خبر : فياض: الطريق للنهوض بنوعية التعليم ما زال طويلا إلاّ أنه واعد

الإثنين 11 مارس 2013 02:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
فياض: الطريق للنهوض بنوعية التعليم ما زال طويلا إلاّ أنه واعد



رام الله / سما / اعتبر رئيس الوزراء سلام فياض أن معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا 2013، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم يكتسبُ أهمية مُتزايدة. وأشار رئيس الوزراء في كلمته بحفل افتتاح المعرض إلى أن النهوض بالعملية التعليمية والارتقاء بواقعها وأدواتها واحتياجاتها يُشكلان أولوية لإستراتيجية عمل مؤسسات دولة فلسطين وتطوير قدرتها على تقديم أفضل الخدمات لأبناء شعبنا. وثمّن الجهود الهامة التي تبذلها وزارةُ التربية والتعليم في رعاية الإبداع والتميز، خاصة في مجال الاهتمام بتطوير قدرات الطلبة في التفكير النقديّ والإبداعيّ، وكذلك في تطوير قدرتهم على التواصل وحل المشـــكلات والتعلم الذاتيّ، وقال: ’مع أن الطريق أمامَنا على هذا الصعيد ما زال طويلا، إلاّ أنه رحب وواعد’. وبارك فياض للطلبة تميزهم وإبداعهم، بما يضعهم على طريق المعرفة التي تمكنهم من الإسهام الفاعل والجديّ في بناء مجتمعنا والتصدي للتحديات التي يمرُ بها شعبُنا وقضيتُه الوطنية، ونقل لهم تحيات الرئيس محمود عباس ومساندته لجهودهم. وأشاد بإبداعات الطلبة والطالبات المتفوقين، الذين تميزوا بأعمالهم رغم الصعوبات والتحديات التي اعترضتهم، ليقدموا لمعرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا مشاريع هامة ونوعية تم ترشيحها من بين مئات المشاريع المُقدمة من طلاب المدارس الحكومية والخاصة، إضافة إلى مدارس الوكالة. وأكد أن المعرض الذي تنفذُه التربية سنويا، يهدفُ إلى تطوير مهارات الإبداع ومناهج البحث العلميّ لدى الطلبة من أجل إعدادهم وتهيئتهم للمراحل الدراسية العليا وضمان انخراطهم في مجتمع المعرفة، ويعتبرُ حدثا وطنيا بامتياز. فهو يُعد أهم وأضخم حدث علميّ تكنولوجيّ على مستوى الوطن، ويعتمدُ معاييرَ وتعليماتٍ مُعتمدة في المسابقات والمعايير العالمية. وتطرق فياض إلى النجاحات التي سبق وأن حققها المشاركون، وتمكنهم من حصد العديد من الجوائز الهامة والمراتب المتقدمة في المنافسات الإقليمية والدولية. وقال: ’لقد سبق وأن حقق المشاركون في هذا المعرض، نجاحاتٍ عديدة، وحصدوا العديد من الجوائز الهامة والمراتب المُتقدمة في المنافسات الوطنية والإقليمية والدولية. ففوز طالباتنا من مدرسة ’وداد ناصر الدين’ العام الماضي بمركز مُتقدم من خلال مشروعهم المُميز ’النبتة الباكية’، وكذلك فوز طالباتنا في العام الذي سبقه بمشروع ’العصى المُبصرة’، يُشكلان حافزا إضافيا لنا لمراكمة المزيد من الخطى للارتقاء بنوعية التعليم والخدمات التعليمية والتربوية’. وأضاف: ’هذا التميز يحمل، أيها الأخوات والأخوة، الأمل في تعظيم القدرة على الإسهام الفاعل في تغيير الواقع نحو الأفضل، كما أنه يحملُ رسالة هامة تحثُنا جميعا على تسخير جميع إمكانياتنا للنهوض بالتعليم ومخرجاته وتقديم المزيد من الدعم والرعاية للمواهب والتميز’. وأكد فياض أن الحكومة، ومن خلال وزارة التربية، وضعت ركائز ومعايير أساسية لضمان إحداث انطلاقة نوعية في قطاع التعليم، وتطوير مخرجاته القادرة على تلبية احتياجات ومتطلبات المجتمع الفلسطينيّ من خلال التصدي لمهمة إصلاح نظام التعليم وتطوير جودته ونوعيته، وربطه بحاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتهيئة الإنسان الفلسطينيّ القادر على الانخراط بكفاءة في مجال الإبداع والتنمية والمعرفة، وتطوير قدرته على المنافسة في المجالات العلمية، وعلى التفاعل بإيجابية مع التطور العلميّ والتكنولوجيّ. وأشار إلى ما بذلته الوزارة بشأن توفير ’التعليم للجميع’ في ظل بيئة تربوية وتعليمية تتميزُ بجودتها العالية لتكون مُحفزة وداعمة بكل عناصرها. هذا بالإضافة إلى مواصلة تطوير البنية التحتية لقطاع التعليم، خاصة في القدس وقطاع غزة، وفي المناطق الريفية والنائية وعموم المناطق المُسماة (ج)، وكذلك الارتقاء بالمناهج ومعايير ووسائل التقييم، وتعزيز البحث العلمي واستخدام تكنولوجيا المعلومات، وتطوير قدرات وكفاءة العاملين في قطاع التعليم. وتوقف فياض أمام التقدم الذي تمكنت الأسرة التربوية من إحرازه لتحقيق هذه الأهداف، وقال: ’لقد تمكنت الأسرةُ التربوية من التقدم بخطوات مُتدرجة لتحقيق هذه الأهداف، وبما يجعلُها قادرة على الانتقال إلى مرحلة النهوض المطلوب بالعملية التربوية والارتقاء بالأداء المؤسسيّ. إلاّ أنه، ورُغم هذه الخطوات الهامة، لا يزال أمامنا الكثير من العمل الجاد للوصول إلى ما نصبو إليه من متطلبات تطوير نوعية نظام التعليم وإثراء المناهج التعليمية والتعليم اللامنهجيّ والارتقاء بواقع الكادر التربويّ، وتحقيق المزيد من متطلبات تأهيل المعلمين وتدريبهم وتنمية قُدراتهم، ومواكبة مُعطيات عصر التكنولوجيا والمعلوماتية’. وشدد على إصرار مؤسسات دولة فلسطين على حشد كل ما لديها من إمكانيات وطاقات للنهوض بواقع الكادر التربويّ وتحسين ظروف عملهم، وبما يتناسبُ مع التضحيات والعطاء المُتواصل الذي يقدمونه، مؤكدا الاستمرار في بذل كل جُهد مُمكن لاستنهاض طاقات شعبنا وتمكينه من تحقيق أهدافه الوطنية، وفي مقدمتها الخلاص التام من الاحتلال وطغيانه وإرهاب مستوطنيه، وتجسيد سيادتنا الوطنية في دولة فلسطين المُستقلة. وشكر أسرة التربية والتعليم كافة على الرسالة النبيلة التي يحملونها وهم يُعدّون جيلا يرسُم معنا ملامح فلسطين المستقبل، ويتحدى الصعاب والمعيقات مُتسلحا بإرادة الأمل والتغيير، وعلى الجهد الحيويّ والهام الذي يبذلونه للنهوض بمجمل العملية التربوية، وبنوعية التعليم وجودته، باعتبار ذلك أساس نهضة مجتمعنا وتقدمه، والأداة الأساسية للتنمية، وتعزيز القدرة على الصمود، ونحن نتقدم يوميا نحو انتزاع حقنا في الحرية كباقي شعوب الأرض. وخاطب الطلبة المتميزين قائلا: ’رهاننا كان وما يزال عليكم، فأنتم شمسُ فلسطين التي بها نزهو، وبكم ومعكم سيكون لنا مع الحرية موعد قريب بإذن الله’.