القدس المحتلة / سما / رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن مصر لم تتكيف مع حركة الإخوان المسلمين ولكن الإخوان المسلمين هم الذين كيفوا أنفسهم مع مصر المعروفة بأنها "أم الدنيا". وأشارت الصحيفة إلى أن مصر لم تتلون باللون الأسود مع أن الإخوان المسلمين يحكمون البلاد، حتى أن رئيس مصر الدكتور محمد مرسي أعلن على رؤوس الأشهاد في قمة طهران أن مصر دولة ديمقراطية دستورية حديثة ولم يقل دولة إسلامية. وأضاف الكاتب "عودة بشارات" في مقاله بالصحيفة أن الرئيس مرسي بعد انتخابه أعلن عن استقالته من حركة الإخوان المسلمين، إلا أن الصحفيين المصريين من شدة وقاحتهم –على حد زعم الكاتب- انهالوا بالهجوم على القصر الرئاسي متعقبين أي شيء يحدث بداخله، مشيراً إلى أن رياح الديمقراطية بدأت تهب في مصر، مبرهناً على كلامه ببرنامج "زمن الإخوان" الذي كان يعرض في رمضان والذي اشتمل على انتقادات للرئيس وحركة الإخوان المسلمين. وتابع الكاتب أنه اليوم تلو الآخر يتضح أن الديمقراطية تحسن للعرب، مشيراً إلى أن الحياة السياسية في تونس باتت نشطة والتليفزيون صار ممتلئاً بالمضامين العلمانية في ظل زمن الإخوان، وفي ليبيا جرت انتخابات ديمقراطية، وفي اليمن جرى استفتاء شعبي وامتلأت الميادين التي تحولت بمثابة برلمان كبير، وفي المغرب يعمل العاهل المغربي على تلبية طموحات المعارضة، وفي سوريا لازال نظام القمع مستمراً بسبب عدم تدخل العالم، وفي السعودية جرت مظاهرات حاشدة لا تحظى بتغطية إعلامية لسبب أو لآخر. وأضاف الكاتب أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يردد دائماً شعار أن "العرب هم نفس العرب" وبعض المستشرقين الإسرائيليين يعتبرون الدول العربية بمثابة "الغرب المشاكس" على طريقة "الكاوبوي الأمريكي"، مشيراً إلى أنه لشديد المفارقة الشعب العربي، شأنه شأن سائر الشعوب، ليس شعب المخربين الانتحاريين، وأن الإخوان المسلمين الذين كانوا يلونون الشاشات باعتبارهم رداً طبيعياً للنظم الشمولية، أصبحت الشاشات تلون الآن بالعديد من الألوان في الوقت ذاته وأصبح المجتمع العربي أكثر تعددية. وتابع الكاتب أنه إذا قلنا إن الديمقراطية تحسن للعرب فإن العرب أيضاً يحسنون للديمقراطية، مشيراً إلى أن إسرائيل التي عاشت بالمنطقة 64 سنة لم تفهم حتى الآن العربية ولم تعرف التاريخ والحضارة العربية، مشيراً إلى أن نظرة خاطفة إلى محطات التليفزيون المصري يمكنها أن تفوح بعبق الربيع العربي والذي يؤكد للجميع أن زمن الزعامة الفاسدة وحلفاء الغرب المتلونين قد مضى وانقضى، ولقد حان الآن وقت الشعوب العربية. اذاعة "جيش الاحتلال الإسرائيلي": مرسى شخصية مستقلة وجريئة كما نشر موقع "إذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي" مقالا يؤكد أن الرئيس محمد مرسي شخصية مستقلة وجريئة وأن الاحتقان بين مصر وإيران يأبى الهدوء نتيجة قرارات وتصريحات مرسى الشجاعة. ورأى المحلل الإسرائيلي "جاكي حوجي" في مقاله المنشور اليوم على الموقع أن تلك المؤشرات مطمئنة لإسرائيل التي يمكنها تنفس الصعداء لأن ثمة تقاربا في العلاقات بين القاهرة وطهران لن يحدث رغم زيارة الرئيس مرسي ومشاركته بمؤتمر دول عدم الانحياز بطهران. وأضاف الموقع أنه بعد خمسة أيام من القمة، مازال الاحتقان بين الدولتين شديداً ويأبى الهدوء بسبب قضية الترجمة المزيفة التي قدمها التليفزيون الإيراني لخطاب الرئيس مرسي. وتابع الموقع أنه قبل عقد تلك القمة بأسبوع أثيرت مخاوف جمة في تل أبيب من نية الرئيس مرسي لفتح صفحة جديدة مع إيران، مشيراً إلى أن الرئيس مرسي ذهب بالفعل إلى طهران بعد قطيعة مصرية- إيرانية دامت 31 سنة، إلا أن الزيارة فشلت على ما يبدو في تحقيق هدفها. وأشارت "إذاعة جيش الاحتلال" إلى أن الرئيس مرسي ذكر في خطابه الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأبو بكر الصديق، وهي أسماء غير مألوف سماعها لدى الشيعة الذين يبرزون الإمام علي، كما انتقد الحليفة الاستراتيجية لإيران "سوريا" على مرأى ومسمع العالم كله في قلب طهران لكنه لم يعرف أن الإيرانيين نصبوا له فخاً بالبث المباشر. وأضاف حوجي أن الرئيس مرسي قال إن "الشعبين الفلسطيني والسوري يناضلان ببسالة من أجل نيل حريتهما"، إلا أن الترجمة الفورية بالتليفزيون الإيراني جاءت مختلفة تماماً: "فلسطين والبحرين تريدان الحرية"، بحذف كلمة سوريا وإضافة البحرين بدلاً منها. وتابع حوجي بأن الإيرانيين واقعون في ورطة مع جارتهم العربية الصغيرة "البحرين" التي لطالما زاغت أعين الإيرانيين عليها معتبرين إياها جزءاً من المملكة الفارسية، مؤكداً أن البحرين التي تتخوف من الغزو الإيراني تعتمد على جارتها الكبرى السعودية في التصدي للمطامع الإيرانية. وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن الرئيس مرسي استطرد في الحديث عن الربيع العربي والثورات المصرية والليبية والتونسية واليمنية، وقال إن سوريا تشهد ثورة ضد نظام قمع، إلا أن التليفزيون الإيراني ترجم كلامه بشكل مختلف، حيث استبدل كلمة الربيع العربي بكلمة الصحوة الإسلامية، واستبدل كلمة الثورة في سوريا بالثورة في البحرين. ورأى الكاتب أن كل من يبحث عن الصراع بين السنة والشيعة من المؤكد أنه تجسد له الآن في أفضل صوره، مؤكداً أن الصراع في هذا الحادث يبدو أكثر من صراع بين معسكرين أو فئتين، ومشيراً إلى أن رئيس مصر الجديد ظهر كشخصية ذات مواقف مستقلة وجريئة، وبالتالي فإن المصالحة بين القاهرة وطهران يتعين عليها الانتظار قليلاً.