كبيرة من الإنجازات على مختلف الصعد وفي كل المجالات. ففي العام 2006 سجلت في فلسطين 23 حالة جديدة بمرض السل، وبمعدل إصابة بلغ 0.59 لكل 100,000 من السكان. بينما في العام 2007 سجلت 15 حالة وبمعدل إصابة بلغ 0.40 لكل 100,000 من السكان. وفي العام 2008 تم رصد 17 حالة سل، بمعدل إصابة بلغ 0.45 لكل 100,000 من السكان. وفي العام 2009 تم رصد 18 حالة سل، وبمعدل إصابة بلغ 0.46 لكل 100,000 من السكان. وتم في العام 2010 رصد 17 حالة سل، بمعدل إصابة بلغ 0.40 لكل 100,000 من السكان. أما في العام 2011 فقد تم رصد 17 حالة سل، وبمعدل إصابة بلغ 0.40 لكل 100,000 من السكان. أما في العام المنصرم 2012، فقد تم رصد 24 حالة مصابة بمرض السل، وبلغ معدل الإصابة بمرض السل 0.55 لكل 100,000 من السكان، أي أقل من 1 لكل مئة ألف نسمة، وهو من أدنى المعدلات على مستوى العالم. ونوه التقرير إلى أن جميع حالات مرض السل في فلسطين تشخص وتعالج مجانا من قبل وزارة الصحة، التي تقوم بتوفير كل الفحوصات التشخيصة، وجميع الأدوية الخاصة بعلاج هؤلاء المرضى بشكل مجاني مئة بالمئة. وذكرت الوزارة في تقريرها أنها منذ العام 1996 تطبق نظام (المعالجة قصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر) في علاج مرضى السل لمدة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، ويقوم على المراقبة والعلاج المباشرين لمريض السل من قبل العاملين في وزارة الصحة. وأشارت إلى أن معدلات تطعيم الأطفال حديثي الولادة ضد السل BCG)) في فلسطين وصلت إلى مستويات عالية جدا تصل نسبتها إلى 100%.