الصفقة المتبلورة: سلاح امريكي حديث مقابل الصبر الضغط الشديد الذي تمارسه اسرائيل من خلال التهديد لهجوم في ايران كفيل بان يعطي نتائج على عدة جبهات. فقد نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس بان الرئيس اوباما يفكر بالاعلان بشكل لا لبس فيه عن استعداده لهجوم في ايران اذا ما فشلت المحادثات واجتاز الايرانيون الخطوط الحمراء التي وضعها الامريكيون في هذا الشأن. مثل هذا التصريح، الذي يترافق وجدول زمني متصلب لاستنفاد المحادثات على النووي، كفيل بان يرضي رئيس الوزراء كي يتمكن من تأخير الهجوم رغم التقدم في النووي الايراني. يحتمل أن يكون مثل هذا الاعلان كفيل بان يصدر في خطاب اوباما بعد غد في ختام مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي يبدأ اليوم في شارلوت شمالي كارولينا وربما فقط في خطابه في الجمعية العمومية للامم المتحدة عشية يوم الغفران، وذلك حيال خطاب التتويج الرسمي لخصمه في السباق ميت رومني الاسبوع الماضي الذي اتهم اوباما في أنه "القى باسرائيل تحت عجلات الباص"، وسمح لايران بمواصلة برنامجها النووي دون عراقيل. رزمة مساعدة غير أنه ليس فقط التصريحات هي التي لدى الامريكيين ليقدموها لاسرائيل مقابل الصبر: فإدارة اوباما تعمل على أن تبلور مع اسرائيل رزمة خطوات تمنع هجوما اسرائيليا قبل الانتخابات لرئاسة الولايات المتحدة في 6 تشرين الثاني – الهجوم الذي يعارضه الامريكيون بشدة. اسرائيل معنية بان تتلقى من الولايات المتحدة وسائل قتالية متطورة تسمح لها بالابقاء على حرية العمل لديها، اذا ما تقرر تأجيل الهجوم في ايران. يدور الحديث عن طائرات شحن الوقود (التي سبق لاوباما أن تعهد بمنحها لاسرائيل) وقنابل خارقة للتحصينات حديثة، قادرة على اختراق حتى عمق 60 متر. وخلافا للماضي، يبدو أن اوباما سيكون مستعدا لان يزودها. ومن يدير الاتصالات من الجانب الاسرائيلي هو رئيس مجلس الامن القومي يعقوب عميدرور. وحسب "نيويورك تايمز" فان الرزمة تتضمن ضمن أمور أخرى مناورة بحرية بمشاركة 25 دولة، هي الاكبر من أي وقت مضى، ستجرى هذا الشهر في مياه الخليج الفارسي، قرب مضائق هرمز. وقالت مصادر عسكرية ان هذا "استعراض وحدة وخطوة دفاعية لمنع ايران من محاولة منع تصدير النفط عبر المضائق". وتتضمن خطوات اخرى تصعيد العمليات السرية ضد المشروع النووي الايراني، مثل الفيروسات الفتاكة التي زرعت في الدولة في الماضي وأدت الى تشويش عمل أجهزة الطرد المركزي في المنشآت النووية، تشديد الطوق الخانق الاقتصادي حول صناعة النفط الايرانية ونصب منظومة دفاعية ضد الصواريخ في إمارة قطر. "الرسالة لايران هي أنها حتى لو طورت سلاحا نوويا ونصبته على رأس منظومة صواريخها، فانها ستواجه منظومة دفاعية ضد الصواريخ"، كما تشرح "نيويورك تايمز". وهذا هو أحد الاسباب التي يبدو فيها نتنياهو غير قليلا نبرة حديثه عن ايران وتراجع عن الاقوال المطلقة بشأن حرب اسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه ايران نووية. انذار علني سبب آخر لتلطيف حدة موقف نتنياهو هو التخوف في اسرائيل من أن تتخذ الولايات المتحدة خطوة متطرفة وتوجه لها انذارا علنيا ضد الهجوم، وذلك بعد تصريحي رئيس الاركان الامريكي مارتين دامبسي. انذار علني كهذا من شأنه أن يمس بقدرة الردع وحرية عمل الجيش الاسرائيلي وواضح أنه من المهم جدا لاسرائيل الامتناع عن ذلك.