بعد عواصف سابقة، في القدس يتعلمون الدروس: سياقات البناء في القدس وفي يهودا والسامرة ستعلق وفق أمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الى ما بعد زيارة الرئيس الامريكي براك اوباما الى اسرائيل. وحسب التعليمات التي صدرت عن مكتب رئيس الوزراء للمستوى ذي الصلة في وزارتي الدفاع والاسكان، ففي الاسابيع القريبة لن تنشر عطاءات بناء جديدة في هذه المناطق. كما أن المخططات التي انتهت عملية اعدادها لن تنقل الى الايداع، وستؤجل ايضا اعمال بيروقراطية اخرى تفترض النشر العلني. هذا وقد نقلت التعليمات بتعليق نشر عطاءات البناء الى المحافل الميدانية بشكل غير رسمي: في مكالمات هاتفية اجراها نتنياهو مع الجهات المختصة شدد على أن هذا ليس تجميدا بل "تعليقا هدفه عدم احراج الساحة في ضوء زيارة الرئيس". بمعنى أن هذا ليس تجميدا شاملا للبناء، بل مجرد خطوة تأجيل ترمي الى الاعفاء من الحرج لاسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء. وتقول محافل اطلعت على الامر انه ليس مثلما في جولات التجميد السابقة التي أمر بها نتنياهو، هذه المرة يدور الحديث عن خطوة معتدلة وموزونة مفهومة في ضوء الظروف. الخلفية لطلب نتنياهو هو حادثة رمات شلومو، التي وقعت في اثناء زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن قبل ثلاث سنوات: في حينه نشرت خطة البناء في الحي في ذروة الزيارة، الامر الذي اثار غضب بايدن وأحدث أزمة شديدة في علاقات اوباما ونتنياهو. وفي أعقاب الحادثة اياها اوقف نتنياهو على مدى اشهر البناء في العاصمة، ولم يستأنف الا بعد نحو سنة. ورغم تعليمات نتنياهو، فلا ضمانة في أن تطبق بشكل كامل: فالمحافل الضالعة في سياقات بناء الاحياء تشير الى أن العديد من النشاطات تستوجب نشر المراحل في العملية في الصحف أو على الانترنيت. واشار احد المصادر الى أنه "أحيانا يدور الحديث عن خطة معروفة سبق أن نشرت في الماضي، والبيروقراطية تستوجب نشرها مجددا. ليس كل الموظفين واعين للحساسية وهم كفيلون بالقيام بمهامهم كالمعتاد، وببراءة يوقعون حادثة لم يقصدها احد".