اليوم تبلغ خط النهاية معركة الانتخابات للكنيست الـ 19 التي كانت أكثر غرابة – عادية وهدوءا – عصفا وتوقعا – مفاجأة، من أكثر المعارك – إن لم نقل منها جميعا. إن جميع الفروض الأساسية التي اعتبرت بديهيات جرى عليها مسح وشك فيها وارتفاع وانخفاض. فاذا رأينا آخر الامر ان عددا منها سيتحقق فانها لم توجه مسار الانتخابات طول طريقها. إن الفرض الوحيد الذي بقي ثابتا طول الاختلاف كله وإن كان قد فقد من قوته في المراحل الاخيرة هو ان بنيامين نتنياهو سيشكل الحكومة القادمة. لكن كلما تراكمت استطلاعات الرأي العام ونشرت في وسائل الاعلام قوي الاجماع في اليمين واليسار على ان قيادة الائتلاف ستكون أصعب مما كانت في السنوات الاربع الماضية. إن فرض ان يشكل بنيامين نتنياهو الحكومة القادمة انشأ جوا لم يقم على وضع حقائقي وكأن اسرائيل عادت للتصويت بورقتي تصويت. كان من الممكن بحسب طريقة التصويت تلك ان تصوت لنتنياهو لرئاسة الوزراء مع اضعافه بالتصويت لشركائه المحتملين في الائتلاف. وهذا هو الشعور ايضا في 2013 وإن لم يكن لذلك أساس الآن. نصوت بورقة تصويت واحدة وقد يثقل هذا ايضا على تشكيل الحكومة القادمة وفي الأساس على ادارة الائتلاف في المستقبل. أي ائتلاف؟ يتعلق كل شيء بنتائج الانتخابات. فكلما كانت أقرب الى التعادل سيُحتاج الى جهد من المرشح لرئاسة الوزراء لاجتياز خط التماس الذي يفصل بين الكتلتين. ونعتقد ان يغمز نتنياهو "يوجد مستقبل"، لكن حتى يئير لبيد التزم بضعة التزامات ستجعل استجابته ثقيلة عليه. إن الصعوبة الرئيسة هي ان صناديق الاقتراع تُفتح هذا الصباح وبحسب تقدير مستطلعي الرأي لم يقرر نحو من نصف مليون ناخب أكثرهم من النساء أي ورقة يضعونها في الغلاف الى الآن. وهم يعلمون ما هو مدى انتخابهم لكن محيط الحسم مفاجيء في عدد من القطاعات مثل نائب وربما أكثر للعلمانيين يمتد بين البيت اليهودي ويوجد مستقبل. اللغز آسر في الحاصل وسيتم حله هذه الليلة منذ الساعة العاشرة ليلا. وعلى أية حال ستكون كتلة اليمين أكبر شيئا ما من الوسط – اليسار وسيؤثر الفرق في مضمون التفاوض وفي مدته ايضا. سيُرى في الشوارع اليوم نشطاء وعاملو احزاب يجرون بين صناديق الاقتراع ويراودون الناخبين غير المكترثين أو الرافضين، وفي هذا الجو العملي ستبقى فقط ذكريات شاحبة من ايام اخرى، وان هذا اليوم في الحقيقة هو الاحتفال الكبير للديمقراطية الاسرائيلية الباقية القائمة كما ينبغي منذ كانون الثاني 1949 حينما دُعي المواطنون للتصويت للجمعية التأسيسية وهذا هو الاسم السابق للكنيست الاولى. ونقول برغم جو اليوم العادي – عيدا سعيدا.