إن موشيه كحلون رمز وواحد من الرموز القوية التي نجحت حكومة نتنياهو الماضية في إنشائها لا لأنه فعل شيئا ما معقدا بل فعل شيئا بسيطا وهو ان اتجه الى المنافسة. إن الاجراء الذي بادر اليه رئيس الوزراء نتنياهو قبل فتح صناديق الاقتراع بيوم ونصف هو بمنزلة "قنبلة ذكية". إن إدخال كحلون الى مديرية اراضي اسرائيل بعد الانتخابات، والى عمل جديد ينبغي ان نُخمن ان يكون ذا قوة حقيقية معناه إدخال روح المنافسة والشفافية الى واحدة من المؤسسات غير المنظمة، ولا نريد ان نقول الفاسدة الموجودة في دولتنا. فاذا تم هذا بصورة صحيحة وبكامل الجدية فانه اجراء مبارك يشير في الأساس الى نية تغيير النظام في هذا الفرع الذي ترتفع فيه الاسعار فقط في السنين الاخيرة. يجب ان يتم علاج اسعار الشقق بصورة ذكية. قبل بضعة ايام نشرت رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش تنبؤا منها بما تريد فعله بأسعار السكن اذا تم انتخابها. فهي تزعم أنها ستفضي الى خفض أسعار الشقق بـ 25 في المائة في خلال سنة. وهذه كارثة فظيعة. ففي الولايات المتحدة في 2008 حينما انفجرت الازمة المالية وكادت تمحو فرع التمويل المصرفي وخنقت أكبر اقتصاد في العالم – في تلك السنة المصيرية التي نشك في انه وُجد شبيه لها منذ فجر البشرية – انخفضت أسعار الشقق بنحو من 20 في المائة في المعدل. تريد يحيموفيتش اذا ان تقضي على اقتصاد اسرائيل، وليس هذا مفاجئا بصورة خاصة اذا قرأتم "البرنامج الاقتصادي" لحزبها. إن الطريقة الصحيحة لعلاج أسعار السكن هي بالضبط ما فعله الوزير السابق كحلون في مجال الهواتف المحمولة وهو زيادة المنافسة في بيع المقاولين الاراضي. كي يكون البيع فعالا، أي كي يشتري المقاولون الاراضي ويسارعوا الى البناء، يجدر ان يتم البيع بصورة أذكى مما هي اليوم. فطريقة بيع الاراضي في مناقصات لكل من يزيد في السعر سيئة جدا. يجب ان يوزن البدء في بيع المقاولين اختيارات للاراضي. اختيارات تجعلهم مالكي الارض في اللحظة التي تأتي فيها الجرافات لانشاء المبنى. والفكرة التي تقوم من وراء هذا الاختيار هي لا ارض اذا لم تبنِ. لأن بعض المقاولين اليوم وبخاصة الكبار والمنظمين منهم يشترون الاراضي المُشتهاة و "يجلسون" فوقها سنين كي ترتفع الاسعار. وبهذا المعنى يعترف نتنياهو بأن كحلون هو نوع من جرافة اقتصادية جديدة وهذه وحدة قوى يحتاج اليها الجمهور كي يكون علاج أسعار السكن صحيحا ومسؤولا، أي في اطار زيادة الكمية والخفض التدريجي للاسعار في مدى سنوات.