في إدارة اوباما يستغلون إنهاء حملة الانتخابات في البلاد للعودة الى الدعوة لاستئناف المسيرة السلمية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وتناول وزير الخارجية المرشح جون كيري أمس مستقبل المسيرة السلمية في الاستماع الذي اجري له في اطار تعيينه أمام أعضاء لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، وقال انه سيرغب في رفع الطرفين الى "مسار آخر يختلف عن ذاك الذي كنا فيه في السنوات الاخيرة". والى ذلك اقتبست صحيفة "الحياة" امس عن مقربين من بنيامين نتنياهو ادعاءهم بان رئيس الوزراء مستعد لان يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، في القدس أو في رام الله بهدف دفع مساعي السلام الى الامام. "نحن نؤمن بان ما ينبغي أن يحصل هو مفاوضات مباشرة بين الطرفين يكون فيه تناول للتسوية الدائمة بينهما في محاولة للوصول الى حل الدولتين"، هكذا تناول المسألة الناطق بلسان البيت الابيض جي كارني في اطار استعراض يومي للمراسلين. كارني، الذي سئل عن الاثار التي قد تكون لصعود قوة أحزاب اسرائيلية معتدلة مثل يوجد مستقبل على الاتصالات مع الفلسطينيين شدد قائلا: "نحن سنبحث في المسيرة مع الحكومة الجديدة ومواصلة الضغط على ما نحن نؤمن بانه مسيرة هدفها النهائي خير للفلسطينيين والاسرائيليين". ومن جهة اخرى ادعى كيري في اثناء الاستماع في مجلس الشيوخ بانه رغم أنه لا يزال غير واضح أي حكومة ستقوم في اسرائيل، فانه يصلي لان "ربما تكون هذه لحظة نتمكن فيها من استئناف الجهود لجلب الطرفين الى المفاوضات والصعود الى مسار يختلف عن المسار الذي كنا فيه في السنوات الاخيرة. أرغب في أن اجرب عمل ذلك". واضاف كيري محذرا في حديثه من "أن نافذة الفرص لحل الدولتين يمكن أن تغلق وهذا سيكون وضع كارثي". وذكر بانه على مدى 29 سنة من وجوده في مجلس الشيوخ كان مؤيدا بلا هوادة لاسرائيل، ولكنه شدد قائلا: "أنا لن أتراجع عن التفهم لازمة الفلسطينيين وكل من علق في هذه الدوامة". وبالتوازي بعد أن حصل الفلسطينيون من الامم المتحدة باغلبية كبيرة على مكانة جديدة للسلطة الفلسطينية كدولة مراقب دون حق التصويت، تبقى مكانة الفلسطينيين مصدرا للخلاف بين جدران المنظمة. وجاء الاحتجاج الامريكي في اثناء نقاش جرى يوم الاربعاء في مجلس الامن في الامم المتحدة ودعي اليه وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي الذي قدم بصفته "وزير خارجية دولة فلسطين"، مثلما ظهر أيضا في بيان وضع على طاولتنا. وتقديم فلسطين كـ "دولة" لاول مرة منذ القرار في 29 تشرين الثاني لرفع المستوى، لم يمر بهدوء بالنسبة للسفيرة الامريكية سوزان رايس التي أوضحت بان بلادها لا ترى في التصويت قبل شهرين "اعلانا أو اعترافا بدولة فلسطينية". وأوضحت رايس بان "موقفنا هو ان كل تناول لـ "دولة فلسطينية" في اطار الامم المتحدة، بما في ذلك استخدام الاصطلاح في بيانات مجلس الامن أو في الدعوات للجلسات أو في اطار ترتيب الحاضرين في الجلسة، لا يعكس اي موافقة على كون فلسطين دولة". وبعد النقاش انضم الى الاحتجاج السفير الكندي الى المنظمة، جوليرمو رتشنسي، الذي اشتكى هو ايضا من ظهور عبارة "دولة فلسطين" كون الامر "يخلق انطباعا مغلوطا". اما السفير الاسرائيلي رون بروشاور فأوضح قائلا ان "العائق الاساس في وجه حل الدولتين هو رفض القيادة الفلسطينية الحديث مع شعبها عن الثمن الحقيقي لحل الدولتين". وقالت مصادر سياسية مقربة من رئيس الوزراء نتنياهو أمس انه مستعد للقاء رئيس السلطة الفلسطينية، ابو مازن، لدفع المسيرة السلمية الى الامام. وحسب صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن فقد أعرب نتنياهو عن استعداده للقاء مع ابو مازن في القدس بل وحتى في رام الله وذلك "لاعطاء دفعة لاستئناف المسيرة". اما ابو مازن فعقب على نتائج الانتخابات في اسرائيل وقال: "سنتعاون مع كل حكومة اسرائيلية تعرب عن التزامها باقامة دولة فلسطينية بحدود 67". وصرح أمين سر اللجنة التنفيذية في م.ت.ف، ياسر عبد ربه بان الرئيس ابو مازن ينوي المبادرة الى لقاءات في رام الله مع السياسيين الجدد الذين سينضمون الى الكنيست الـ 19. واشار الى أن اللقاء سيتم في الاسبوعين القريبين، قبل تشكيل الحكومة الجديدة. وقال امس مصدر فلسطيني لـ "معاريف" انه "بشكل طبيعي من يلوح كالشريك الكبير لنتنياهو – يئير لبيد – سيدعى الى المقاطعة ولكن ايضا النواب من حزب العمل، ميرتس والليكود سيتلقون الدعوات. من ناحيتنا نفتالي بينيت هو الاخر عنوان. في واقع الامر، كل من يريد السلام، مدعو".