رفع حزب يوجد مستقبل في حملة الانتخابات لواء الحكومة المقلصة والناجعة. ثمة في ذلك منطق عظيم. وقد تضخمت الحكومة في السنوات الاخيرة الى نحو 30 وزيرا، واقيمت وزارات زائدة لا داع لها، والحكومة بكامل اعضائها اصبحت ناد للجدال. وبدلا من تحسين قدرة الحكم واظهار النجاعة المتعاظمة، تحولت الحكومات الواسعة الى دليل على التبذير المالي وانعدام النجاعة. لقد أعلن رئيس يوجد مستقبل، يئير لبيد في حملة الانتخابات على أنه لن ينضم الى حكومة تضم اكثر من 18 وزيرا. ولهذا اذا صار لبيد في نهاية المطاف وزيرا – وبفضل مكانته كزعيم الكتلة الثانية في حجمها، نائب رئيس الوزراء – والى جانبه اكثر من 17 عضوا، فمعنى الامر انه خرق تعهدا صريحا وأصبح كواحد من السياسيين القدامى الذين من أجل اخراجهم من السياسة تنافس في الانتخابات. رئيس الحكومة المنصرفة، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى الى أن يقيم في غضون اسبوع الحكومة القادمة أيضا، مطالب بان يتصدى لاضطرارات عديدة – فكرية وشخصية على حد سواء. وتمثل الكتل المرشحة المشاركة في الائتلاف مطالب متضاربة، سواء من ناحية الخطوط الاساس، الاهداف الوطنية وتعبيراتها في الميزانية أم بشأن الوزارات والسياسيين الذين يترأسوها. ولكن رغم التفهم لمصاعب نتنياهو والرغبة في رؤية تشكيل حكومة، بعد شهر ونصف من الانتخابات، لا يمكن قبول حجة الناطقين بلسان الليكود في صالح استمرار العرف المرفوض المتمثل بالتضخيم الحكومي. امكانية أن يجد نتنياهو صعوبة في مواجهة تمرد خائبي الامل في كتلته – ولا سيما وزراء سابقين لم يحصلوا على حقيبة – ليست ذات صلة عندما يعنى المرء بصالح الدولة وبالشكل الذي يمكن أن يستخلص منه الافضل من الذراع التنفيذي لها. يتحدث نتنياهو عاليا عاليا عن الزعامة وقدرة الحكم وهذه بحاجة ماسة الى حكومة ضيقة وناجعة، دون وزراء زائدين ودون وزراء بلا حقيبة. ان نتنياهو وشركاءه المحتملين يعدون الجمهور منذ بعض الوقت لاجراءات اقتصادية متشددة وحشية. فليتفضلوا بالتشدد أولا بالتضييق على أنفسهم. لقد كان لبيد محقا في مطلبه بتقليص عدد الوزراء. عليه أن يواصل الاصرار على هذا الطلب، ليس كمناورة في المساومة بل كتحسين جوهري في عمل الحكومة.