غزة / سما / مع بدء الفصل الدراسي الثاني في المدراس والجامعات، عاد مشهد الاختناقات المرورية لبسط سيطرته على مجموعة من المفترقات الرئيسية في قطاع غزة، خصوصاً تلك الواقعة في محيطها عدة مؤسسات، كمفترق الجامعات، الذي تتركز حوله جامعات: الأزهر والإسلامية والأقصى، إضافة إلى المقر الرئيس لـ"أونروا" ومؤسسات ومرافق حكومية وأهلية أخرى. وعبر موطنون عن استيائهم مما وصفوه بأزمة الازدحامات التي لا تنتهي، خصوصاً في فترات الذروة صباحاً وعصراً، إذ أن الصورة تعكس اصطفاف مئات المواطنين والطلبة في انتظار سيارات الأجرة التي تقلهم إلى مناطق مختلفة داخل مدينة غزة وشمالها، أو إلى المحافظات الجنوبية. وذكر الطالب الجامعي أسامة سليمان أنه عندما يشاهد صورة طلبة الجامعات وهم بانتظار العودة إلى منازلهم نهاية النهار، يتذكر الازدحامات التي اعتاد مشاهدتها في الأفلام المصرية، لافتاً إلى أن الجميع في حالة استياء مما يحدث. وقال: "صحيح هناك محاولات لتنظيم المرور في أماكن الازدحامات، لكن ما زلنا نعاني كثيراً، خصوصاً في ظل زيادة أعداد السيارات، بينما الطرق على حالها منذ سنوات". الازدحامات المروريةوأضاف: "غزة بحاجة إلى خطة مختلفة، وإلا إذا استمرت هذه الصورة على حالها، فسنعاني المزيد". في المقابل أوضح الناطق باسم وزارة النقل والمواصلات في الحكومة المقالة خليل الزيان أن عدد المركبات في قطاع غزة يقارب 60 ألف مركبة مختلفة حسب نوعها تجاري وملاكي وحافلات كبيرة، إضافة إلى نحو 15 ألف دراجة نارية، معتبراً أن أعداد المركبات تعد طبيعية مقارنة بالنمو السكاني في قطاع غزة، إذ أن الحاجة لهذه الأعداد ملحة، ليتمكن الناس من التنقل بين المحافظات وداخلها وفق تقديره. وقال لـدوت كوم : "المركبات القديمة ربما تتسبب بازدحامات مرورية، والوزارة في هذا العام كان من أهدافها هو الحالة الفنية للمركبة ،وأهم ما يتعلق بالحالة الفنية هو التخلص من المركبات القديمة". وأضاف: "إذا تم فتح شوارع جديدة وطرق بديلة يمكن المساهمة في التقليل من الازدحام وحل بعض الاشكاليات، خصوصاً وأن قطاع غزة ومحافظاته لها ما يزيد عن 50 سنة وهي على نفس الحالة الراهنة، وبالتالي فالحاجة ماسة لعملية صيانة وافتتاح جسور وأنفاق للتخفيف من الأزمة التي ستتفاقم". وأشار الزيان إلى أن قطاع غزة يكاد يكون قد اكتفى من المركبات الملاكي الصغيرة، ولكن الحاجة ماسة لمزيد من المركبات التجارية والعمومية والحافلات الكبيرة، معتبراً أن سماح الاحتلال بإدخال الحافلات قد يساهم في حل كثير من مشاكل الازدحام المروري. الازدحامات المروريةوبينما أقر نائب مدير عام شرطة المرور في القطاع ماهر الللي بوجود مشكلة حقيقية في خصوص الازدحامات المرورية، أشار إلى أنها تتركز في مناطق بعينها وفي أوقات محددة وليس بشكل دائم، لافتاً إلى أن شرطة المرور وضعت خططا بديلة للتعامل مع هكذا اختناقات بوسائل متعددة. وبين في حديثه مع دوت كوم أن شرطة المرور تضاعف من عناصر الشرطة في المفترقات الأكثر ازدحاماً وتوقف الحملات المرورية، وتوجه السيارات إلى طرق بديلة، لتحقيق سيولة مرورية، لافتاً إلى أن المشكلة مركبة ومرتبطة بجهات متعددة كوزارة المواصلات والبلديات والطرق وثقافة الناس وطلبة المدارس والجامعات وغيرهم. وأشار الللي إلى ضرورة إيجاد خطة متكاملة مقر من مجلس الوزراء وبمشاركة الوزرات والمؤسسات ذات العلاقة، مؤكداً أن شرطة المرور تسيطر في هذه المرحلة على الاختناقات المرورية إلى حد كبير رغم شكوى المواطنين والسائقين على حد سواء.